فلسطين أون لاين

خبير عسكريّ يفسر: ما يجري على حدود لبنان نقطة تحوُّل "خطيرة" وهذا هو الاختبار الأكبر أمام "نخبة الجيش"

...
خبير عسكريّ يفسر: ما يجري على حدود لبنان نقطة تحوُّل "خطيرة" وهذا هو الاختبار الأكبر أمام "نخبة الجيش"
غزة/ فلسطين أون لاين

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن ما يجري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية نقطة تحول، حيث تُختبر نخبة الجيش الإسرائيلي أمام مقاتلي حزب الله وسلاحهم النوعيّ.

وأوضح حنا، أن قوات الجيش الإسرائيلي تُمتحن في بلدات العديسة ومارون الراس ويارون في جنوب لبنان، بعدما استعاد حزب الله توازنه عقب سلسلة ضربات تعرض لها.

وأكد العميد اللبناني المتقاعد أن إسرائيل عليها مواجهة مرحلة جديدة وهي الاختبار الأكبر، وقال إنها نقطة قوة حزب الله في منطقة جنوب نهر الليطاني إلى الخط الأزرق حيث الالتحام المباشر.

ويمتد نهر الليطاني على طول 170 كيلومترا من منبعه شرقا إلى مصبه غربا، ويبعد حوالي 30 كيلومترا عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ويبلغ طول الخط الأزرق 120 كيلومترا، ورسمته الأمم المتحدة عام 2000 بين لبنان و"إسرائيل" والجولان المحتل للتحقق من انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.

وبيّن الخبير العسكري أن إستراتيجية حزب الله تعتمد على سحب الجيش الإسرائيلي إلى منطقة حضّرها جيدًا على مدار 18 عامًا.

وأضاف أن مقاتلي الحزب لديهم "عقيدة عسكرية واستعداد مسبق للدفاع وحافز إضافي بعد اغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله بغارة إسرائيلية".

وقال إن الاستعلام التكتيكي الإسرائيلي عن الأنفاق في غزة كان خاطئا، وأشار إلى وجود مئات الكيلومترات من الأنفاق في الجنوب اللبناني "وهو ما سيصعب الأمور".

وأكد حزب الله -أمس الخميس- "مقتل وإصابة أكثر من 20 ضابطا وجنديا بعبوات فجرناها بقوات نخبة حاولت التقدم بخراج مارون الراس ويارون"، وذلك بعد وقت قصير من إعلانه أن "عدد قتلى العدو الصهيوني بلغ 17 ضابطا وجنديا".

وقال الحزب إن عملية زرع العبوات جرت خلال "استنفار قوات العدو في مواقعها وثكناتها العسكرية ووسط تحليق الطائرات الاستطلاعية".

من جهة، أخرى أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم الفلاحي أن حزب الله اللبناني بدأ يستخدم أسلحة جديدة في قتاله مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها صاروخ "بركان ثقيل".

ووصف العقيد الفلاحي صاروخ "بركان" بأنه صاروخ ثقيل وقصير المدى (من 300 إلى 500 كيلومتر) ويحمل رأسا متفجرا، ويستخدم لضرب الأهداف الدقيقة، أي أنه يستطيع الوصول لأهداف مهمة داخل الأراضي المحتلة، ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة.

وكان حزب الله قد أعلن أنه قصف تجمعا للآليات والجنود في سعسع بصاروخ بركان ثقيل، وقال -اليوم الجمعة- إنه قتل جنودا إسرائيليين خلال عمليتين قرب الحدود، وأطلق عشرات الصواريخ على شمال حيفا والجليل، مما أسفر عن أضرار كبيرة وحرائق.

كما أشار العقيد حنا، -في تحليل للمشهد العسكري في لبنان- إلى أن حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية كبيرة جدا يمكن أن يستخدمها خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن صواريخه التي يطلقها على "إسرائيل" لم تنقطع منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستطاعت أن تصل إلى أهدافها.

وفي تقدير العقيد الفلاحي، فإن حزب الله لم يستخدم حتى الآن ما لديه من قدرات وإمكانيات، ومنها صواريخ موجهة ودقيقة وسريعة، وتصل لمديات بعيدة، وربما القرار الإستراتيجي لاستخدامها لم يتخذ بعد من قبل الحزب.

وأضاف أن الصواريخ التي يمتلكها حزب الله قادرة على أن تتجاوز منظومات القبة الحديدية الإسرائيلية، ولديها طاقة كبيرة للتدمير، موضحا أن هناك صواريخ موجهة لن تستخدم إلا بقرار إستراتيجي من قيادة الحزب.

ويشير إلى أنه بسبب القدرات العسكرية لحزب الله، فإن جيش الاحتلال سيكون في مأزق إذا أراد التوغل داخل الأراضي اللبنانية، فصلا عن أن التوغل في المناطق الجبلية يحتاج إلى قطاعات كبيرة جدا، وهو ما لا يتوفر للاحتلال، بالإضافة إلى أنه منهك بسبب خسائره في قطاع غزة.

وأكد حزب الله أنه قتل خلال عمليات أمس 17 ضابطا وجنديا إسرائيليا، في حين نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تقارير عن وقوع "حدث أمني صعب" ونقل جنود قتلى أو مصابين من منطقة الحدود مع لبنان.