أبدى مواطنون رفضهم لمقترحات "الهدنة المؤقتة" التي يطرحها الوسطاء من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى دون الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى ديارهم.
وشدد مواطنون في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين أون لاين"، على أن كل المقترحات المقدمة غير مقبولة شعبيًا وتصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد تحرير أسراه ثم العودة إلى الإبادة الجماعية من جديد.
برأي المواطنين، فإن الاحتلال الإسرائيلي يخدع الوسطاء من خلال حديثها عن هدنة مؤقتة لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وطلبها منهم الضغط على المقاومة من أجل القبول بها دون إنهاء العدوان.
ومن جهته، يقول المواطن أحمد أبو مصطفى: "تابعت بكل استغراب عبر وسائل الإعلام مقترحات الهدنة المؤقتة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتي تم عرضها من قبل مصر وقطر، لأن الاحتلال سبق وخدع الجميع خلال الهدنة الأولى للعدوان".
ويضيف أبو مصطفى في حديثه لـ"فلسطين": "الاحتلال بشكل واضح لا يريد إنهاء العدوان على قطاع غزة، ومعني باستمرار قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء، وهدم المنازل والبنى التحتية، وتدمير قطاع غزة بشكل كامل".
ويقول المواطن الغزيّ، أن مقترحات الهدنة المؤقتة لوقف العدوان يطلبها الاحتلال حين تلحق بقواته وجنوده خسائر داخل قطاع غزة، لذلك يعمل على الهروب إلى تلك العروض من أجل تهدئة الشارع الإسرائيلي، وغضب أهالي الأسرى.
ودعا أبو مصطفى قيادة المقاومة إلى عدم الموافقة على أي مقترحات هدنة لا تضمن إنهاء العدوان على قطاع غزة بشكل كامل تخلص المواطنين من المجاعة وتوقف القتل، وتعيد النازحين إلى ديارهم.
كذلك، اعتبر محمد الزقزوق أن عروض الهدنة المؤقتة التي يقدمها الوسطاء هدفها مساعدة الاحتلال الإسرائيلي على إخراج أسراه الموجودين لدى المقاومة ثم العودة إلى قتل الناس وقصف المنازل على رؤوسهم.
وقال الزقزوق في حديثه لـ"فلسطين": إنَّ "مواقف قادة المقاومة من الهدنة المؤقتة تعكس حالة الرفض الشعبي لتلك العروض، حيث يريد الناس إنهاء هذه الحرب والعودة إلى حياتهم الطبيعية، وأخذ وقتهم بالحزن على أقاربهم وأحبابهم الذي قضوا شهداء".
وأضاف: "لا يمكن لأحد من قطاع غزة أن يقبل بهدنة مؤقتة أو أي اتفاق لا ينهي هذا العدوان بشكل كامل، وهذا مطلبنا للمقاومة بأن تتمسك بهذا المطلب حتى لو بقينا ذلك لسنوات طويلة".
يتفق أيضًا أبو عمر سلامة مع أبو مصطفى الزقزوق برفض أي مقترحات لـ هدنة مؤقتة لا تضمن إنهاء العدوان الإسرائيلي، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وانسحاب جيش الاحتلال من كل قطاع غزة".
وقال أبو عمر لـ"فلسطين": "العدوان الإسرائيلي أصاب كل قطاع غزة، وفي كل بيت هناك شهيد أو أسير أو منزل هدم، ولكن هناك إجماع من قبل الجميع على عدم القبول بضغوطات الاحتلال حول صفقة التبادل أو فرض شروطهم".
وأوضح أن الهدنة التي أبرمتها المقاومة مع الاحتلال في شهر نوفمبر الماضي أظهرت كذب الاحتلال وعدم وجود أي صدق له بإنهاء العدوان، بل يريد إخراج أسراه، والاستمرار في قتل الناس وتدمير قطاع غزة.
يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس، سبق وأكدت استعدادها لقبول أي مقترح يوقف الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بشكل دائم وليس مؤقتًا.
وقال القيادي في الحركة، أسامة حمدان، في تصريحات لقناة الأقصى، "أي مقترح يقدم لنا ويحقق مطالب شعبنا وينهي معاناته، ويوقف العدوان الإسرائيلي نهائيًا وليس مؤقتًا سنمضي به بلا تردد".
وأوضح حمدان، أن تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة حرب الإبادة في القطاع وعدم الانسحاب منه.