روى أسيرٌ فلسطينيّ كان محتجزًا في معسكر "سدي تيمان" سيئ السمعة في (إسرائيل) كيف أجبره جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي على مشاهدة معتقل يُغتصب من قبل كلب.

هذه "الرواية المروّعة" هي واحدة من العديد من الروايات التي سردها الفلسطينيون، في تحقيق وثائقي بثته قناة الجزيرة الانجليزية عن حرب "الإبادة الجماعية" المتواصلة لمدة عام في قطاع غزة، والذي نُشر، أمس الخميس، وبحلول صباح الجمعة، حقق 199,876 مشاهدة على يوتيوب.

يعرض الفيلم الوثائقي، مقاطع فيديو للحرب سجلها جنود "إسرائيليون"، توثق جرائم ارتكبوها ومقاطع فيديو أخرى مسربة لهجمات عملياتية "غير مبررة" أسفرت عن استشهاد الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.

يقول الأسير فادي بكر، الذي كان من بين الرجال الذين اعتقلوا في (إسرائيل)، إن رؤية شاب فلسطيني يتعرض للاغتصاب من قبل كلب في سجن "سدي تيمان" كانت واحدة من أسوأ التجارب التي مر بها خلال 45 يومًا في الأسر. 

ويستذكر بكر تفاصيل الجريمة "البشعة"، مردفًا: "دعوني أخبركم عن أسوأ ما مررت به في سجن سدي تيمان. حين نادوا على ثلاثة أشخاص، وكنت واحدًا منهم. خرجنا إلى الساحة الإسمنتية المخصصة لأحد أشكال التعذيب. أزالوا العصابة عن أعيننا وكنا راكعين على ركبنا. جاءوا وأخذوا أحد الرجال الآخرين. ضربوه وبعد أن ضربوه أجبروه على الأرض على بطنه. 

"لقد قيدوا يديه وقدميه. كان هناك حوالي ثمانية أو تسعة جنود. لقد جردوا ملابسه الداخلية. جاء نقيب ورش شيئًا على مؤخرته. كان هناك كلب وأطلقوا الكلب عليه. اغتصب الكلب الشاب. لقد اغتصبه حرفيًا"، قال بكر.

في الفيلم الوثائقي، يتحدث بالتفصيل عن بعض الأمور التي تحدث للأسرى في مراكز الاحتجاز. قبل شهرين، تصدَّر سجن "سدي تيمان" عناوين الأخبار بعد أن تم تصوير مجموعة من الجنود في مقطع فيديو وهم يعتدون جنسياً على أسير.

هذه التحقيقات التي أجرتها وحدة التحقيقات في قناة الجزيرة تكشف عن جرائم حرب إسرائيلية في قطاع غزة من خلال الصور والفيديوهات التي نشرها الجنود الإسرائيليون أنفسهم خلال حرب الإبادة التي استمرت عامًا.

ويتضمن الوثائقي أيضًا مقاطع فيديو لخطابات ألقاها إسرائيليون ومناصرون لكيان الاحتلال وقادة أمريكيون وبريطانيون حول استمرار إراقة الدماء والدعم العسكري المقدم تلك التي وصفتها جنوب إفريقيا في قضيتها أمام محكمة العدل الدولية بأنها تظهر "نية إبادة جماعية".

ويشار إلى، أن جنوب إفريقيا قدمت العام الماضي طلبًا إلى المحكمة العالمية التي تقع في هولندا، لإصدار أمر بوقف العمليات العسكرية في غزة، مشيرة إلى أن (إسرائيل) ارتكبت إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني بعد شن حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023.

وتقول المحامية تيمبيكا نجوكيتوبي إن قوات الاحتلال الإسرائيلية كانت لديها نية إبادة جماعية لقتل الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة. قدمت نجوكيتوبي مقاطع فيديو واقتبست تعليقات من القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين.

مما يعني خلق ظروف للموت للشعب الفلسطيني في غزة. إما أن يموتوا ببطء بسبب المجاعة والجفاف أو يموتوا بسرعة بسبب الهجمات بالقنابل أو القناصين. لكنهم سيموتون، على أي حال. في الواقع، قال وزير التراث أميحاي إلياهو إن (إسرائيل) 'يجب أن تجد طرقًا تجعل حياة الغزاويين أكثر ألمًا من الموت'"، أخبرت نجوكيتوبي المحكمة العالمية.