أفادت بيانات حديثة من وزارة المالية الإسرائيلية أن كبار المستثمرين في سوق العقارات بدأوا في مغادرة السوق، مما يعكس تحولًا ملحوظًا في ديناميات الاستثمار العقاري في الكيان، في ظل حالة عدم اليقين بسبب الأوضاع الأمنية الحالية.

وفقًا للدراسة التي أجراها كبير الاقتصاديين في الوزارة لشهر أغسطس 2024، أظهرت النتائج التي نشرتها صحيفة "غلوبز" الاقتصادية الإسرائيلية، الأحد، أن نسبة المستثمرين الذين يشترون عددًا كبيرًا من الشقق قد تراجعت بشكل كبير، حيث شكل هؤلاء المستثمرون 33% من إجمالي المستثمرين الذين قاموا بشراء شقق في أغسطس، بعد أن كانوا يمثلون النسبة الأكبر من الصفقات في السابق.

تشير البيانات إلى أن عدد الصفقات العقارية قد انخفض بنسبة 16% مقارنة بالأشهر السابقة، حيث تم شراء 7514 شقة في أغسطس، منها 6811 في السوق الحرة و703 ضمن برامج حكومية مدعومة. وتوضح الدراسة أن 60% من المشترين كانوا من الأزواج الشباب، بينما قام 24% بشراء شقق للانتقال إلى سكن أكبر، و16% كانوا مستثمرين.

أشارت الدراسة إلى أن عيد "تيسع بآب"، الذي صادف هذا العام 13 أغسطس، قد أثر أيضًا على عدد الصفقات، حيث يتجنب بعض الأشخاص توقيع العقود في الأيام التي تسبق الصيام.

على الرغم من الشراء المستمر، فإن عدد الشقق التي اشترتها المستثمرون خلال العام الماضي بلغ حوالي 1200 شقة، وهو ما يعادل نصف العدد المتوسط للشقق المباعة في عام 2021. ومن المثير للاهتمام أن نسبة المستثمرين "الثقيلين" الذين يمتلكون ثلاث شقق أو أكثر قد انخفضت بشكل كبير، حيث كانت تتراوح بين 62% و72% و67% خلال العام السابق، بينما انخفضت إلى 35% في أغسطس.

وتبرز صحيفة "غلوبال" عدة أسباب محتملة لهذا التراجع. الأول هو أن كبار المستثمرين يبحثون عن بدائل استثمارية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي في (إسرائيل). والثاني يتعلق بالنقاشات الأخيرة حول تغييرات محتملة في ضريبة الشراء، سواء برفعها لزيادة الإيرادات الحكومية أو خفضها لتحفيز الصفقات. بالإضافة إلى ذلك، تشير البيانات إلى تراجع عدد الصفقات المتعلقة بالشقق قيد الإنشاء، مما يجعل كبار المستثمرين مترددين في دخول السوق.