حذر الخبير في الشأن الإسرائيلي صلاح العواودة من أن سيناريو هدم (إسرائيل) للمسجد الأقصى سيكون حاضرًا في حال انتهائها من حربها في لبنان وإيران، مشددًا على ان هذه الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات.
وقال العواودة لفلسطين أون لاين: المسجد الأقصى على طاولة أهداف الاحتلال والتغيير التدريجي مستمر وبوتيرة أعلى لكن هدم الأقصى سيكون بعد الانتهاء من إيران ولبنان حال نجح مخططهم لهذه الحرب.
وأشار إلى أن العصابات الصهيونية المتطرفة تعمل بغطاء حكومة نتنياهو على تنفيذ مخططات التهويد وتتقدم خطوات متسارعة للأمام بالتزامن مع التقدم في الجبهات المختلفة عسكرياً.
الحرب على لبنان
ورأى أن الحرب الشاملة في لبنان بدأت فعليا، وقال: نحن في بدايات العملية البرية لكن شكل الحرب مختلف قليلا عنها في غزة نتيجة الظروف اللبنانية، حيث إن المستهدف فقط قطاع من الشعب اللبناني وليس كل لبنان، وإن كان كل لبنان متضررة لا سيما أن الاحتلال يتعمد المس بالمدنيين والبنى التحتية التي تخص كل لبنان محاولا إحداث شرخ وتباينات داخل المجتمع، في وقت يدعي أنه يستهدف حزب الله.
وحول سيناريوهات اجتياح لبنان، أشار العواودة، أنه وفق المنظور الإسرائيلي فإن اجتياح لبنان ضروري لكنه سيتقدم وفقاً لشدة المقاومة ونجاحه مرتبط بأداء المقاومة.
وأعلنت (إسرائيل) الاثنين الماضي بدأ عدوانها البري جنوب لبنان، لتجابه قواتها بمقاومة ضارية من المقاومة الإسلامية التي نجحت في نصب عدة كمائن وتدمير ما لا يقل عن 5 دبابات وقتل وإصابات عشرات الجنود الصهاينة.
توسع الحرب
ويذهب الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن احتمالات توسع دائرة الحرب الاسرائيلية لتشمل دولا غير لبنان قائمة، منبها إلى أن اليمن والعراق وسوريا وإيران على جدول أعمال جيش الاحتلال، لكنه يحرص على التدرج وعدم فتح الجبهات بشكل متزامن.
وقال: هو (الاحتلال) يشن حرباً شاملة في غزة ويقتصر على الردود في الأماكن الأخرى، والآن الحرب في لبنان والردود في الأماكن الأخرى، ما يعني أن مراحل جديدة ممكن تدخل.
المواجهة مع إيران
وحول رؤيته لإمكانية تطور المواجهة مع إيران، خاصة بعد ردّها الواسع والقوي الأخير، أوضح العواودة أن العدو لا يرى إمكانية لإنهاء الحرب بدون ضرب إيران، لكنه يتدرج ويحاول إقحام الولايات المتحدة الأمريكية في الأمر.
ومع ذك، رأى أنه إذا بقيت الولايات المتحدة خارج الحرب فستذهب (إسرائيل) إلى ضرب إيران منفردة لكن بعد الانتهاء من لبنان.
حرب نفسية
وفي إجابته عن سؤال حول الحرب النفسية التي يشنها الاحتلال على لبنان وغزة، قال: (إسرائيل) تمارس حرب نفسية طبعاً لكنها ثانوية إلى جانب الحرب الحقيقية.
والحرب النفسية ممثلة بالتصريحات والخطابات الموجهة للجمهور الفلسطيني والأخبار المفبركة، وفق العواودة.
غزة بعد عام على الطوفان
وعن موقع غزة من المعادلة بعد عام من طوفان الأقصى، يرى الخبير العواودة أن الاحتلال فشل رغم كل التدمير والإبادة في استبدال حكم حماس بحكم موالي له.
ورأى أنه إذا نجح العدو في لبنان وغيرها فسيستمر باحتلال غزة وتنفيذ عمليات نوعية موضعية. وإذا فشل فسيضطر للتفاوض والانسحاب.
وشدد على أنه إذا أجبر على الانسحاب في المستقبل من كل غزة فستكون هزيمة ثقيلة له.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الاحتلال ورغم كل ما فعل من قتل وتدمير في أكثر من مكان فهو لا يزال تحت وطأة آثار ضربة الطوفان.
ونبه إلى أن الجمهور الصهيوني لا يزال يعيش صدمة السابع من أكتوبر ولن يمسحها إلا نصر مطلق يشمل كل محور المقاومة، ويعيد تشكيل المنطقة وفق رغبة نتنياهو، وهذا الأمر يبدو غير واقعي.