قال الباحث في الشأن الأمريكي وشؤون الشرق الأوسط توفيق طعمة، إن الولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بوقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، مشيراً إلى أن دعوات بعض المسؤولين الأمريكيين لوقف إطلاق النار "مصالح انتخابية" فقط.
واستبعد طعمة خلال حديثه مع موقع "فلسطين أون لاين"، وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ودولة الاحتلال، قبل الانتخابات الأمريكية المقرر اجراءها في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبيّن أن مرشحي الانتخابات الأمريكية يسعون من خلال دعوات وقف إطلاق النار في غزة لكسب أصوات الناخبين من المسلمين والعرب والجاليات الداعمة للحق الفلسطيني، مشدداً على أنه "لا مصداقية للدعوات المطالة للاحتلال بوقف الحرب".
ووفق طعمة، فإن السياسة الأمريكية لا تتغير تجاه الاحتلال حيث ستبقى داعمة له في كل ما يفعله مع الفلسطينيين.
وأكد أن الإدارة الامريكية مشاركة وداعمة بل تقود الحرب على غزة منذ اليوم الأول لها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لافتاً إلى أنها زوّدت (إسرائيل) بجميع أنواع الأسلحة والقنابل المحرمة دولياً لضرب قطاع غزة.
وأوضح أن الولايات المتحدة داعمة للاحتلال في المحافل الدولية حيث استخدمت حق نقض الفيتو أكثر من 5 مرات في مجلس الأمن لمنع وقف العدوان على غزة، وهي تقف عائق أمام محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين، منوهاً إلى وجود ضغوط أمريكية لمنع إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو.
وشدد طعمة على أن "(إسرائيل) لا تقوم بهذا الإجرام إلا بدعم وضوء أخضر أمريكي، معتبراً التصريحات الأمريكية بوقف العدوان على غزة "ذر الرماد في العيون"، من أجل أن يظهروا للعالم أن الولايات المتحدة تريد السلام وإنهاء الحرب.
وبيّن أن إدارة بايدن تمارس "التضليل الإعلامي" غير المسبوق، وهي تسير مع سياسة نتنياهو القائمة على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، والاعتداءات على المنطقة بأكملها.
وحول تصريحات مرشح الرئاسة دونالد ترامب بأنه في حال فوزه في الانتخابات سيعيد الهدوء للمنطقة والشرق الأوسط، وصف طعمة هذه التصريحات بأنها "مضللة"، مشيراً إلى أنه يتبنى أجندة نتنياهو الذي وعد بتوسيع (إسرائيل) على حساب ضم الضفة وأجزاء من شمال قطاع غزة.
وذكر أن ترامب هو صاحب خطة ما تسمى "صفقة القرن" ونقل السفارة الأمريكية للقدس واعترف بالقدس عاصمة لـ (إسرائيل).
ورأى أن فوز ترامب هو مصلحة لنتنياهو لاستكمال مشروعه التوسعي الاستيطاني في المنطقة.
وفي حال فوز المرشحة كاميلا هاريس، فقال طعمة، إنه "سيكون امتداداً لسياسة الحزب الديمقراطي والحكومة الأمريكية لـ (إسرائيل) ولن يكون تغيراً جوهرياً على العلاقة بين الطرفين.
وقال: "هناك علاقة استراتيجية بين الطرفين، لذلك لن يكون هناك أي تغيير جذري في العلاقة الأمريكية الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية لن تتغير.
فشل "إسرائيلي"
ولا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمراً منذ أكثر من عام، حيث خلّف ما يزيد عن 50 ألف شهيداً وأكثر من 100 ألف جريح، عدا عن الدمار الهائل في المباني والبنية التحتية.
واعتبر طعمة استمرار الاحتلال في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام دليل على "فشل (إسرائيل) بتحقيق أهدافها".
وقال: "اذا استطاعت (إسرائيل) قتل الشهيد يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فهي لم تقتل المقاومة وروحها، وهناك آلاف القيادات المقاومة من بعده".
وأضاف "الاحتلال بدأ عدوانه على غزة ولم يستطع إعادة الأسرى الإسرائيليين ولا القضاء على المقاومة، ولا تهجير الشعب الفلسطيني كما هو مخطط له"، مشدداً على أن "الاحتلال سيفشل كما فشل في المرات السابقة".
وبيّن أن الاحتلال لديه خطة منذ عقود لطرد سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء، ولكن أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته فشلت بتحقيقها، لافتاً إلى أنه يخسر الكثير من الجنود والمعدات على مدار العدوان.
ووفق قوله، فإن ما حققته (إسرائيل) فقط هو قتل أكثر من 50 ألف وجرح أكثر من 100 ألف آخرين، ومارست كل جرائم الحرب المحرمة دولياً، موضحاً أنها نفذت كل جرائمها ولا العالم يتفرج بسبب الدعم الأمريكي والأوروبي والتواطؤ العربي.
ووصف صمود قطاع غزة بـ "الأسطوري"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني سيُفشل كل مخططات التهجير التي ينوي الاحتلال تنفيذها في القطاع".
وعن السيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة القادمة، فقد استبعد الباحث بالشأن الأمريكي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية، لأن الولايات المتحدة لا تزال تتبنى شروط نتنياهو، وهو ما ترفضه حركة حماس والمقاومة الفلسطينية.