قائمة الموقع

أطباء بلا حدود" لـ"فلسطين أون لاين": الواقع الصحي في القطاع مأساوي

2024-10-13T07:49:00+03:00
أطباء بلا حدود" لـ"فلسطين أون لاين": الواقع الصحي في القطاع مأساوي

وصفت منظمة أطباء بلا حدود الواقع الصحي في قطاع غزة بأنه "مأساوي للغاية"، موضحة أن المطلوب لتحسين هذا الواقع هو وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وفتح المعابر.

وقال مدير الأنشطة الطبية في "أطباء بلا حدود" د. أحمد أبو وردة: "على مستوى جنوب القطاع المستشفيات العاملة قليلة جدا وأغلبها يعمل جزئيا".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"فلسطين أون لاين"، أن مستشفى ناصر في خانيونس تعمل بشكل كامل الآن ولكن فوق طاقتها الاستيعابية بكثير، وأغلب أقسام المبيت بها مرضى أكثر من ١٥٠% من طاقتها وهذا يأتي على حساب الموارد والعاملين الصحيين والأطباء.

وتابع: إذا دخلت أي قسم مبيت ستجد المرضى في الممرات  وعلى الأرض وفي أقسام الطوارئ لا يجدون سريرا أو فرشات  ليتلقوا الخدمة الطبية عليها، والمرضى في كل مكان بأروقة المستشفيات.

وأوضح أن المستشفيات غير مؤهلة لهذه الأعداد الكبيرة من الإصابات، مشيرا إلى أن الوضع في المستشفيات الميدانية العاملة في القطاع الآن مشابه لحال المستشفيات الحكومية كمستشفى ناصر.

لكنه نبه إلى أن قدرات المستشفيات الميدانية أقل من تلك المركزية فهي لا تقدر على عمل جميع الإجراءات الجراحية على سبيل المثال ولا على التعامل مع جميع الإصابات فتبقى المستشفيات المركزية هي الأساس لتحويل هذه الحالات.

وقال د.أبو وردة: إن المستشفيات الميدانية هي مساندة للمستشفيات الرئيسية ولا تحل محلها.

وأشار إلى النقص في الموارد الطبية والأدوات الجراحية والأدوية في المؤسسات الصحية كافة في القطاع، إذ يمكن أن نجد مؤسسات ومستشفيات ميدانية لا يتوفر فيها حتى الشاش المعقم أو القفازات الطبية اللازمة لأي غيارات أو تدخل جراحي.

ووفق د.أبو وردة، لا يتوفر أحيانا حتى أبسط مسكنات الآلام كالأكامول والتروفين شائع الاستخدام، لعدم دخول هذه المواد والمستلزمات الطبية والأدوية.

وأوضح أن الكثير من المستلزمات الجراحية حاليا غير موجودة في القطاع من مثبتات الكسور سواء داخلية أو خارجية والكثير من الأدوات الجراحية الأخرى.

وقال: منذ إغلاق معبر رفح أصبحت المستلزمات الطبية صعبة للغاية، وتدخل بعض الشاحنات بكميات غير كافية أبدا للوضع الصحي والمستلزمات الحالية للمستشفيات.

وفي مايو/أيار احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري، وطول الحدود بين القطاع ومصر.

وأكد د.أبو وردة أنه منذ إغلاق المعبر زاد الوضع سوءا على المنظمات والمؤسسات الطبية كافة.

ولا تزال الآلاف من الحالات الإنسانية في انتظار تحويلات طبية للعلاج في الخارج لعدم توفر الخدمات الطبية اللازمة لها في القطاع، وفق إفادة د.أبو وردة.

وأشار إلى أن ذلك لا يقتصر على الإصابات فهناك مرضى كمن يعانون من الأورام ولا يجدون أي مكان للعلاج وهم ينتظرون والكثير منهم يلقون حتفهم وهم بانتظار الخدمة الطبية اللازمة لهم وغير متوفرة في القطاع.

وحذر من أنه إذا لم يتغير هذا الواقع فستزداد حالات الوفيات.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 42.126 شهيدا و98.117 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأمس أعلنت منظمة الصحة العالمية انهيار النظام الصحي  في غزة، مبينة أن عدم توفر خدمات إعادة التأهيل اللازمة يحول دون علاج المصابين.

ووصف د.أبو وردة الوضع الصحي في شمال القطاع بأنه "صعب للغاية" بسبب "أوامر الإخلاء الأخيرة".

وقال: أصلا من الصعب جدا الوصول للخدمة الطبية في منطقة مدينة غزة والشمال حيث كل شيء محدود فيهما وزاد الوضع الصحي سوءا.

ومنذ أيام جدد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على شمال القطاع بتنفيذ اجتياحات برية إضافة إلى الغارات الجوية وحاصر المواطنين الذين يعانون أصلا من سياسة التهجير والتجويع والتعطيش.

وشدد د. أبو وردة على أن من حق أي مريض الوصول للخدمة الطبية.

ورفض إعاقة أي وصول للخدمة الطبية لأي مريض أو مصاب أو مواطن.

وعن دور "أطباء بلا حدود" في دعم النظام الصحي في القطاع، بين أن منظمته تعمل في مستشفى ناصر وتقدم خدمات علاج الحروق والعظام والإصابات، وأقسامها تحتوي على ٧١ سريرا مشغولة طوال الوقت وفوق طاقتها الاستيعابية.

وقال: يتم توفير المستلزمات الطبية والأدوية لهؤلاء المرضى حسب المتوفر.

كما أنشأت المنظمة مستشفى ميدانيا في دير البلح يحتوي  على عيادات رعاية أولية وأخرى للغيارات وأقسام مبيت للأطفال، وفي مدينة غزة ثمة عيادة تقدم خدمات الرعاية الأولية وخدمات صحة المرأة إضافة للغيارات والعلاج الطبيعي، وفق د. أبو وردة.*الأمراض المعدية منتشرة*

من جهة ثانية، حذر المسؤول في "أطباء بلا حدود"، من أن الأمراض المعدية منتشرة بكثافة في القطاع بسبب سوء الأحوال المعيشية للمواطنين.

وأوضح أن وجود المياه العادمة في الشوارع كافة، والظروف المعيشية السيئة وعدم توفر مواد النظافة الشخصية يؤثر ويساعد في انتشار الأمراض المعدية خصوصا الجلدية التي تشكل أكثر من 40% من الحالات المترددة على عيادات الرعاية الأولية.

وشدد د.أبو وردة على أن المطلوب لتحسين الرعاية الصحية والواقع الصحي في القطاع هو "وقف فوري ومستدام لإطلاق النار مع فتح المعابر كافة لتمكين دخول المساعدات الطبية والمستلزمات لقطاع غزة وتمكين سفر المرضى الذين هم بحاجة لرعاية صحية خارج القطاع".

وإذا لم يتحقق ذلك واستمر الوضع على ما هو عليه، حذر من أن الوضع الصحي سيزداد سوءا.

والخميس خلص تحقيق تابع للأمم المتحدة إلى أن (إسرائيل) اتبعت سياسة منسقة تتمثل في تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة خلال العدوان المستمر، وهي أفعال ترقى إلى جرائم حرب وجريمة “إبادة” ضد الإنسانية.

واتهم بيان صادر عن المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، (إسرائيل) بشن “هجمات متواصلة ومتعمدة على العاملين والمرافق بالقطاع الطبي” خلال حرب الإبادة.

اخبار ذات صلة