قائمة الموقع

بسالةُ المقاومة خلال عام من الحرب.. بشرى انْتصار ودليلُ فشل عسكري "إسرائيلي"

2024-10-03T14:16:00+03:00

أبو غوش: المقاومة تعصف بمشروع التصفية وتؤكد أنها إرادة شعب وحياة

عوكل: صمود المقاومة أصبح الخيار الإجباري الوحيد للشعب الفلسطيني

لم تتوقف المقاومة خلال عام من الحرب عن الاستهداف  المتواصل لآليات جيش الاحتلال وجنوده وثكناته العسكرية، لكن اللافت في الأونة الأخيرة زخم حالة الاستهداف لتلك الآليات والانتقال من مرحلة استهداف الآليات المنفردة إلى مرحلة استهداف الأرتال العسكرية الأمر الذي يوقع خسائر فادحة بجيش الاحتلال.

بالأمس نشرت كتائب القسام صورًا تظهر استهدافها ثلاث آليات عسكرية، وقبلها بأيام نشرت مقطعا يوثق استهداف خمس آليات بمنطقة الفخاري شرق محافظة خان يونس، وقبلها بيوم واحد استهدفت ذات العدد بنفس المنطقة، فضلا عن الاستمرار باستهداف الجنود بالقذائف والعبوات المضادة للأفراد وتفخيخ المنازل وفتحات الأنفاق واستخدام سلاح القنص وقذائف الهاون.

وبخلاف ما كان يتوقع جيش الاحتلال أن لا تستطيع المقاومة الصمود لأكثر من ستة أشهر بعد ضغط عسكري هائل استخدم فيه كافة أنواع الأسلحة الفتاكة بهدف القضاء على المقاومة كأحد الأهداف المعلنة لجيش الاحتلال في الحرب، تستمر المقاومة باستهداف آليات جيش الاحتلال بفعالية كبيرة تؤثر حتى على بنية سلاح المدرعات بجيش الاحتلال في النظر لعدد الدبابات الجاهزة للقتال والتي بدأت تتناقص.

وتشير التقديرات إلى أن المقاومة استهدفت أكثر من 1700 آلية عسكرية، أقرت وسائل إعلام إسرائيلية في 28 يونيو/ حزيران الماضي أن أكثر من 500 آلية مدرعة تضررت.

وبالعادة يتكتم الاحتلال على خسائره، وفي أحد اعترافاته أعلن في الأول من يناير/ كانون ثاني 2024 عن إصابة 41 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال يوم واحد.

ومن العمليات النوعية التي نفذتها كتائب القسام وتدلل على تصاعد عملياتها الهجومية، استهداف رتل للآليات العسكرية الإسرائيلية كانت تسير شرق رفح في العملية التي أطلق عليها القسام اسم "كمين بشائر النصر" نفذته ثلاث مجموعات بتاريخ 23 سبتمبر/ أيلول 2024، واستهدفت خلاله دبابة من نوع ميركافاه بقذيفة "" وجرافة "دي 9" الأولى بقذيفة "الياسين 105″، ثم استهداف جرافة "دي 9" الثانية بقذيفة "الياسين 105".

وقبل ذلك بيوم استهدفت القسام في كمين محكم شرق رفح خمس آليات عسكرية، وفي 24 آب/ أغسطس استهدفت القسام نفس العدد من الآليات، والتي بالعادة يتكتم جيش الاحتلال عن خسائره بينما تنشر المقاومة فيديوهات توثق لحظة الاستهداف.

ولم يتوقف الاستهداف المكثف لآليات جيش الاحتلال بأي مرحلة من مراحل الحرب، ومما يظهر ذلك ما أعلنت عنه القسام وسرايا القدس في 14 مايو/ أيار أنهما استهدفتا 23 آلية عسكرية، وشملت تلك الآليات 13 دبابة و4 ناقلات جنود و3 جرافات و3 آليات عسكرية، وفي 7 نوفمبر/ تشرين ثاني أعلنت القسام استهدافها 15 آلية على مشارف مخيم الشاطئ وبيت حانون.

وبالرغم من امتلاء سماء غزة بطائرات الاستطلاع الإسرائيلية والمسيرّات وكل وسائل التعقب بمشاركة أمريكا وبريطانيا المتورطة في جرائم الإبادة وتكثف مراقبتها بأماكن الالتحام، إلا أن كل هذه الوسائل لم تمنع المقاومين من تنفيذ عملياتها وكمائنها المحكمة.

فشل عسكري كبير

وفق المختص بالشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، فإن استمرار المقاومة شهادة على مسألتين، الأولى على بطولة وبسالة المقاومة الفلسطينية التي لم تنجح كل أعمال التوحش والإبادة والجرائم التي ارتكبها للقضاء عليها وأن المقاومة هي إرادة الحياة والشعب وليست بنية تنظيمية معينة لجمهور من الفصائل في مواجهة المذابح والجرائم.

وقال أبو غوش لموقع "فلسطين أون لاين" إن: "المسألة الأخرى أن استمرار المقاومة دليل فشل كبير لجيش الاحتلال عسكريا في غزة بعد حملة لم يسبق لها مثيل لا في تاريخ القضية أو العالم أن تقوم دولة مدججة بكل أنواع الأسلحة بالاستفراد بشعب محاصر مجرد من كل الإمكانيات وتنهال عليه بملايين الأطنان من المتفجرات مع ذلك تفشل في تحقيق أهدافها وهذا علامة تشجع كل الشعوب للتمسك بخيار المقومة باعتباره ناجعا.

ورأى أن المقاومة الباسلة في غزة هي أساس بنيت عليه كل أشكال التضامن والمناصرة والدعم مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وحملات عزل الاحتلال دوليا، كما أن الآثار الاستراتيجية لها لا تقتصر على مداها المباشر بل تشمل المستقبل السياسي للقضية الذي سيفشل الاحتلال بتصفيتها.

وتابع: "حين يقول نتنياهو انه يستعد لرسم شرق اوسط جديد وتبلغ به الغطرسة لتكرار ذلك بالأمم المتحدة ويحمل خرائط لا وجود لفلسطين فيها، يعني أنه يحمل مشروعا تصفويا للقضية بهدف تحقيق نمط من الهيمنة الشاملة على الشرق الأوسط بدون أي حضور للشعب وقضيته".

وأكد "تأتي المقاومة لتعصف بمشروع التصفية لأنها ليست وحدها في ظل موجة عالمية من التضامن مع الشعب الفلسطيني وأزمات متكررة يعيشها الاحتلال بعد هزيمة تاريخية تلقاها في السابع من أكتوبر".

خلافات مستمرة

ويؤدي الاستهداف المستمر لجيش الاحتلال لحالة من الخلافات بين أوساط عسكرية وسياسية "إسرائيلية"، بين من يرى أنه لا يكفي تحقيق ا يسمونه "إنجازات تكتيكية بالقتل والتدمير" وحول الخطة السياسية التي تريدها (إسرائيل) بغزة.

ويعتقد أبو غوش أنه لا خطة لدى نتنياهو للوضع في غزة، وهو يراهن على استمرار الحرب لتحقيق الأهداف المعلنة التي فشل بتحقيق أي منها فلم يقض على المقاومة ولم يستعد المحتجزين بالضغط العسكري، بينما توجد قيادات عسكرية ترى أن الحل العسكري لا يمكن أن يجدي نفعا ولا بد من وجود مسار سياسي وهو تسليم أن المقاومة ستفشل خيارات الاحتلال السياسية.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن صمود المقاومة أصبح الخيار الإجباري الوحيد للشعب الفلسطيني، إلا إذا كان هناك من ينتظر رفع الرايات البيضاء وإلقاء كل هذه التضحيات في دوائر الوهم والوعود الكاذبة.

وأكد عوكل في حديثه لـ "فلسطين أون لاين" أن المقاومة والصمود أولا ثم تنفيذ اتفاقات المصالحة وبناء الشراكة السياسية على مختلف مستويات القرار السياسي والإداري يشكل أساس تمكين الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب تصفية القضية الفلسطينية وهي السبيل لحماية القضية ووضعها على سكة تحقيق أهداف الشعب.

ولعل اتساع دائرة التأييد والدعم على المستوى الدولي، وفق عوكل، بما في ذلك في الدول الغربية الشريكة للاحتلال ما يؤكد ذلك، بالتالي لا يمكن الحديث عن استعادة حقوق وتحرر وطني بدون أثمان كبيرة ولكن أيضا لا يمكن انتزاع الحقوق من خلال المفاوضات ومواصلة المراهنة على أمريكا وغيرها والاكثار من الحديث عن السلام والقانون الدولي بينما الاحتلال يسخر من كل ذلك.

اخبار ذات صلة