فلسطين أون لاين

تقرير عمليَّة أسدود.. رسائل سياسيَّة وأمنيَّة وامتداد لـ "طوفان الأقصى"

...
عمليَّة أسدود.. رسائل سياسيَّة وأمنيَّة وامتداد لـ "طوفان الأقصى"
غزة/ محمد سليمان

في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على سكان قطاع غزة وخاصة جباليا والمناطق الأخرى بشمال قطاع غزة، تلقى ضربة أمنية قوية من خلال تنفيذ أحد سكان جباليا عملية فدائية في مدينة أسدود المحتلة، أمس الثلاثاء.

وبحسب مراقبون، تعكس العملية الفدائية في أسدود التي نفذها ابن جباليا محمد بسام خليل دردونة، حالة الفشل الأمني لدى جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية المختلفة، وعدم قدرتها على وقف امتداد عملية طوفان الأقصى التي انطلقت من قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023كما تؤكد العملية فشل جيش الاحتلال أيضًا في عزل الفلسطينيين في مختلف الساحات عن دعم أهلهم داخل قطاع غزة.

وبحسب تقارير عبرية رسمية، قتل ضابط في شرطة الاحتلال وأصيب 4 أشخاص بجروح ما بين خطرة ومتوسطة، في عملية الطعن قرب أسدود، وأعلن بعد ذلك عن استشهاد المنفذ.

من جهته، يؤكد المختص بالشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، أن عملية أسدود تحمل رسائل سياسية وأمنية، أبرزها أن جرائم الاحتلال المستمرة ضد الشعب الفلسطيني لا ترعب الناس بل تحفزهم على تنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف للاحتلال.

ويقول أبو عامر لـ"فلسطين أون لاين": "عملية أسدود الفدائية التي نفذها شاب من جباليا التي تتعرض للإبادة والقتل والمجازر، أفشلت معادلة جيش الاحتلال التي تقوم على ارتكاب مجازر بحق المدنيين من أجل كسر إرادتهم وتخويفهم".

ويوضح أبو عامر، أن ما حرك منفذ عملية جباليا هو حجم الإجرام للاحتلال الإسرائيلي في مسقط رأسه، ما دفعه إلى الانتقام وتأكيدًا منها أن ما قام به هو امتداد لحالة الثورة الفلسطينية المشتعلة ضد الاحتلال.

وتوقع المختص بالشأن العبري،  أن تشهد الفترة القادمة مزيد من العمليات الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي من قبل أشخاص من الضفة الغربية المحتلة والداخل المحتلة عبر فلسطيني 1948، حيث هناك فلسطينيين يبحثون عن الفرصة لإحداث خسائر في صفوف الاحتلال.

ويلفت إلى، أن هناك إنذارات من قبل الاحتلال بإمكانية حدوث عمليات من الضفة أو من قبل فلسطيني الداخل، وهو ما يأتي ضمن المؤشر التصاعدي للعمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال.

ويشير إلى، أن عملية أسدود جاءت أيضًا بعد أيام من سلسلة عمليات كان أبرزها مقتل مستوطن وإصابة 5 بجروح في عملية طعن وقعت في 4 مواقع مختلفة من مدينة الخضيرة الأربعاء الماضي، في حين استشهد المهاجم.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قُتل 7 أشخاص في "تل أبيب" بهجوم شن بأسلحة آلية وسلاح أبيض تبنته كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

بدوره، يوضح رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي، أن هناك دلالات عديدة لعملية أسدود أبرزها مكان التنفيذ في مدينة كانت مسرحًا لأعمال المقاومة خلال عملية طوفان الأقصى.

ويقول الشوبكي في حديثه لـ "فلسطين أون لاين ": "العملية أثبت فشل منظومة الاحتلال بالتعامل مع العمليات التي شهدت تصعيد بالفترة الأخيرة بأماكن مختلفة من الأراضي المحتلة".

ويشير إلى، أن العمليات الأخيرة بالداخل المحتل تشكل تحديًا لدولة الاحتلال وأجهزتها الأمنية التي لا يمكن لها الوصول إلى منفذي العمليات قبل تنفيذها، خاصة أن كان العمل فردي وليس تنظيمي.