قال ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز ديان بجامعة (تل أبيب)، إن الأوضاع في غزة أصبحت كارثية، فالوضع الاقتصادي تدهور، وتم محو نظام التعليم، ودُمرت المباني والبنية التحتية في غزة بنسبة 80% ونزح ما لا يقل عن 1.6 مليون إنسان.
وأضاف ميلشتاين أن الصحفيين وعمال الإغاثة الأجانب الذين زاروا غزة في العام الماضي يشهدون أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على الخرائط - المادية أو الرقمية - عند التنقل في أنحاء القطاع، فلقد تم محو العديد من الأحياء، خاصة تلك القريبة من السياج الحدودي، كما هو الحال في منطقتي بيت حانون والشجاعية في مدينة غزة، وكذلك في منطقة رفح، والمعالم الرئيسة في القطاع، والتي تم تدميرها، مثل ساحة الجندي المجهول والمسجد العمري الأثري وسط مدينة غزة، وقلعة برقوق رمز مدينة خان يونس.
وأشار في مقاله الذي نُشر على موقع (يديعوت أحرنوت) إلى أنه ليس فقط الزوار من الخارج، ولكن أيضًا سكان غزة يجدون صعوبة في التعرف على القطاع الذي تغيرت جغرافيته وتركيبته السكانية بالكامل في العام الماضي، فمن بين حوالي 2.2 مليون شخص عاشوا هناك قبل الحرب، فر ما لا يقل عن (130-150 ألفًا، إلى مصر) وقُتل (ما بين 40-50 ألفًا)، أي حوالي 9 بالمئة من السكان. ويتركز معظم السكان (حوالي 1.6 مليون نسمة) في جنوب قطاع غزة، وخاصة في منطقة المواصي.
وتابع أنه وفق تقرير أصدره البنك الدولي قبل نحو شهر فإن نسبة الفقر بين سكان غزة تصل إلى 100 بالمئة والبطالة إلى حوالي 80 بالمئة.
وأكمل: "يمكن القول إنه في غزة اليوم لا يوجد مجتمع مدني ولا نسيج حياة، كل شيء أصبح بلا حياة"، مؤكدًا انهيار الاقتصاد وانتشار الأمراض النفسية وعودة العلاقات الاقتصادية إلى العصور القديمة، فهناك المقايضة بدلا من استخدام المال، إلى جانب السوق السوداء، والقضاء عمليًا على نظام التعليم، فقد دُمر حوالي 90 بالمائة من إجمالي المدارس البالغ عددها حوالي 800 مدرسة.
وقال: إنه رغم النكبة غير المسبوقة، التي يصفها العديد من الفلسطينيين بأنها "نكبة أكبر من تلك التي حدثت عام 1948"، هناك ظاهرتان يصعب على (الإسرائيليين) فهمهما.
الأولى هو استمرار سيطرة حماس على الرغم من الإصابات الجسيمة التي لحقت بها، تقوم المنظمة المرنة والقابلة للتكيف فالبلديات التي تزيل أطنان القمامة والأنقاض، والشرطة التي تحافظ على النظام، بما في ذلك توزيع المساعدات الإنسانية، والسيطرة على نظام التعليم، إلى جانب عناصر الجناح العسكري الذين ما زالوا ينشطون.
أما الظاهرة الثانية فهي عدم توجيه النقد لحماس إلا بعض الأصوات القليلة والضعيفة نسبيًا.