أكد خبير سياسي لبناني أنّ تمسك حركة حماس بمطالبها الوطنية والسياسية رغم مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب واستشهاد رئيسين لمكتبها السياسي وعدد من قادتها، يدلل على صمود وإصرار الحركة على تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال"الإسرائيلي".
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، أكد خلال مؤتمر صحفي عقب استشهاد رئيس المكتب يحيى السنوار، أن حركته متمسكة بمطالبها المتمثلة بوقف الحرب والانسحاب الكامل من قطاع غزة وتحرير الأسرى الفلسطينيين في أي مفاوضات مقبلة، رغم مرور عام كامل على الحرب ومواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير في حديث مع "فلسطين أون لاين" أن حماس تدير المعركة على الأرض والمفاوضات على طاولة السياسة في ظل ظروف قاسية وضغوط دولية وإقليمية متزايدة، "ويُنظر إلى هذا التمسك في مواقفها بوصفه موقفًا يعبر عن عمق قناعة الحركة بضرورة الدفاع عن ثوابت الشعب الفلسطيني وعدم التنازل عنها، مهما كان الثمن".
وأشار قصير إلى أن حركة حماس ومنذ نشأتها، اعتبرت أن المقاومة المسلحة هي السبيل الأكثر نجاعة لتحقيق تحرير كامل الأراضي الفلسطينية، ورفضت أي تسوية لا تعيد الحقوق الفلسطينية بشكل كامل.
وأضاف: "وبناء على تاريخها النضالية وفي ظل الصراعات المتصاعدة والمواقف الدولية المتفاوتة، بات واضحًا أن حماس ترفض الضغوط التي تسعى لإجبارها على قبول حلول وسط أو اتفاقيات تُعتبر، من وجهة نظرها، غير كافية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني".
ولفت قصير النظر إلى أن صمود الحركة في مطالبها وعدم التنازل عنها يثبت أمام العالم صورتها أنها ليست مجرد جهة مقاومة محلية، بل تُعتبر رمزا في العالمين العربي والإسلامي للمقاومة والاستقلال الوطني.
ويرى أن تمسك حماس بمطالبها قد يدفع بعض الأطراف الدولية إلى احترامها أكثر، كونها لا تتنازل تحت الضغط، مما يعزز صورتها كلاعب رئيسي يجب على العالم التفاوض معه وليس مجرد حركة يمكن تهميشها.
بالنسبة لمواصلة حماس القتال بعد مرور عام على الحرب، فيؤكد الخبير السياسي اللبناني أن حماس بهذا الموقف ترسل للعالم إشارات واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يتراجع عن حقوقه وأن المقاومة ستستمر مهما طالت المعركة.
وبيّن قصير أن صمود حماس في ميدان القتال يُفسر عالميا بأن الحركة تطمح إلى نقل قضية الفلسطينيين إلى طاولة النقاش الدولية بشكل مستمر، مع التأكيد على أنها لا تسعى إلى الحرب فقط لأجل الحرب، بل لأجل استرداد الحقوق.
كما أشار إلى أن قدرة حماس على الاستمرار في القتال بعد مرور عام كامل من الحرب يعكس جاهزية عالية وإدارة استراتيجية قوية للموارد البشرية والعسكرية.
وأضاف قصير: "في وقت كانت تواجه فيه الحركة حصارًا اقتصاديًا وعزلة سياسية، استطاعت حماس تطوير قدراتها الذاتية، حتى بات لديها قدرات عسكرية تشمل الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة وقدرات دفاعية فعالة، ما يجعلها قادرة على الصمود لفترات طويلة".
وأوضح أن هذه القدرات المتطورة تعكس الجهود الكبيرة التي بذلتها الحركة على مدار السنوات لبناء قوة عسكرية متماسكة قادرة على مواجهة الاحتلال.
واعتبر قصير أن هذه الجاهزية العسكرية ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق الأهداف الوطنية التي ترفعها حماس، "ولذا، فإن استمرار حماس في تجهيز قواتها العسكرية يُعطيها خيارات استراتيجية متعددة: سواء في مواصلة القتال، أو ردع العدو، أو حتى فرض شروط جديدة على أي مفاوضات مستقبلية قد تُطرح".