أزمة دبلوماسية جديدة تشهدها العلاقات الإسرائيلية الفرنسية، مرتبطة باقتحام مسلحين موقعا دينيا في القدس المحتلة تديره باريس، واعتقال عنصرين من الدرك الفرنسي كانا في مهمة تأمين المكان قبيل زيارة وزير الخارجية جان نويل بارو له.
وانتشرت على وسائل التواصل فيديوهات وثقت لحظة اعتداء الشرطة الإسرائيلية على عنصري الدرك، حيث تم طرح أحدهما أرضا بعد أن عرف عن نفسه مرارا، قبل أن يتم اقتياده وآخر إلى سيارة تابعة للشرطة.
La police israélienne arrête 2 gendarmes français dans le domaine de l’Eleona, propriété française à Jérusalem-Est. Les gendarmes avaient demandé aux policiers de ne pas entrer dans ce lieu, avant la visite prévue du MAE @jnbarrot pic.twitter.com/597vz2Manv
— Sami Boukhelifa (@sambklf) November 7, 2024
عقب الحادث، قال بارو في تصريح صحفي إن "هذا المساس بسلامة موقع تحت إدارة فرنسية من شأنه إضعاف روابط جئت بغرض توطيدها مع إسرائيل، في وقت نحن جميعا بحاجة إلى دفع المنطقة باتجاه السلام".
وأكد بارو في القدس أنه لن يدخل الموقع "لأن عناصر الأمن الإسرائيلي حضروا مسلحين من دون إذن مسبق من فرنسا ورفضوا الخروج من الموقع".
وندد وزير خارجية فرنسا بـ"وضع غير مقبول"، ورفض دخول الموقع المعروف بـ"إليونا" في جبل الزيتون بالقدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
وشدد بارو على أن "إليونا ليس موقعا تابعا لفرنسا فحسب، بل إن فرنسا تقوم أيضا بإدارة أمنه وصيانته، وذلك بعناية كبيرة".
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها ستستدعي "في الايام المقبلة" سفير إسرائيل في باريس، للاحتجاج على دخول الشرطة الاسرائيلية الموقع، وقالت إن "سفير اسرائيل في فرنسا سيُستدعى الى الوزارة في الأيام المقبلة"، معتبرة أن وجود قوات الأمن الاسرائيلية في موقع الحج المذكور، وكذلك توقيف اثنين من عناصر الدرك الفرنسي لوقت قصير، شيء "مرفوض".
فرنسا تدير الكنيسة منذ القرن 19
ويرجع اسم "إليونا" إلى الكلمة اليونانية "إيليا" أو"إيلايون" وتعني الزيتون، وتشير مصادر فرنسية إلى أن كنيسة "إليونا" بنيت خلال القرن الرابع في عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول، وأضيف إليها دير ومصلى عام 430 ميلادي.
وفي عهد الملك الفرنسي شارلمان، أعيد بناء الكنيسة، وفي القرن 12 قام الصليبيون ببناء كنيسة جديدة في نفس الموقع، لكنها بقيت بعد ذلك مهملة لعدة قرون.
وفي عام 1856 اشترت الموقع أميرة فرنسية ثرية كانت تزور مدينة القدس، أعجبت بالمكان ورغبت في إعادة إحياء الكنيسة، حيث مولت إنشاء المبنى الحالي الذي اكتمل بناؤه عام 1868، ثم وهبت الموقع للدولة الفرنسية في نفس السنة. ووضع جزء من الموقع تحت تصرف "الآباء البيض" وراهبات الكرمل، اللاتي لازالت 12 منهن يعشن فيه إلى اليوم.
حوادث مماثلة مع رؤساء فرنسيين
وفي تشرين الأول/أكتوبر من عام 1996، حين زار الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك الأراضي الفلسطينية، طلب شيراك من أفراد الأمن الإسرائيلي الذين كانوا يرافقونه باسماح للفلسطينيين الذين كانوا يواكبون تجواله في القدس بالاقتراب ومصافحته. لاحقا بدا على الرئيس الفرنسي علامات الاحتقان حين بدأ عناصر الشرطة الإسرائيلية بالاقتراب منه بشكل غير مبرر لينفجر غاضبا بأحدهم قائلا "هل تريدني أن أعود إلى طائرتي؟".
عندما أراد الرئيس الفرنسي جاك شيراك(1996)أن يمر عبر شوارع البلدةالقديمة في #القدس ليحيي سكانها،انهالت عليه قوات الاحتلال ومنعته من التحدث إلى التجارالفلسطينيين.
— خديجة بن قنة khadija Benganna (@Benguennak) May 12, 2021
وعندما أراد دخول كنيسة #sainteAnne وجد الجنود في انتظاره..
هذا تعاملهم مع دولة صنعت لهم القنبلة النووية..فماذا تنتظرون؟ pic.twitter.com/HDBAdLmHIu
وفي كانون الثاني/يناير 2020، تكرر المشهد مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون أمام نفس الكنيسة، عندما طلب من عناصر الشرطة الإسرائيلية الخروج من الكنيسة، إثر تدافع بينهم وبين الحضور، وجده ماكرون غير مبرر.