قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج خالد مشعل، إنّ قيادةَ الحركة عبر مسيرتها الكبيرة تودع أقمارها وتودع عظماءها".
وأضاف مشعل في رثاء الشهيد يحيى السنوار، اليوم الأحد، أنه "منذ أسابيع قليلة ودعنا القائد الشهيد رئيس الحركة إسماعيل هنية، ومن قبله نائب رئيس الحركة الشيخ صالح العاروري، ومن قبلهم وبعدهم قافلة من شهداء الحركة في الطوفان وقبل الطوفان".
وأكمل "في الطوفان ودعنا أحبة عظماء من قيادات الحركة في غزة وفي الضفة وفي الخارج وفي المخيمات، الحركة منذ أن كانت تقدم قادتها على درب الشهادة وعلى درب الفداء والتحرير والتخلص من الاحتلال، وعلى رأس شهدائنا الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة وشيخ فلسطين والأمة عليه رحمة الله ورضوانه".
وتابع مشعل "ترجل القائد الفارس زعيم الحركة وقائد الطوفان، عاش 6 عقود قضاها حرًا بين أبناء شعبه وإخوانه في الحركة، وحرًا خلف أسوار السجون، كان حرًا في كل حياته، ولقي ربه حرًا، رافع الرأس، الله تعالى ختم له خاتمة عظيمة، وأصبح استشهاده أيقونة على مستوى شعبنا وشعوب الأمة وأحرار العالم".
وأشار مشعل إلى أن القائد السنوار بات في لحظة استشهاده أيقونة عند العالمين، فخرًا لكل طالب حرية، أنموذجًا يقتدى به، سبحان من رفع ذكره، صدق الله فصدقه".
وأردف قائلًا " أبو إبراهيم عاش حياةً ملؤها الجهاد والكفاح والفداء والشجاعة، ولقي ربه بخاتمة تليق بحياته،"من عاش على شيء مات عليه" كما قال عليه الصلاة والسلام".
وتابع حديثه: "هنيئًا لأبي إبراهيم بهذه الشهادة، فقد ترك فراغًا، وترك خسارة لنا على المستوى المادي، ولكن الشهداء يفوزون عند ربهم، وكذلك هم يبعثون روحًا عظيمةً في حركتهم وفي شعبهم وفي أمتهم وفي الإنسانية".
وشدّد مشعل على أن "حماس هكذا كانت تخسر قادتها بالمقاييس البشرية المادية، هم يفوزون والحركة تتجذر في واقع شعبنا، وتتعمد طريقتهم، وتصبح المقاومة أشد صلابة وبأسًا.
وأوضح أن "الشهيد هو الحاضر بالمعنى اللغوي، وهو الحي عند ربه يرزق، وهو حي في ضمائرنا وفي قلوبنا، وحي حياة حقيقية عند ربه، وهم حاضرون في أمتنا ومسيرتنا، يتحولون إلى نماذج ملهمة، تزيد الحركة مضاءً، وتصنع من بعدهم أجيالًا أشد مراسًا تواصل الطريق".
وأكد أن العدو أراد لأبي إبراهيم خاتمة، لكن الله بنعمته اختار لأبي إبراهيم هذه الخاتمة العظيمة، رحمك الله عشت عظيمًا ومت عظيمًا، عشت سيدًا ومت سيدًا، عشت عظيمًا ترفع الهامة وتقود شعبك وتحفر طريق النضال عظيمًا".
وأكمل "فتحت الطوفان في وجه الكيان فتزلزل، وأبشر إن زلزالك الذي أطلقته في السابع من أكتوبر سيقضي على هذا الكيان بإذن الله"،
وجدّد مشعل تأكيد على أنّ حركة حماس تسير على العهد بعد قادتها العظماء، وستظل وفيّة لطريقها ولدرب الشهداء ولمبادئها ولقيمها ولمثلها ولاستراتيجيتها في القيادة والمقاومة.
وبيّن أن "حماس لا تتخلى عن ميراثها وستظل على الدرب بإذن الله تعالى، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا، وهي تقدم إخوانها على هذا الدرب، وكلما ترجل قائد نهض قائد، وهذه عقود الحركة الأربعة تعزز ذلك، وتطمئن أبناء شعبنا وتطمئن إخواننا وأبناء أمتنا".