قائمة الموقع

الصحفي "الشرفا".. دعا للصُّمود في الشّمال فكان قرار اغتياله

2024-10-15T09:22:00+03:00

في 20 يونيو 2024، استشهد الصحفي سليم الشرفا في قصف "إسرائيلي" استهدفه بشكل مباشر غرب مدينة غزة، ليصبح أحد الأيقونات الإعلامية التي ضحّت بحياتها من أجل إيصال الحقيقة.

كلمات سليم الأخيرة على حسابه الشخصي على فيسبوك، "اللهم كن مع غزة فقد تخلى عنها القريب والبعيد ولم يبقَ لها سواك يا الله"، جسّدت روحه المقاومة وإيمانه بقضية شعبه حتى اللحظة الأخيرة.

ولد سليم محسن الشرفا عام 1989 في مدينة غزة، ونشأ وتعلم في مدارس المدينة حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة.

طوّر نفسه ليصبح من الشخصيات البارزة في الإعلام المحلي، حيث عمل كمقدم برامج في قناة الأقصى الفضائية. بجانب عمله الإعلامي، كان الشرفا إمامًا وداعيةً إسلاميًا، يلقي الدروس الدينية للمصلين في المسجد الذي كان يخدم فيه.

امتازت برامجه الاجتماعية والدينية بتسليط الضوء على قضايا الأسرة والمجتمع، وخاصة ما يتعلق بالعلاقات الزوجية وأصول التعامل بين الأزواج.

كان يحرص من خلال برامجه وخطبه على تناول مواضيع تهم الناس في حياتهم اليومية، مع ربطها بالدين الإسلامي وأخلاقياته.

مع اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، اتخذ سليم الشرفا موقفًا حازمًا في خطابه الإعلامي والديني، إذ حثّ السكان على الصمود في وجه العدوان "الإسرائيلي"، ورفض التهجير أو النزوح من المناطق الشمالية للقطاع، داعيًا للتمسك بالأرض وعدم تركها مهما اشتدت الظروف.

حتى في لحظات الخراب والدمار، ألقى الشرفا خطبة عيد الأضحى الأخير بين أنقاض المنازل في شمال غزة، قائلاً: "خطبة العيد بين الحطام والركام.. لو منعنا من كل شيء، فإن شعائر الله ستبقى قائمة."

استشهاد سليم الشرفا كان صدمة كبيرة لأصدقائه وزملائه. كتب الصحفي محمد نشبت، صديقه المقرب، في منشور له: "ماذا أكتب عنك يا سليم! ايش أحكي عنك وعن جدعنتك وأصلك وأخلاقك... سليم كان صديقي وزميلي وجاري بالمكتب ورفيق الدوام الطويل." وتابع نشبت حديثه عن الفجوة الكبيرة التي تركها الشرفا في حياته بعد استشهاده، معبراً عن مدى الألم والحزن الذي خلفه رحيله.

الصحفي محمد منصور، زميل سليم الشرفا على مدى 12 عامًا في قناة الأقصى، عبّر عن حزنه العميق فور تلقيه نبأ استشهاد سليم. وقال في منشور مؤثر: "تلقيت قبل قليل نبأ استشهاد حبيب القلب سليم الشرفا.. أعرف أبا عبيدة منذ عام 2007، فهو المذيع، والصحفي، والمنتج، والداعية، والخطيب.. دمث الخلق، وزميل المكتب طوال 12 عامًا قضيناها في قناة الأقصى.. نواسي أنفسنا، أنه في مكان أفضل.. الملتقى الجنة يا "أبو أمولة" يا حبيبي".

كذلك، عبّرت ريم جمال في منشور لها عن حزنها الشديد لفقدان سليم، قائلة: "تمر علينا لحظات نكتفي بالصمت والنظر لصورهم.. أحقًّا رحلوا.. فتدمع العين ويبكي القلب بصمتٍ على فراقهم".

بفقدان الصحفي سليم الشرفا، انضمّ إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة. وذكرت تقارير المكتب الإعلامي الحكومي أن سليم هو الصحفي رقم 152 الذي استشهد خلال الحرب على غزة، مما يبرز حجم التضحيات التي يقدمها الإعلاميون في سبيل قضية فلسطين.

رحل سليم الشرفا، لكنه ترك وراءه إرثًا من الصمود والإعلام الصادق، وإلهامًا لأجيال الصحفيين القادمة.

 

اخبار ذات صلة