قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن الأرقام التي بدأت تنشر من قبل القيادات العسكرية الإسرائيلي عن خسائر جيش الاحتلال منذ عام لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة بهدف الضغط على القيادات السياسية التي تصر على الاستمرار بالحرب.
ورأى الفلاحي في تحليل خاص لموقع "فلسطين أون لاين" بأن الخلاف يحتد بين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت فالأخير يرى أن الاستمرار بالحرب سيؤدي إلى استنزاف وتدمير الجيش، بينما يصر نتنياهو على الاستمرار بهدف تحقيق أهداف "غير واضحة" كما سماها غالانت، وهذا ينم عن عدم وجود رؤية استراتيجية ثابتة للحرب.
وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل 80 إسرائيليا بينهم 64 من الجيش والشرطة (33 ضابطا وجنديا قُتلوا في جنوب لبنان و19 بقطاع غزة)، إضافة إلى مقتل 16 مستوطنا خلال شهر أكتوبر، وفق إذاعة الجيش التي اعتبرت الشهر "أكتوبر الأسود".
وكشفت أرقام لإدارة إعادة التأهيل التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن تلقي 12 ألف جندي العلاج في وحداتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، ثم على لبنان، ثلثاهم من قوات الاحتياط، وهو ما يفوق كثيرا، الأرقام الرسمية التي ينشرها الجيش الإسرائيلي.
وتوقعت إدارة إعادة التأهيل أن يرتفع معاقو الجيش الإسرائيلي بحلول 2030 إلى 100 ألف.
وتظهر الأرقام التي نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن 500 جندي يسجلون أنفسهم شهريا لدى هذه الإدارة لتلقي العلاج. كما تظهر أيضا أن 43% من الجرحى تلقوا العلاج من صدمات نفسية تعرضوا لها بسبب الحرب، وأن نحو 1500 من الجرحى أصيبوا مرتين في المعارك.
وعد الفلاحي خسائر جيش الاحتلال التي يتلقاها بغزة ولبنان كبيرة جدا، وقال: "في جبهة لبنان سينتهي بنك الأهداف الجوية وستعود المعارك للميدان البري، وهذه فيها تعقيدات كثيرة أولا أن جيش الاحتلال منهك في المعارك التي دارت بغزة على مدار عامل كامل، وتكبد خلالها خسائر كبيرة".
ولفت إلى أن هناك مشكلة حقيقية لجيش الاحتلال في إدارة المعركة، ما جعل فاتورة الخسائر في جبهة لبنان ترتفع في وقت يعاني من استنزاف كبير في جبهة غزة منذ عام شهدت الكثير من الإعطاب للآليات وجرح الكثير.
وعد الحديث عن 12 ألف جريح بجيش الاحتلال "عددًا كبيرًا"، بالتالي كان "أكتوبر أسودًا على جيش الاحتلال".
وعن توقيت إعلان الاحتلال عن تلك الخسائر، رأى أنها دلالة على شدة المعارك الضارية على الشريط الحدودي اللبناني بين الاحتلال وحزب الله، وشدة العمليات العسكرية الدائرة في جباليا شمال قطاع غزة بين المقاومة وجيش الاحتلال، وتشير إلى عدم قدرة الاحتلال على حسم الموقف.
وأضاف الفلاحي "نرى أن فاتورة الخسائر بدأت ترتفع والانهاك الحقيقي لجيش الاحتلال بسبب طول الحرب التي أثرت على معنويات المقاتل يضاف إلى هذه سوء الإدارة والقيادة لجيش الاحتلال، فتظهر أن تقديرات التي وضعت عن قوة حز الله غير حقيقية".
وعن توارد الحديث عن انتهاء الحرب في لبنان، أشار إلى أن الأهداف التي تحدثت عنها قيادة جيش الاحتلال بنزع سلاح حزب الله والوصول لنهر الليطاني والنهر الأولي والسماح للقوات الإسرائيلية الدخول للأجواء اللبنانية أصبحت من الماضي.
وعلق: "بدأ الكلام أنه يمكن أن تتوقف الحرب على هذه الجبهة خلال الأسابيع القادمة، بمعنى أن الاحتلال كان يراهن على قتل منظومة القيادة والسيطرة وكان يتوقع وجود انهيار بحزب الله، فكانت الحسابات مغلوطة بشكل كبير، إذ استعاد الحزب قدراته القتالية والتنظيمية".
ويعتقد أن جيش الاحتلال ليس لديه قدرات عسكرية يستطيع أن يقوم بفتح جبهة لبنان ذات الطبيعة الجغرافية الواسعة أو التوغل فيها، كما أن عدد ألوية الاحتلال والقوات الخاصة قليلة ولن تكون قادرة على القتال لمسافة واسعة تصل لنحو 120 كيلو مترًا، بالتالي سيلجؤون لاستخدام الآليات المدرعة وهذه سيتسبب بخسائر كبيرة لان قدرات حزب الله كبيرة خصوصا في الصواريخ الموجهة".
ورأى أن الحل السياسي يمكن أن يكون المنفذ الوحيد لجيش الاحتلال ليتخلص من قضية عدم تحقيق شيء في حربه على لبنان، ويسعى لفرض قرار 1701 والذي يلبي شروط الاحتلال، بالتالي فإن الطرفين يريدان وقف إطلاق النار، وقد يأخذ الجيش اللبناني حيزا أكبر في جنوب لبنان.