قائمة الموقع

معاناةُ الأمهات في قطاع غزَّة من متابعة تعليم أبنائهنَّ عبر برنامج "التيميز"

2024-11-05T12:17:00+02:00

في ظل التحديات الهائلة التي يواجهها قطاع غزة، أطلقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية برنامج "التيمز" كحلّ مؤقت لاستئناف التعليم ولتفادي ضياع العام الدراسي الثاني على التوالي، وجاء البرنامج كبديل للتعليم الوجاهي، على أمل أن يُمكّن الطلاب من متابعة دراستهم عن بُعد في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ورغم أن الهدف منه نبيل، إلا أنّ تطبيقه واجه عقبات كبيرة أثرت بشكل ملحوظ على سير العملية التعليمية وعلى الأمهات اللواتي يتحملن الجزء الأكبر من المسؤولية في متابعة أبنائهن.

السيدة ليلى محسن وهي أم لأربعة أطفال، في مدينة غزة، حيث تتشارك الأسرة في جهاز هاتف قديم هو الوحيد المتاح للدراسة.

مع اعتماد برنامج "التميز" على الإنترنت، وجدت محسن نفسها في مأزق، إذ يتناوب أطفالها الأربعة على استخدام الهاتف في أوقات مختلفة، مما يجعل من الصعب عليهم متابعة دروسهم بانتظام.

تقول في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" أشعر بالعجز، فبينما يحاول ابني حضور حصة الرياضيات، تبقى ابنتي الأخرى منتظرة بفارغ الصبر لتدرس اللغة العربية، لا أستطيع توفير جهاز لكل منهم، وهذا يحرمهم من حقهم الأساسي في التعليم."

أما كفاح الريس فتروي معاناتها مع الإنترنت، الذي ينقطع لفترات طويلة بسبب قلة الكهرباء وارتفاع أسعار حزم البيانات، وتقول: "برنامج التميز يتطلب اتصالاً دائماً بالإنترنت، وهذا أمر شبه مستحيل هنا، أحيانًا أضطر إلى شراء حزمة إنترنت صغيرة لأكمل دروس ابني، لكن الميزانية لا تكفي لكل يوم".

وتضيف لـ"فلسطين أون لاين":" أرى ابني يحاول لكنه يصطدم بانقطاع الاتصال المتكرر، ليس لديه فرصة حقيقية للتعلم، وهذا يؤلمني كأم"، مشيرةً إلى أن المنطقة التي تقيم فيها تشهد قصفاً مستمرًا، مما يجعل متابعة الدراسة عبر "التميز" مهمة شبه مستحيلة.

 وتردف:" ابني في الصف التاسع، لكن الخوف يُفقده التركيز كلما حاول متابعة دروسه، والقصف لا يتوقف، وحين يحاول التركيز ينظر إلى الباب بترقب، وكأن الانفجارات تدق بابه في أي لحظة، كل هذه الضغوط تجعل متابعة التعليم عبئاً، ولا ألومه إذا عجز عن استيعاب ما يدرسه."

أما بثينة شعبان فتذكر أن اضطرارها الذهاب للعمل بشكل يومي في إحدى المؤسسات المحلية يجعلها

عاجزة عن متابعة دراسة أطفالها عبر "التميز" أثناء ساعات العمل، تقول: "أضطر إلى تركهم في المنزل مع الجدة، وعندما أعود أحاول أن أساعدهم في فهم ما فاتهم، لكن الوقت لا يكفي"

وتتابع في حديثها لـ"فلسطين أون لاين":" ابني أحمد في الصف الرابع لا يجد من يساعده في حل واجباته خلال النهار، ويشعر بأنه متأخر عن زملائه، أشعر بالضغط كأم، مضطرة للعمل لإعالتهم."

نور عليوة أم لخمسة أطفال تعيش في مدينة غزة، اضطرت للنزوح من مكان اقامتها في حي الشجاعية هربًا من قصف الاحتلال وتدميره للمنطقة التي تعيش فيها، واطرت إلى العيش في شقة صغيرة مع أكثر من 30 شخصاً من النساء والأطفال والكبار في السن.

تقول في حديثها لـ"فلسطين أون لاين":" منذ بداية العمل على برنامج التيميز وأنا أحاول جاهدة مواكبة دروس أبنائي الثلاثة على الصفوف الافتراضية، إلا أن هذا الأمر يكاد يكون مستحيلاً بسبب عدم توفر بيئة مناسبة للدراسة.

وتوضح عليوة "كلما حاولت مساعدة أبنائي في الدروس، يشتت انتباههم صوت الجيران وصراخ الأطفال الآخرين ولا أستطيع توفير مكان هادئ للدراسة، وهذا يجعل الأمر صعبًا عليها وعلى كل العائلة."

تجمع القصص السابقة بين تحديات الأمهات في غزة، اللواتي يجدن أنفسهن أمام صعوبات حقيقية في توفير بيئة تعليمية مناسبة لأبنائهن وسط قسوة الظروف، حيث يواجه الجميع، أطفالًا وأمهات، تحديات تتخطى قدرتهم على التأقلم، مما يجعل التعليم عبر برنامج "التميز" حلمًا صعب المنال للكثيرين في قطاع غزة.

وعلى الرغم من أن برنامج "التميز"، رغم نيته الجيدة في تخفيف أزمة التعليم، إلا أنه يواجه عقبات كبيرة تحول دون تحقيق هدفه في قطاع غزة، وهنا وتبرز الحاجة الماسّة إلى بدائل تتماشى مع الواقع الصعب في القطاع، ودعم أكبر من وزارة التربية والتعليم في تذليل العقبات التقنية لتوفير بيئة تعليمية أكثر ملاءمة للطلاب وأهاليهم.

اخبار ذات صلة