صعّدت سلطات الاحتلال، من عمليات الهدم والتجريف في مدينة القدس المحتلة، ضمن حملة تهويدية تهدف إلى تفريغ أحياء المدينة من سكانها.
وفي صباح اليوم الثلاثاء، نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي، عملية هدم واسعة طالت 8 مساكن فلسطينية، بحي سلوان في مدينة القدس المحتلة، وسط إجراءات عسكرية وإغلاق مشددة، حيث حاصرت قوات الاحتلال الحي ومنعت وصول المواطنين والصحفيين إلى مناطق الهدم من ساعات الصباح وحتى المساء.
وأفادت محافظة القدس، في تقريرها اليومي، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي هدمت اليوم عدة منازل واقتلعت أشجارًا، وجرفت أسوارًا وشوارع لمواطنين مقدسيين في حي البستان ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وبينت أن، هذه الاعتداءات تأتي ضمن حملة تهويدية تهدف إلى تفريغ الحي من سكانه الأصليين، وفرض أمر واقع يهدد وجودهم واستقرارهم.
وأوضحت محافظة القدس، أن الهدم طال منزل المواطن المقدسي هيثم عايد قرعين، الذي يؤوي أربعة أفراد، ومنزل عائلة الرويضي، الذي يسكنه خمسة إخوة مع ما يقارب ثلاثين من أبنائهم بينهم أطفال ونساء.
كما هدمت قوات الاحتلال ما تبقى من منزل الناشط المقدسي فخري أبو دياب، الذي أعاد ترميمه بعد تعرضه للهدم سابقاً، إلى جانب هدم منزل نجله محمد، الذي يعيش فيه مع زوجته واثنين من أبنائه.
وقال الناشط أبو دياب، إن 116 منزلًا بحي البستان صدرت بحقها إخطارات هدم "في محاولة من بلدية الاحتلال لتصفية وجودنا".
وأضاف، أن البلدية انتقلت من الهدم الفردي إلى الهدم الجماعي "كجزء من مخططها لهدم كل حي البستان وسكانه البالغ عددهم 1550 نسمة".
وأشار أبو دياب -الذي يتعرض منزله للهدم للمرة الثانية هذا العام- إلى أنه وعائلة ابنه أصبحوا بلا مأوى، مشيرا إلى أن هدف الهدم "تنفيذ مخططات استيطانية، وبالتالي خنق البلدة القديمة من القدس بحزام من المستوطنات".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى اليوم، هدمت قوات الاحتلال وجرفت ما يقارب 360 منزلاً ومنشأة في مدينة القدس، في سياق سياسة ممنهجة تهدف إلى تهجير المواطنين المقدسيين وحرمانهم من حقوقهم التاريخية والوطنية، وفق البيان.
ودعت محافظة القدس المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم بحق المقدسيين، وحماية حقوقهم التاريخية والإنسانية، والوقوف بوجه الاستيطان المتسارع الذي يهدد مستقبلهم في المدينة المقدسة.