أكد مدير مستشفى كمال عدوان بمحافظة شمال القطاع د. حسام أبو صفية، أن الأوضاع داخل المشفى صعبة، بعد اعتقال الاحتلال معظم الكوادر الطبية قبل عشرة أيام، بحيث لم يتبق داخلها سوى طبيبين يعملان معه وأعداد من التمريض.
وقال أبو صفية لـ "فلسطين أون لاين": "للأسف فقدنا عددًا من الجرحى لعدم وجود تخصصات جراحية لأن أغلب الحالات تأتي مشيًا على الأقدام وتحتاج تدخلًا جراحيًا؛ وبعد اعتقال الطواقم لم يسمح الاحتلال بإدخال طواقم جراحية"، مشيرًا إلى أنه لا يوجد مركبة إسعاف واحدة في شمال القطاع مما يجعل الأوضاع كارثية.
وأوضح أن الكثير من المصابين يموتون في الشوارع لعدم مقدرتهم على الوصول إلى المشفى، واصفًا الوضع بـ "الخطير"، بعد قصف الطوابق العلوية من مباني كمال عدوان أمس وأول أمس بشكل مباشر وعشوائي وأصيب أطفال منومين وطواقم كانت تقدم الخدمة في المكان.
وأعرب عن استهجانه لعدم استجابة العالم والمؤسسات الدولية والإنسانية للمناشدات التي أطلقتها المشفى لوقف استهداف المشفى، دون استجابة في الضغط على الاحتلال لوقف عدوانه والسماح بإدخال الأدوية والطواقم الجراحية.
وبلغت حصيلة العدوان المستمر على الشمال، حسب ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة نحو 1800 شهيد، وأصيب 4 آلاف جريح جراء الهجوم المستمر، يرافقه منع الطعام والدواء وحليب الأطفال واستهداف عشرات مراكز الإيواء التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين.
وبدأ "جيش الاحتلال" هجومه الدموي على مخيم جباليا وشمال قطاع غزة مساء 5 أكتوبر/ تشرين أول 2024 بلا سابق إنذار، وتفاجأ الأهالي بهجوم "إسرائيلي" متزامن من المدفعية والطائرات ومسيرّات الاحتلال، رافقه توغل لآليات ودبابات الاحتلال التي بدأت بالتقدم محاولةً تطويق المخيم من الشرق والغرب.
وعلى مدار شهر من القتل والإبادة والتدمير وعملية تطهير عرقي للسكان ومنع الغذاء والمياه والدواء، تعمد الاحتلال تجويع 400 ألف إنسان يعيشون في شمالي القطاع، منهم نحو 150 ألف مواطن لا يزالون يرفضون النزوح القسري من مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، ويتشبثون بمحافظة الشمال في مواجهة عاصفة التجهير أو ما يعرف باسم "خطة الجنرالات" القاضية بتجويع الأهالي لتهجيرهم أو محاصرتهم حتى الموت.