فلسطين أون لاين

خبير عسكريّ: الاحتلال يقوم بـ "جسَّ النَّبض" وحزب اللَّه تجهِّز لهذا "السِّيناريو السَّيِّئ" منذ 18 عامًا

...
خبير عسكريّ: الاحتلال يقوم بـ "جسَّ النَّبض" وحزب اللَّه تجهِّز لهذا "السِّيناريو السَّيِّئ" منذ 18 عامًا
غزة/ فلسطين أون لاين

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم حاليا بعملية جس نبض واستطلاع تكتيكي لجمع المعلومات التكتيكية عن قدرات حزب الله: مكان انتشاره وصواريخه ومدفعياته، وذلك لمعرفة مدى جاهزية الحزب والتحضير للمرحلة اللاحقة.

وأعلن حزب الله للمرة الأولى فجر اليوم الأربعاء تصديه لقوة إسرائيلية حاولت التسلل إلى بلدة العديسة في قضاء مرجعيون بمحافظة النبطية (جنوب)، مضيفا أن "مقاتليه أوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع".

واعتبر العميد حنا في تحليل عسكري لتطورات الوضع في لبنان أن بلدة مارون الراس في محافظة النبطية في جنوب لبنان هي عقدة جيش الاحتلال الإسرائيلي، لأنها كانت تشكل مع بلدة عيترون وبنت جبيل في حرب 2006 مثلث الصمود، إذ فشل في فرض سيطرته على هذه المناطق بفعل المقاومة اللبنانية.

ويكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي الخطأ نفسه، لأن حزب الله -يواصل العميد حنا- اختلف في تحضيراته، فهو يسعى إلى القتال على المسافة صفر، ويريد استدراج جيش الاحتلال إلى الداخل اللبناني ليقاتل على أرضه وعلى طريقته.

وقال إن المرحلة الحالية هي المرحلة الأولى، وحزب الله ينتظر ويقوم بقصف خلفية القوة المنتشرة على الحدود، حيث حرك جيش الاحتلال نحو 6 ألوية للتماس واستدعى الاحتياط كي يترك له الأمر في حال دخل الجيش منطقة معينة في لبنان.

واعتبر أن حشد جيش الاحتلال عددا كبيرا من القوات (7 فرق)، وهي القوة نفسها التي كانت موجودة حول غلاف غزة، والتي لم تنجح في هزيمة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن جيش الاحتلال يسعى إلى قصف عمق وبيئة المقاومة اللبنانية، لكن حزب الله ظل يحضّر لهذا السيناريو السيئ منذ 18 عاما، مشيرا إلى أن أكبر اختبار له هو في هذه المنطقة لأن مركز ثقل التماس للحزب هو جنوب نهر الليطاني.

ومن جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري، إن حزب الله اللبناني يمتلك 4 أوراق قوة رئيسية في مواجهة العملية البرية الإسرائيلية المعلنة في جنوب لبنان.

وأكد الدويري في تحليل للمشهد العسكري أن هذه الأوراق التي يملكها حزب الله تشكل تحديًا للقوات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن توقيت وكيفية استخدام حزب الله لهذه الأوراق سيكون عاملًا حاسمًا في مسار المعركة.

وفصّل الدويري أوراق القوة الأربع التي يمتلكها حزب الله على النحو التالي:

1. المعركة الصفرية: أوضح الدويري أن هذه الورقة تختلف عن سيناريو قطاع غزة، حيث تمتد من نقطة الصفر وحتى عمق 8 كيلومترات، وتشمل هذه المعركة استخدام الصواريخ القصيرة المدى مثل الكورنيت والسهم الأحمر، بالإضافة إلى المواجهة البرية المباشرة.

2. القدرات الصاروخية: أشار الخبير العسكري إلى أن حزب الله يمتلك ترسانة صاروخية متنوعة، تشمل صواريخ متوسطة وبعيدة المدى، التي يمكن استخدامها لتعزيز المعركة البرية. ولفت إلى أن الحزب لم يستخدم بعد كامل قدراته الصاروخية.

3. قوات النخبة: أكد الدويري على أهمية قوات الرضوان التابعة لحزب الله، متوقعا دورا محددا لهذه القوات في المعركة القادمة سيتكشف خلال الأيام المقبلة.

4. القدرات البحرية: استذكر الدويري حادثة تدمير السفينة الإسرائيلية "ساعر 5" في حرب 2006، مشيرا إلى إمكانية استهداف حزب الله للقطع البحرية الإسرائيلية المشاركة في العملية، التي يقدر عددها بـ 19 قطعة.

وفي سياق تحليله، شدد الدويري على أن العملية الإسرائيلية قد تكون أوسع نطاقا وأعمق مما تم الإعلان عنه، مستندا في ذلك إلى العقيدة القتالية الإسرائيلية التي تقوم على استغلال أي تقدم بتوسعة نطاق العملية القائمة.

وفي تقييمه للقدرات الجوية، أكد الدويري أن سلاح الجو الإسرائيلي سيبقى ورقة قوة للجانب الإسرائيلي، لكنه شدد على أن هذا السلاح لا يحسم المعركة، كما لفت إلى أن حزب الله يمتلك حوالي 2000 طائرة مسيرة، إلا أنها لا تؤمن له التعادل الجوي مع إسرائيل.

كما اعتبر الخبير العسكري أن الأرض تخدم من يملكها، مشيرًا إلى أن الأرض في هذه الحالة هي لصالح حزب الله. ودعا إلى انتظار الأيام القادمة لتقييم طبيعة الخطة الدفاعية لحزب الله وكيفية توظيفه لأوراق القوة التي يمتلكها في مواجهة العملية الإسرائيلية.