استذكر أسرى محررون رافقوا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد يحيى السنوار في سجون الاحتلال، شخصية قائد المقاومة خلال فترة أسره، وكيفية تعامله مع رفقا الأسر.
وأكد أسرى محررون في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين أون لاين"، أن السنوار كان صلبًا جدًا في مواجهة سجاني سلطات الاحتلال خلال فترة وجوده بالسجن، مع وجود شخصية قوية له كان يهابها هؤلاء رغم وجوده في الأسر.
اعتقلت سلطات الاحتلال السنوار عدة مرات وحكمت عليه بـ 4 مؤبدات قبل أن يفرج عنه بصفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، مع أكثر من ألف أسير حرروا مقابل الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط.
والجمعة، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، بشكل رسمي، عن استشهاد السنوار، بعد اشتباك خاضه مع جيش الاحتلال في مدينة رفح.
ووفقًا لإفادات عسكرية فإن القائد المشتبك أطلق الرصاص والقنابل المتفجرة صوب قوة مهاجمة لأحد المباني السكنية في حي السلطان غرب مدينة رفح، وأسفر الاشتباك وقتها عن إصابة جندي إسرائيلي بجراح خطيرة قبل هروب تلك القوة من المكان وإعادة توجيه قذائف الدبابة العسكرية وصاروخ من طائرة حربية صوب المكان.
يقول الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" إسماعيل بخيت: "أنا ابن مدينة خان يونس واعتقلني الاحتلال في التسعينيات ومكثت مع السنوار بأكثر من سجن وعشت معه أيام السجن الطويلة، وكان هو الشخصية التي شاهدته في لحظاته الأخيرة يقاتل جيش الاحتلال".
ويقول بخيت وهو أحد كوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: "البعض استغرب من وجود قائد سياسي يقاتل جانب المقاتلين بمواجهة جيش الاحتلال على الجبهة، ولكن هذه شخصية السنوار الذي كانت له علاقات جيدة مع جميع الأسرى سواء من حركة فتح أو الجبهة الشعبية أو الجهاد الإسلامي، أو الجبهة الديمقراطية".
يضيف بخيت: "أكثر ما أتذكره عن أبو إبراهيم هو بأسه الشديد في التعامل مع السجانين وعدم إظهار المناضل الفلسطيني ضعيف أمامه رغم صعوبة أيام وسنوات السجن، حيث كان يرفع معنوياتنا، ويتحدث لنا بكل تواضع".
ويستذكر الأسير المحرر أحد أبرز المواقف الذي جمعته بقائد حركة حماس السنوار، وهي الأيام التي سبقت صفقة "وفاء الأحرار" وسؤاله عن وجود اسمه ضمن الصفقة، وكان رده أنهم سيلتقينا على أرض مدينة خان يونس.
الأسير المحرر عصمت منصور وهو أحد رفقاء الشهيد السنوار في الأسر، يصف قائد حماس خلال وجوده بسجون الاحتلال بالإنسان النشيط والمتفاعل مع كل الأسرى.
يقول منصور في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "كان السنوار الحافظ للقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، قائد وحدوي لا يفرق بين الفصائل الفلسطينية داخل سجون الاحتلال".
ويضيف: "كان الرجل يتمتع بقوة داخلية لديه، وقناعاته بقضية شعبه وعدالته، والقادة القوية التي كانت تجمعه مع قادة الفصائل الأخرى".
عانى السنوار أيضًا حسب منصور داخل سجون الاحتلال من العزل الانفرادي، وبعد خروجه أيضًا عانى من الاحتلال "الإسرائيلي" من خلال ملاحقته ومحاولات اغتياله.
الناطق باسم حركة فتح والأسير المحرر عبد الفتاح دولة، الذي عاش مع السنوار 7 سنوات في السجن، يقول: "كان يحب أن يطبخ في غرفته مع الأسرى ويعد الطعام لزملائه إلى جانب حبه للمزاح معهم.
وأضاف دولة في مقطع فيديو نشرته "الجزيرة": "كان جاهزاً أن يعطي من وقته ما أمكن لتعليم أي أسير علوم النحو".
وأوضح أن السنوار فرض على حكومة الاحتلال وجهاز الشاباك أن يتفاوضا معه داخل السجن في ما يتعلق بمفاوضات ما قبل صفقة جلعاد شاليط.
وأشار إلى أنه عندم تحرر من الأسر في صفقة "وفاء الأحرار"، ظل على عهد الوفاء لكوكبة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية وعمل على تحريرهم.
وذكر أن السنوار في سجنه كان رافضا لإجراء أي حوارات إعلامية أو صحفية مع مؤسسات إسرائيلية رغم أن كثيرا من زملائه قد قبل إجراءها، وعندما أصرت القناة الإسرائيلية الثانية أن تجري معه حوارا، راجعه زملاؤه فقبل بشرط أن يسمعهم قناعاته الحقيقية، وليس ما يود الاحتلال سماعه من قبول المهادنة في يوم من الأيام.