أكد جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، الثلاثاء، أن المحاصرين في مناطق شمال قطاع غزة يتعرضون للموت والإبادة الإسرائيلية بصمت، في الوقت الذي عطل فيه الاحتلال عمل طواقمنا كليا وصادر مركباتهم ومعداتهم وهجرهم واعتقل بعضهم".
وأفاد الدفاع المدني، في بيانٍ صحافي، بأن مناشدات عديدة وصلته حول وجود مواطنين أحياء تحت منازل ومبان سكنية دمرها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية في بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي منذ أكثر من شهر.
وقال الدفاع المدني، في بيان: "مناشدات تصلنا عن وجود مواطنين أحياء تحت أنقاض بعض المنازل والمباني السكنية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي عليهم خلال الأيام الماضية في منطقة مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة".
وناشد "المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل العاجل للسماح بوصول الطواقم والعمل على إنقاذ حياة من هم تحت الأنقاض".
كما حذّر من استمرار حالة "الصمت الدولي تجاه العدوان والغطرسة الإسرائيلية التي ستفضي إلى إعدام المواطنين الأحياء تحت أنقاض منازلهم المدمرة"، معتبرا ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني".وأشار إلى أنه لليوم 14 على التوالي يمنع الجيش الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني من ممارسة عملها بمحافظة الشمال.
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي وحرب الإبادة على محافظة شمال قطاع غزة، لليوم 31 على التوالي، وسط قصف وإعدام ميداني، ونسف للمنازل وتدمير للخدمات الأساسية، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء.
ولليوم الرابع عشر تواليًا، لا يزال شمال قطاع غزة، من دون طواقم طبية أو دفاع مدني أو حتى مستشفيات وهو ما يزيد في المعاناة.
ويأتي ذلك في إطار مساعي الاحتلال لإفراغ محافظة الشمال من سكانها، الذين رفضوا الاستجابة لإنذارات الإخلاء.
ويعدم الاحتلال في بلدة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.
كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة.
وبعد اجتياحين في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ومايو/ أيار 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام.
وأعلنت بلدية بيت لاهيا شمال قطاع غزة "مدينة منكوبة" جراء حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي، وأطلقت "نداء استغاثة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وقالت بلدية بيت لاهيا إن سكان المدينة يعانون "كارثة إنسانية"، نتيجة "حرب الإبادة المستمرة والحصار المفروض على المدينة". وأوضحت أن المدينة أصبحت "بلا طعام وبلا مياه وبلا مستشفيات وبلا إسعافات وبلا دفاع مدني وبلا أطباء وبلا خدمات (صرف صحي ونفايات) وبلا اتصالات".
وتابعت: "وعليه فإننا نعلن بيت لاهيا مدينة منكوبة، ونطلق نداء الاستغاثة العاجل بضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه في المدينة التي تتعرض للقتل والإبادة الجماعية".
وتُواصل قوات الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، لليوم الـ 396على التوالي، وسط ارتكاب المزيد من المجازر المروعة، وقصف مناطق مأهولة ومربعات سكنية على رؤوس قاطنيها، واستهداف النازحين والمدنيين العزل.