ضربت حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة للشهر الثالث عشر على التوالي، جميع أوجه الحياة، وتوقفت الحركة بما فيها النشاط الرياضي، وأصبح معظم الأفراد بلا عمل ولا دخل مادي، في ظل انهيار الاقتصاد.
البطولات الرياضية في كل الألعاب، كانت مصدر دخل لأكثر من 7000 أسرة، ومع توقف النشاط أصبح جميعهم بلا مصدر مالي ويعتمدون المعونات التي تقدم لهم، ولم تكن كافية لمجاراة متطلبات الحياة المختلفة، واضطر عدد كبير من اللاعبين للعمل في الأعمال الحرة، لإيجاد مصدر مالي يعيل أسرهم.
المدهون .. "بسطة فلافل"
مؤمن المدهون لاعب نادي فلسطين لكرة القدم، استغل الشهرة التي كان يتمتع بها جده أبو أحمد ومن بعده والده، في بيع الفلافل، وقام بعمل بسطة صغيرة، رغم ارتفاع الأسعار والتكاليف، وأوجد لنفسه مصدر رزق في ظل توقف عجلة النشاط الرياضي.
ويقول المدهون لـ "فلسطين أون لاين": "أرهقتنا ظروف الحياة الصعبة وغلاء الأسعار الفاحش، وفي ظل حالة اليأس من عودة النشاط الرياضي، الذي كان مصدر دخل لنا، حتى في حالة انتهاء الحرب، بحثت عن مصدر رزق لعائلتي، أستطيع من خلاله توفير جزء من المصروف اليومي، فلم أجد سوى عمل بسطة لبيع الفلافل، في ظل انعدام العمل مع استمرار الحرب".
المدهون بدلًا من الذهاب يوميًا للتدريبات، أصبح يذهب للسوق من أجل جلب متطلبات عمله، وبات الجمهور حوله يتناول الطعام، بدلًا من مشاهدته وهو يتميز بهوايته في تسجيل الأهداف في مرمى المنافسين ويسعدهم.
شتيوي .. "بائع البهارات"
اللاعب الموهوب صانع ألعاب فريق كرة القدم بنادي الصداقة معتز شتيوي، وجد نفسه موهوبًا في عمل بهارات الطعام وتقديمها للزبائن، من خلال بسطة صغيرة أنشأها في سوق الصحابة في الوسط الشرقي لمدينة غزة.
يتفاجأ الرياضيون والجمهور المارين في السوق، بجلوس شتيوي خلف البسطة الصغيرة، بثوبه الجديد غير المعتاد عليه، ويشترون منه ما يلزمهم من أنواع البهارات.
شتيوي أكد خلال حديثه لـ "فلسطين أون لاين": أنه لجأ لهذه المهنة، في ظل انعدام الأفق لعودة النشاط الرياضي في الوقت القريب، وندرة ما يقدم للرياضيين من دعم مالي مساند لهم، كما أعرب عن حزنه لضياع مستقبله الرياضي، وأحلامه التي كان يتطلع لتحقيقها.
حمدان .. "سائق التكتك"
لاعب نادي نماء لكرة الطائرة غريب حمدان، قام بشراء دراجة نارية "تكتك"، وبات يعمل عليه لنقل البضائع وأغراض الناس المختلفة من " كابونات" وغيرها.
واعتمد حمدان على العمل في هذه المهنة بشكل كبير في هذا الوقت، مع انعدام الدخل المالي للرياضيين، وعدم وجود نشاط رياضي الذي كان مصدر دخل أساسي له قبل الحرب.
وتمنى حمدان أن تنتهي الحرب، ويعود للتفرغ لممارسة نشاطه الرياضي كما كان معتادًا، مطالبًا في ذات الوقت بحفظ حقوق اللاعبين المالية ليعيشوا حياة مستقرة.