فلسطين أون لاين

"الأمن "الإسرائيلي" مفقود"

المقاومة تتعقّب مجرمي الحرب .. "نتنياهو" في مرمى مُسيّراتها

...
غزة/ يحيى اليعقوبي

نجح حزب الله اللبناني في استهداف منزل مجرم الحرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بواسطة طائرة مسيرّة أصابت المنزل بشكل مباشر في "قيساريا" جنوب (تل أبيب)، بعدما استطاعت تجاوز كل أنظمة الردار والقبة الحديدية وطائرات مروحية إسرائيلية فشلت في اعتراضها، في تطور جديد يؤكد أن المقاومة قادرة على استعادة زمام المبادرة والرد على جرائم الاحتلال بعمليات دقيقة مخطط لها، والوصول لصناع قرارات الإبادة من قادة الاحتلال.

وعد خبراء عسكريون تحدثوا لموقع "فلسطين أون لاين" نجاح استهداف منزل نتنياهو، فشلاً استخباريا كبيرًا لمنظومات الاعتراض المختلفة لجيش الاحتلال التي فشلت في اعتراض المسيّرة التي انطلقت من لبنان وحلقت بمسافة 70 كيلو مترًا، وكذلك مروحيات الاحتلال الحربية التي لاحقتها دون أن تتمكن من إسقاطها، يدلل على فقدان الأمن داخل دولة الاحتلال.

وفي تفاصيل الحدث، أوضحت القناة 12 العبرية، إن 3 مسيرات أطلقوا من لبنان تجاه مناطق "غليلوت" و"قيساريا" والجليل الغربي وخليج حيفا، أسقط جيش الاحتلال اثنتين فيما نجحت الثالثة بالوصول لمنزل نتنياهو وإيقاع دمار بداخله.

وتهكمت منصات تابعة للمستوطنين على استهداف منزل نتنياهو الذي فشل في إعادتهم لمنازلهم شمال فلسطين بعد أن أصبح هو الآخر نازحا عن منزله، وتساءلت: "بعد ضربة قيسارية.. إن منزل نتنياهو قد ذهب، هل سيقوم بترميمه من الضرائب أم على حساب وزارة الحرب؟".

ويضاف الإخفاق الذي لحق بسلاح الجو وجهاز "الشاباك" الإسرائيلي لإخفاقات أخرى، بعدما قُتل 4 جنود إسرائيليين إثر استهدافهم من  طائرة مسيرة لـ"حزب الله" أثناء تواجدهم بقاعدة تدريب عسكرية لوحدة "جولاني" بالقرب من بنيامينا جنوبي حيفا في 13 أكتوبر/ تشرين أول 2024، وأصيب 51 آخرون، بينهم 8 بجروح خطيرة.

وقبلها بيومين أعلن جيش الاحتلال إصابة مبنى في "هرتسليا" بعد استهدافه بطائرة مسيرة أطلقت من لبنان، ما ألحق أضرارا في المكان دون الإبلاغ عن إصابات في 11 أكتوبر/ تشرين أول من الشهر ذاته.

وفي يوليو/تموز الماضي، قتلت طائرة بدون طيار أطلقت من اليمن وحملت اسم "يافا" إسرائيليا وأصابت ما لا يقل عن 10 آخرين في تل أبيب، ولم يتم تشغيل صفارات الإنذار خلال ذلك الهجوم، قاطعة مسافة نحو 2000 كيلو متر.


تحول نوعي

ورأى الكاتب والمحلل السياسي اللبناني حمزة بشتاوي، أن استهداف منزل نتنياهو هو استهداف عسكري ومعنوي ونفسي، كما أنها ليست المحاولة الأولى لاستهداف نتنياهو لكنها الضربة الأدق من حيث الإصابة المحققة.

وقال بشتاوي لموقع "فلسطين أون لاين": إن "الضربة شكلت تحولا نوعيا في سياق المواجهات، فبعد أن قال نتنياهو: إنه "سوف يعيد المستوطنين لمستوطنات الشمال، لكنه اليوم لا يستطيع العودة لمنزله في قيساريا".

ولفت إلى أنه قبل ضربة المقاومة اليوم، عاش نتنياهو في حالة خوف وإرباك في إقامته بجانب بلدة جسر الزرقاء فكان يخاف من صوت الآذان، ويحيط منزله بأسلاك شائكة وسواتر، والآن انتقل من حالة الخوف إلى الاختباء بمبنى الكرياه طوال الوقت.

نجاح المقاومة بالوصول لمنزل نتنياهو، يعني وفق بشتاوي، أن الأمن أصبح مفقودًا لدى المستوطنين وقادة الاحتلال، ويؤشر لبداية مرحلة جديدة باستخدام أسلحة جديدة تستهدف أهدافا غير متوقعة، وقد تكون بالغة الحساسية لأن رسالة المقاومة بهذا الاستهداف واضحة، بأنه لا أمن ولا استقرار للاحتلال في ظل هذه العدوان الوحشي وحرب الإبادة، التي يقودها نتنياهو بشكل وحشي ودموي بأن الرد سيطال قادة الاحتلال بالمرحلة القادمة.

وشكل الاستهداف بطائرة مسيرة تحديا كبيرا لقدرات الاحتلال، وفشلا مدويا لمنظومات الدفاع الجوي التي عجزت عن اكتشاف المسيرة التي أصابت هدفها، رغم منظومات الدفاع الجوي المختلفة واستعانتها بأساطيل بحرية ومنظومة دفاع جوي أمريكي (ثاد)، لكنها فشلت أمام قدرات المقاومة وإصرارها على الإبداع في إطار الصراع. وفق بشتاوي

وأضاف "هذا يعني أن الرهان على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رهان خاسر، وسيشكل صدمة للجمع الإسرائيلي الذي كان يعتقد أنه تتوفر له غطاء جوي وحماية، وأصبح الآن مكشوفا في أي بقعة في فلسطين.

ملاحقة مجرمي الحرب

وبعد  فشل العالم في ملاحقة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال، بدلا من أن يدعم المحكمة الجنائية الدولية وكل المظاهرات الشعبية والطلابية العالمية المنددة بحرب الإبادة الجماعية ومحاسبة مجرمي الحرب وتحديدا نتنياهو، قال بشتاوي: "رأينا كيف تستقبله أمريكا بالتصفيق داخل برلمانها"، معتقدا، أن المقاومة ستنج بملاحقة القتلة على ما ارتكبوه من جرائم.

وفي وقت يعيش فيه قادة الاحتلال حالة خوف من الملاحقة والمحاسبة، يلفت إلى أن قادة المقاومة يستشهدون في الميدان، وأن قدرات المقاومة لم تنهر، ولا زالت تتصدى ببسالة لجيش الاحتلال، وأعلنت بشكل واضح أن خيارها الاستمرار بالمقاومة حتى دحر الاحتلال، ومن ثم هناك خوف كبير من ملاحقة قادة المقاومة لهم.

فيما أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد السوري أحمد حمادة، أن سلاح المسيّرات الذي استخدمه الحزب في ضرب منزل نتنياهو يصعب اكتشافه على شاشات الرداد، لذلك استخدم الحزب تكتيك خلال الاستهداف بإطلاق ثلاث طائرات مسيرة وعدد كبير من الصواريخ لتشتيت الدفاع الجوي الإسرائيلي، حيث تم إسقاط طائرتين ونجحت طائرة بالوصول لـ "قيساريا"، وليس من الصعب معرفة بيت نتنياهو وقادة الاحتلال.

وأشار حمادة لـ موقع "فلسطين أون لاين" عن عمليات استطلاع سابقة أجراها الحزب بما سمي بهدهد "1 ، 2 "، فضلا عن القيام بعمليات استهداف مختلفة لجنود ومواقع إسرائيلية مختلفة"، وعد استهداف منزل نتنياهو رسالة موجهة للاحتلال بأن المقاومة تستطيع الوصول لرموز الاحتلال سواء العسكريين والسياسيين.

كذلك، اعتبر حمادة نجاح المسيرة في الوصول للمنزل، إخفاقا يضاف لسلسلة من الإخفاقات لسلاح الجو الإسرائيلي وأجهزته الاستخبارية، حيث لم تستطع طائرة حربية مروحية كانت تلاحق المسيرة إسقاطها نظرا لصغر حجمها وصعوبة كشفها، فضلا عن فشل القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة حيتس "1 ، 2" بإسقاطها.