أظهرت دراسات جديدة في "إسرائيل" ارتفاع معدلات استهلاك المخدرات والإدمان في المجتمع بالتزامن مع استمرار جيش الاحتلال في حربه على غزة وما تركته من زيادة في عدد المصابين بأمراض نفسية بين الجنود.

وبلغة الأرقام، أظهر تقرير جديد صادر عن المركز الإسرائيلي للإدمان (ICA) أن الحرب المستمرة في غزة أدت إلى زيادة ملحوظة في معدلات تعاطي المخدرات بين الإسرائيليين.

وكشف التقرير، الذي شمل بيانات من أبريل 2022 إلى يونيو 2024، أن 25% من الإسرائيليين الآن يشاركون في تعاطي مواد مخدرة عالية المخاطر، بما في ذلك الكحول والقنب والأدوية الموصوفة، وهو ما يعكس استقرارًا في هذه النسبة على مدار العام.

قال البروفيسور شاؤول ليف-ران، مؤسس المركز، إن هناك ارتباطًا واضحًا بين الصدمات النفسية وزيادة تعاطي المواد المخدرة.

وارتفعت نسبة من يعانون من تعاطي المخدرات عالية المخاطر من 22.7% قبل الحرب إلى 26.1% في ديسمبر 2023، مع تسجيل انخفاض طفيف إلى 25% بحلول يونيو 2024. وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف، فإن الأرقام لا تزال مرتفعة بشكل كبير مقارنة بفترة ما قبل الحرب.

تظهر البيانات أيضًا أن الشباب والجنود الذين عانوا من تجارب مباشرة خلال الحرب هم الأكثر عرضة لتبعات تعاطي المخدرات. وأكد التقرير أن الشمال شهد أكبر زيادة، حيث بلغت النسبة 28% من سكانه، بينما بلغ المعدل في منطقة تل أبيب 29.5%.

فيما يتعلق باستخدام المهدئات، ارتفعت النسبة من 3.8% إلى 9.5% خلال العام الماضي. وفي ظل هذه الأرقام "المقلقة"، دعا ليف-ران إلى استجابة وطنية من خلال إنشاء برامج تركز على الوقاية والكشف المبكر عن تعاطي المخدرات، مؤكدًا على أهمية معالجة هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.

وفي أغسطس، كشف الاحتلال الإسرائيلي بدوره في شهر يوليو/تموز الماضي أن 9400 جندي جريح تلقوا العلاج بقسم إعادة التأهيل منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضافت أن 36% من هؤلاء يعانون ردود أفعال نفسية واضطرابات ما بعد الصدمة.

وبحسب التوقعات سيدخل قسم إعادة التأهيل 14 ألف جريح بحلول نهاية عام 2024 وسيحصلون على العلاج، وسيواجه نحو 5600 منهم اضطرابات نفسية. ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، بلغ عدد الجنود الذين سُرّحوا من الخدمة في جيش الاحتلال خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب 3257 جندياً.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي سُرّح 538 جندياً لأسباب عقلية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 691، وفي يناير/كانون الثاني 617، وفي مارس/آذار 378، بمعدل 540 جنديّاً شهريّاً، ووصفت وسائل الإعلام هذا الرقم بـ"القياسي وغير المسبوق".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشنّ إسرائيل بدعم أمريكي حرباً مدمرة على غزة خلّفَت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، فيما تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي وقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.