أكدت الأسيرة المحررة شيرين العيساوي أن توقيع المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح أدخل الفرحة بين صفوف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ورأت المحامية العيساوي خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين" عقب الإفراج عنها قبل عدة أيام أن إتمام المصالحة يأتي في إطار "احترام الشعب الفلسطيني لدماء الشهداء، الذين ارتقوا من أجل الدفاع عن فلسطين".
وأعربت عن أملها في أن تكون المصالحة جدية هذه المرة، وترقى إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، الذي عانى من الحصار والتضييق على مدار أكثر من 10 أعوام.
وأضافت: "آن الأوان أن يعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحريةٍ وأمان، وأن ينتهي الحصار المفروض عليه منذ عدة سنوات".
ووجهت التحية إلى قيادة المقاومة في غزة، قائلةً: "كلنا أمل وثقة في تنفيذ وعودهم بتبييض السجون من الأسرى كافة، ونحن ما زلنا ننتظر صفقة وفاء الأحرار(2)".
وفيما يتعلق بأوضاع الأسرى في سجون الاحتلال أكدت العيساوي أن الأسرى يعيشون في أوضاع قاسية جدًّا، خاصة مع التنكيل بهم وتعذيبهم على يد إدارة السجون.
وبينت أن انتهاكات إدارة السجون بحق الأسرى تضاعفت بعد الإضراب الأخير الذي خاضوه، احتجاجًا على ممارسات إدارة السجون ضدهم.
وشددت على أن الاحتلال ينتهج سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى جميعًا، مشيرةً إلى أنه يمارس التنكيل والتفتيش الليلي ضد الأسيرات في السجون، إضافة إلى الاعتداء عليهن بالضرب المبرح.
ولفتت إلى أن الاحتلال يمنع إدخال الملابس الشتوية للأسرى والأسيرات، ويجبرهم على اشترائها من (الكانتينا)، إضافة إلى منع زيارة الأهالي.
وتطرقت المحررة العيساوي إلى حياتها داخل سجون الاحتلال حيث أمضت قرابة 4 سنوات قضت معظمها في زنازين العزل الانفرادي.
وأشارت إلى أن إدارة السجن كانت تتهمها دائمًا بالتحريض بسبب مواقفها السياسية، وتضامنها مع الأسرى المضربين عن الطعام، وإرجاعها الوجبات، إضافة إلى اتهامها بتحريض الأسيرات ضد إدارة السجن، لذلك كان يلجأ الاحتلال إلى عزلها انفراديًّا.
وأكدت أنها تلقت الضرب المبرح أكثر من مرة على يد السجانات، وإدارة ما تسمى "مصلحة السجون"، بسبب مواقفها المناصرة للأسرى وإضرابهم، ورفضها الانتهاكات بحق الأسيرات.
وذكرت أن التهم الموجهة إليها من الاحتلال تتمثل في تقديم خدمات للأسرى في السجون، والحركة الأسيرة، وتنسيق إضراب الأسرى، والتواصل مع "جهات معادية" (محامين من غزة)، إضافة إلى تنسيقها لحملة دعم شقيقها الأسير سامر.
وفيما يتعلق بقرار الإفراج عنها وخروجها من السجن وصفت الأجواء بأنها كانت "صعبة جدًّا"، كونها تفاجأت بالقرار من جهة، وعدم الإفراج عن شقيقها الأسير مدحت المتهم في القضية نفسها.
وتابعت: "تركت خلفي شقيقيّ مدحت وسامر في السجون، والكثير من الأسرى المرضى، لذلك كانت فرحتي منقوصة".
وبحسب قول شيرين إنها تفاجأت باعتقال شرطة الاحتلال الإسرائيلية لها بعد الإفراج عنها، بتهمة التآمر لارتكاب جريمة، مشيرةً إلى أنهم اقتادوها إلى زنازين الدامون في القدس للتحقيق معها.
وذكرت أن الاحتلال أقرّ منع الاحتفال والاستقبال الخاص بها، وحاصر المنزل لدى خروجها من السجن، ومنع المواطنين من الاحتشاد والاستقبال، عادةً ذلك "محاولة للتنغيص على فرحة الإفراج عنها".
وفي نهاية حديثها طالبت العيساوي الكل الفلسطيني بتكثيف الجهود المبذولة في قضية الأسرى، من أجل الإفراج عنهم قريبًا، لاسيما أنهم يعيشون في أوضاع في غاية الصعوبة.
ودعت مؤسسات حقوق الإنسان لتكثيف جهودها القانونية تجاه الأسرى، وتقديم قادة سجون الاحتلال إلى المحاكم المحلية والدولية، لاسيما أنهم ينتهكون كل القوانين والحقوق المتعلقة بهم.