من أدوات بسيطة مُعاد تدويرها استطاعت المهندسة الغزية إيناس الغول ابتكار نظام لتحلية مياه البحر، والمياه المليئة بالشوائب وجعلها صالحة للشرب في ظل ندرتها بسبب حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
أرادت الغول التغلب على الحاجة الشديدة لمياه الشرب لجميع الغزيين، من خلال فكرتها بتصنيع جهاز المقطر الشمسي، والذي يتميز بسهولة استخدامه، وانخفاض ثمنه.
واستطاعت النّازحة الغول تقديم حل عملي لمواجهة أزمة مياه الشرب التي تكدر حياة الغزيبن، ويصطفون لساعات طويلة من أجل الحصول عليها بثمن مرتفع مقارنة بما كان عليه قبل العدوان "الإسرائيلي" على القطاع.
وشرحت الغول فكرة المقطر الشمس قائلة: "استخدمت صندوقًا خشبيًا، وغلفته بالزجاج، والجلد، يتم تمرير المياه الملوثة، أو المالحة عبره، لتقوم أشعة الشمس بتقطير المياه، وإنتاج ماء نقي، بعد تبخر المياه، ثم تكثف البخار ليعود إلى الحالة السائلة على شكل ماء نقي".
ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في مياه الشرب مع استمرار العدوان "الإسرائيلي"، ويتعمد الاحتلال قطع إمدادات المياه من الأراضي المحتلة، وتدمير الآبار، والخزانات، ومحطات التحلية المختلفة.
وتابعت: "ولقرب غزة من البحر وتركز معظم النازحين في الساحل، يمكن للمواطنين الاعتماد على مياهه من خلال تنقيتها من الشوائب، والملوحة عبر نظام التقطير".
وأشارت الغول إلى أن المقطر الشمس قد يفي بالغرض، بعد تدمير جميع محطات التحلية، ومعالجة المياه توقفها شبه الكامل. مبيّنةً أن نظام التقطير الشمسي يمكن أن يعد بديلًا عن محطات التحلية نظرًا لصعوبة توفرها خلال العدوان "الإسرائيلي"، نظرًا لسهولة استخدامه، ووزنه الخفيف الذي يتيح نقله إلى أي مكان.
ولفتت إلى ارتفاع ثمن المياه الصالحة للشرب الى أربعة أضعاف ما كان عليه في السابق،حيث يصل ثمن 16 ليترا منها لدولار أمريكي واحد، ما يجعل كثير من المواطنين غير قادرين على شرائها، والاعتماد على مياه الآبار غير المعالجة والتي أدت إلى انتشار العديد من الأمراض الجلدية، والباطنية.
ويقطع المواطنون في قطاع غزة مسافات طويلة يوميًا، عوضًا عن اصطفافهم لساعات طويلة للحصول على بضعة ليترات من مياه الشرب.
ووفق آخر الإحصائيات التي أعلن عنها المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع بسبب حرب الإبادة "الإسرائيلية" نحو مليوني فرد ن إجمالي 2.3 مليون نسمة.