قائمة الموقع

خبيرٌ إعلامي يدعو إلى دعم القضيّة الفلسطينية بعيدًا عن التّحيز السّياسي

2024-10-18T11:47:00+03:00

رأى الخبير الإعلامي العراقي، عبد الرزاق الدليمي، أن المعركة الإعلامية تتقدم على سواها من صفحات الحروب وتحديدًا عندما يتعلق الأمر بقدرة الكيان الإسرائيلي على تصدير الروايات المضللة عن حقيقة ما يجري في قطاع غزة وبقية جبهات الصراع.

وقال الدليمي في حوار مع "فلسطين أون لاين"، إن "هذا أمر لابد أن يكون التصدي فيه لتلك الأكاذيب من خلال وسائل الإعلام الفلسطيني والعربي وأن نقاتل بالقلم والصورة والصوت حتى نوصل أصل الرواية إلى العالم"، لافتاً إلى أن الإعلام العربي يعيش أزمات ومآزق في التعاطي مع العدوان البربري الذي تشنه قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام.

التغّطية العربية

وأضاف "مطلوب من وسائل الإعلام العربي أخلاقيًا ومهنيا وسياسيًا أن يكون الداعم  للقضية الفلسطينية والناقل للحقيقة، ضد عمليات العدوان والإبادة التي يشنها الكيان المحتل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن التخندق والتحيز السياسي أو الأيديولوجي أو المصلحي أو الفئوي، لكن للأسف كما في كل الحالات السابقة وجدنا بعض منهم يتأرجح يمينًا ويسارًا، عكست فجوة كبيرة في طريقة التعاطي الإعلامي العربي مع هذا العدوان".

ووفق الدليمي فإن الأجندات التي تتبناها الأنظمة العربية مازالت هي المعيار والمحرك للمواقف الاعلامية السياسية تجاه عملية “طوفان الأقصى”، وما يحدث في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، وهذا ما أوقع الإعلام العربي والقائمين عليه في مأزق شعبي وجماهيري كبير، وأوقعه في حرج سياسي، والتي يمكن اعتبارها أحد أهم الاختبارات الدقيقة لمصداقيته.

ولفت إلى أن الإعلام سيما بأوقات الأزمات والحروب يؤدي دورًا لا يقل أهمية إن لم يكن أكبر في بعض الأوقات، عن دور القوات المقاتلة في الميدان، فهو أحد المحركات الرئيسية للمسارات السياسية والاقتصادية والشعبية في أثناء المعارك الفاصلة، لذا يعول عليه في أداء الدور المنوط به بالموازاة مع الحراك العسكري.

وبشأن تغطية الإعلام العربي للحرب على غزة، بيّن الخبير الإعلامي أن أغلب وسائل الإعلام العربي تستند في تغطيتها إلى عدة محددات تحكم طبيعة تعاملها وما تتبناه من مضامين ومواقف منها علاقة الدول المالكة لتلك الوسائل الإعلامية بالاحتلال.

وأشار إلى أن الإعلام التابع للدول التي لديها اتفاقيات تطبيع مع الكيان المحتل، يختلف في تغطيته عن الإعلام التابع لدول غير مطبعة، والأمر كذلك مع الدول التي في المسافات الرمادية ما بين التطبيع الرسمي وغير الرسمي التي تتجنب التصعيد مع دولة الاحتلال وتحاول خطب ودها دون توتير للأجواء.

وبين أن البلدان التي تؤمن بأن القضية الفلسطينية تمثل أولوية في قائمة توجهاتها واهتماماتها تكون تغطية وسائل إعلامها مختلفة، وهو ما يمكن أن تعكسه الخريطة البرامجية للإعلام، ناهيك عن السياسة التحريرية المتبناة، مشيرًا إلى أن بعض البلدان تتخذ موقفًا إيجابيًا وداعمًا للمقاومة وبالتالي ينعكس ذلك في إعلامها، مقارنة بالدول الأخرى التي تعادي المقاومة. 

الرواية "الإسرائيلية"

وعن دور الإعلام في توجيه الشعوب نحو القضية الفلسطينية، أكد أن للكيان الإسرائيلي باع طويل في السيطرة والاستحواذ على كم كبير من وسائل الدعاية والإعلام في العالم كي تسخر لتبني وجهة النظر "الإسرائيلية" رغم أنها بنيت على الباطل والأكاذيب ومع ذلك تم تسخير الإعلام الأجنبي لنفث سمومها الدعائية وتسوقها للرأي العام العالمي وتدافع عنها في حين أن الإعلام العربي والفلسطيني لم يتمكن لحد الأن من مجاراته رغم مشروعية وعدالة القضية التي يتبناها ويدافع عنها.

أمام هذا الواقع، دعا الدليمي المعنيين بالقضية الفلسطينية إلى تبني برنامج طموح لاعادة تقديم رؤية ووجهة نظر أكثر فاعلية وعمق عن جوهرها في كافة المحافل الدولية ووضع الخطط النوعية العلمية لنقل الحقيقة عن كل ما يجري بمهنية عالية لوسائل الإعلام الدولية متسلحة بعدالة القضية والمعلومة الدقيقة والطرح السلس والواضح ليتمكن رجل الشارع العادي في الغرب من التعرف على أصل القضية ومعاناة الشعب الفلسطيني.

ونبه إلى أن الوصول إلى الشارع في الغرب ليس بالأمر السهل فنشرات الأخبار القصيرة تركز على المواضيع المحلية التي تهم حياة الفرد هناك في معظم الأحيان أما مايحدث في الشرق الأوسط فإن حظوظها بالوقت المخصص لن يتجاوز دقائق معدودة أما اذا وقعت أحداث مميزة فأن أغلب وسائل الاعلام هناك سوف تناولها وفقا لأجندة الدولة وملكية وسائل الاعلام وعلى الأغلب يتم عرضها بشكل يتوافق إلى حد ما مع الرواية الإسرائيلية.

وذكر أن معظم الناس في الغرب قد تولدت لديهم قناعات بأن (السلام) قد حل بين (إسرائيل) والفلسطينيين وانه تمت إعادة معظم حقوق الفلسطينيين وأن هناك بعض القضايا المعلقة التي تحتاج إلى مفاوضات لحلها في حين أن الوقائع على الأرض مختلفة تماماً فلم يعد رجل الشارع يشاهد كثيراً جرائم الجنود الإسرائيليين ضد أبناء الشعب الفلسطيني ولذلك فإن عرض وجهة النظر الفلسطينية إعلامياً أصبحت الآن أكثر صعوبة عما كانت عليه سابقاً ولا ينحصر هذا على المجال الإعلامي بل يتعداه إلى المنابر الأخرى كالمؤسسات الأهلية والدولية.

وشدد على أن "الانقسامات السياسية والأيديولوجية للزعامات التي انعكست على الشارع الفلسطيني أدت دوراً سلبياً في هذا المجال، حيث أن الخلافات الفلسطينية للفلسطينية أصبحت تحظى بالأولوية الرئيسية لدى العديد من المؤسسات الفلسطينية في حين أن الصراع مع العدو قد تدنى ليصبح أمراً ثانويا"،  وفق قوله.

إستراتيجية إعلامية

ومن وجهة نظر الدليمي فإن الاتجاه القويم في هذا المجال يبدأ من سلامة التوجه إلاعلامي الفلسطيني عبر الاتفاق على استراتيجية إعلامية يشترك في صياغتها وتنفيذها الاعلام الرسمي والشخصيات الاعلامية الفلسطينية الوطنية وخبراء متخصصين لبلورة الأساليب الملائمة، وأن يعطى هذا الصلاحيات اللازمة والميزانيات الضرورية للجهات المنفذه لأداء المهام المطلوبة منهم.

وعن انحياز الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية، أكد وجوب أن لا نفاجأ أمام الدعم والانحياز الغربي المتزايد للكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين وربما من أكثر الأسرار التي تشغل بال الكثيرين من العامة والسياسيين في مجتمعاتنا، فهم كينونة العلاقة بين (إسرائيل) والغرب، وسر استمرار وتزايد هذا الدعم اللامطلق من الغرب المتمثل في أوروبا والولايات المتحدة ل(إسرائيل).

وقال إن (إسرائيل) هي شركة من منظومة رأسمالية كونية وهي جندي مستمر في الحفاظ على المكاسب الغربية في المنطقة، والغرب سيدافع عن جنديه المخلص بكل الوسائل. ويجب علينا أن نفهم جيدا أن علاقة (إسرائيل) بالغرب هي علاقة وجود، ولا يمكن أن نغيرها بالاساليب والدعوات والفعاليات التقليدية كما يعتقد البعض؟؟!! نحن بحاجة إلى بناء حضاري يستمد قوته من تاريخنا وثقافتنا تؤثر بشكل فعال في منطلقات وأهداف ومصالح الغرب ليسحب بعدها دعمه لهذا الكيان المصطنع.

وأردف: "نحن أمام وضعية غير مسبوقة على الإطلاق في العدوان الإسرائيلي ضد فلسطين وشعبها فحروب إلابادة إلاسرائيلية مستمرة للشعب الفلسطيني لتهجيرة بالكامل من أرضه وأن لم تفلح فبألقتل الجماعي، وسط تخاذل عربي رسمي، وتحالف غربي إسرائيلي، وعجز دولي، وتعطيل لدور الأمم المتحدة، في ظاهرة تسترجع حقبة الاستعمار الغربي وإبادة الشعوب الأصلية وقد تواكب مع العدوان العسكري حرب دعائية ونفسية إسرائيلية رافقها مستوى لافت من الانحياز أو الصمت لبعض وسائل الإعلام العربية والغربية التي يمكن أن تقع في خانة التواطؤ".

وشدد على أنه يتوجب على الفلسطينيين والعرب مواصلة التحرك، الفعال والمخطط والمنظم على المؤسسات العالمية سيما الأوروبية الإعلامية، لنشر وجهة النظر الفلسطينية التاريخية والسياسية حول كونهم شعبًا مضطهدًا، يقبعون تحت احتلال غير شرعي وعدواني مخالف للشرائع الدولية والانسانية الأساسية التي تحرم وتجرم الاحتلال؛ وهذا يحتاج من القائمين على الاعلام العربي والفلسطيني إلى معرفة بالثقافات الأوروبية وأنسنة للقضية.

 

 

اخبار ذات صلة