قال الباحث في شؤون الشرق أوسطية من تركيا فراس رضوان، إنه رغم مرور عام على حرب الإبادة التي تشنها (إسرائيل) على قطاع غزة لم تحقق أي من الأهداف التي وضعتها سوى تدمير القطاع وتهجير سكانه.
وأضاف رضوان في تصريح خاص لموقع "فلسطين أون لاين"، أن (إسرائيل) لم تحقق أهم الأهداف التي وضعتها لحربها على قطاع غزة وهي تحرير الأسرى المحتجزين لدى المقاومة بغزة، ولا القضاء على قيادات المقاومة الكبرى مثل يحيى السنوار وغيره.
وأوضح، أن ما حققته (إسرائيل) هو تدمير قطاع غزة وتشريد سكانه، وخلخلة المنطقة سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
ووفق رضوان، فإن وقف إطلاق النار في قطاع غزة في الوقت الراهن يُعتبر هزيمة بالنسبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو لا يريد ذلك.
ورأى، أن نتنياهو اتجه لفتح جبهة مع حزب الله في لبنان ويسعى لتوسيعها عبر الاجتياح البري، ظناً منه أنه سيحقق بعض النجاحات هناك، خاصة بعد اغتياله الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وعددٍ من القيادات الكبيرة.
ولفت إلى، أن نجاح نتنياهو في اغتيال قادة من حزب الله قد يعتبرها نهاية ناجحة له لوقف الحرب، مستدركاً "لكنه ينتظر نتيجة الأيام القادمة في الحرب البرية في المناطق الجنوبية من لبنان، فإذا كانت النتائج سيئة قد يخفف تمسكه بعدم انهاء الحرب في غزة".
في الوقت ذاته، انتقد رضوان ضعف التفاعل الدولي والعربي إزاء حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة رغم مرور عام عليها، مشيراً إلى أنه لم تستطع أي من الدول وقف هذه الحرب بسبب اصطفاف الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب (إسرائيل).
وبيّن أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لـ (إسرائيل) بالاستمرار في هذه الحرب، لذلك أي صدام عربي أو دولي مع الإدارة الامريكية ودولة الاحتلال.
وأوضح أن هناك بعض الضغوط السياسية التي مورست من عددٍ من الدول العربية والإسلامية لكن لم ترتقي إلى مستوى حرب الإبادة.
وعن إمكانية اندلاع حرب إقليمية، رجح الباحث التركي عدم نشوبها في ظل عدم رغبة الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية والعربية، "لأن الأمر ليس بهذه البساطة"، وفق تعبيره.
وقال: "(إسرائيل) وحده لن تستطيع خوض الحرب الإقليمية، لذلك ستُشرك الولايات المتحدة الأمريكية معها وهو ما لم ترغبه الأخيرة في الوقت الراهن، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المزمع إجرائها في شهر نوفمبر القادم".
وتابع "احتمال نشوب الحرب الإقليمية قائم لكن الجميع لا يريده، لذلك قد ترجح كلمة لا للحرب الإقليمية".
ورأى أن السيناريو المتوقع في المرحلة القادمة هو أن تهدأ الأوضاع لأن (إسرائيل) لن تخوض في حرب شاملة خاصة بعض القصف الإيراني لأماكن متفرقة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كانت رسالة قوية جدا.