المشهد في البرلمان الدولي الذي تصدره رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم في اجتماع الاتحاد الدولي هو تعبير عن صوت الأحرار في العالم في وجه من وصفهم بقتلة الأطفال، ويحمل رسائل واضحة بأن الشعوب العربية لا زالت القضية الفلسطينية تتصدر مواقفها الوطنية، رغم محاولات تغييب الصورة القومية.
أتذكر المشهد الذي حدث في نيسان 2009 عندما وقف وفد المجلس التشريعي الفلسطيني في قاعة الاجتماعات في العاصمة الإثيوبية "أديس اأبابا" وكنت ضمن الوفد الفلسطيني، وعمل الوفد على حشد الكثير من الوفود لمقاطعة كلمة الكنيست الإسرائيلي ورفع صور الأطفال الذين استشهدوا في الحرب على غزة.
وبت مقتنعًا من حينها أننا كفلسطينيين بحاجة إلى أن نرفع الصوت عاليًا لفضح ممارسات الاحتلال وعدوانه، ورفع الصوت عاليًا في البرلمانات والمحافل الدولية، وخاصة إذا ما جاء ذلك من قامات عربية ووطنية مثل الغانم، وكذلك موقف النائب سلاف القسنطيني ممثلة تونس في الاتحاد البرلماني الدولي، ودعوتها للإفراج عن النواب الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
المصالحة الوطنية يمكن أن تجمع كل الأصوات العربية والأحرار للتوحد خلف إثارة القضايا الوطنية وممارسات الاحتلال ضد شعبنا لتعود القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية والعنوان البارز للمواقف الأممية كما كان يحدث سابقاً.
جرائم الاحتلال لم تتوقف يومًا، بل تزداد يومًا بعد يوم، وتستهدف الإنسان والحجر والأرض، لكن الأهم الآن هو فضحها في كافة المحافل الدولية، كما حدث في البرلمان الدولي والحملة الدولية لمقاطعة الاحتلال، والموقف في البرلمان المغربي لرفض زيارة وفد إسرائيلي للمغرب، وضمن سياسة الرفض الشعبي للتطبيع ومحاولات اختراق الساحة العربية مجددًا وخاصة الشعبية.
ثورة الغانم هي تعبير عن إرادة الشعوب العربية في رفض محاولات اختراق الساحة العربية، والحملة المسعورة التي يحاول فيها رئيس وزراء الاحتلال الادعاء بوجود قنوات اتصال وتواصل مع العديد من الدول العربية خلف الستار.
كل ما هو مطلوب فلسطينيًا توحيد الطاقات لمقاومة محاولات التطبيع وشن ثورة وطنية قومية لفضح الاحتلال في كافة المحافل معززا بموقف من الدول العربية وخاصة الحركات والأحزاب والقطاعات الشعبية لمنع أي اختراق، ودعم الحملة الدولية لمقاطعة الاحتلال(BDS).