أكد الخبير العسكري اللواء فايز الدويري أن الصواريخ فرط الصّوت التي أطلقتها إيران على الأراضي الفلسطينية المُحتلّة يصعب إسقاطها، لأنها تمتلك خاصية تغيير المسار هروبًا من الصواريخ المضادة.
وأوضح الدويري أن صاروخ "فتاح 1" تم الإعلان عنه عام 2023 وأنه بين 15 و19 ماخ ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر وله رأس كروي قادر على المناروة.
وأشار إلى أن كفاءة مضادات الصواريخ تقل أمام هذا النوع من الصواريخ الدقيقة بسبب قدرته على المناورة وتغيير المسار.
ونوّه إلى أن مجرد وصول الصاروخ لهدفة يمثل نجاحًا حتى لو لم يحدث أضرارًا.
واستعرضت إيران صاروخ "فتّاح" الباليستي في حفل عسكري كبير تقدمه القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، وقائد القوات الجوية بالحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده، وأكدت إيران أن سرعته تفوق سرعة الصوت وصُنع على يد خبراء مركز الصناعة الجوية التابع للحرس الثوري.
وجاء الكشف عن صاروخ فتّاح الفرط الصوتي باعتباره أحدث الصواريخ الباليستية وأكثرها تطورا، بعد أيام من تهديدات أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأن بلاده ستفاجئ إيران دوما، وسوف تفاجئ كل أعدائها.
كما كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أكد عشية الكشف عن الصاروخ، أن إدارة الرئيس جو بايدن ترى طهران التهديد الرئيسي لأمن "إسرائيل" وأنه لن يُسمح لها أبدا بحيازة سلاح نووي.
وقد دخلت إيران، عقب كشفها عن صاروخ "فتاح"، نادي دول "الصواريخ الفرط الصوتية" وحلت رابعة في قائمة الدول المصنعة لتلك الصواريخ بعد روسيا والولايات المتحدة والصين.
ورغم أن تاريخ البرنامج الصاروخي الإيراني يعود إلى السنوات الأولى بعد انتصار ثورة الخميني عام 1979، فإن الجمهورية الإسلامية أعلنت لأول مرة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أنها صنعت هذا الصاروخ ووعدت بالكشف عنه لاحقا.
يتكون الصاروخ من قسمين؛ الجزء الأول يتألف من محرك أساسي يبلغ طوله 10 أمتار، ويمتلك القدرة على دفع الصاروخ بسرعة فائقة داخل الغلاف الجوي وخارجه، وينفصل عن الرأس الحربي على مسافة مئات الكيلومترات من الهدف المنشود.
أما الجزء الثاني الذي يبلغ طوله 3 أمتار و60 سنتمترا، فإنه يعتبر صاروخا كاملا يحتوي على محرك كروي ورأس حربي وفوهة متحركة تمكنه من المناورة في كافة الاتجاهات. وتبدأ مهمته بعد انفصال الجزء الأول أي قبل بلوغ المنطقة المهددة من قبل العدو، فيقوم بالدوران والمناورة ضمن مسار معقد في اتجاهات وارتفاعات مختلفة للإفلات من الدفاعات الجوية.
وفيما يتعلّق بالميزات التكتيكية التي أعلن عنها القادة العسكريون الإيرانيون حول صاروخ فتّاح الفرط الصوتي، كانت وفق التالي:
- قادر على التحليق والمناورة داخل الغلاف الجوي وخارجه.
- يستطيع التغلب على كافة الأنظمة الدفاعية المتقدمة.
- قادر على استهداف وتدمير أهم أنظمة الدفاع الجوي.
- يُعَد من الصواريخ الموجهة بدقة على مرحلتين.
- يحتوي رأسه الحربي على محرك كروي وفوهة متحركة تمكنه من المناورة في كافة الاتجاهات.
- يحلق بسرعة تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت على الأقل وضمن مسار معقد مما يجعل من استهدافه مهمة عصيبة جدا للأنظمة الدفاعية.
- قدرة التحكم به عالية.
- إمكانية زيادة مدى الصاروخ إلى مسافات أبعد من 1400 كيلومتر.
وفي تقارير سابقة، ذكر موقع "زمان" العبري، أنّ الخبراء الذين فحصوا صور وأفلام الصاروخ "فتاح" فرط الصوتي الذي كشفت عنه إيران طرحوا علامات استفهام عديدة حول القدرات العسكرية التي تملكها إيران.
وتمحورت علامات الاستفهام حول قدرة هذا الصاروخ على استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 400 ثانية، واختراق منظومات الاعتراض الأكثر تقدماً، لافتاً إلى أنّ "الصاروخ الجديد (فتاح) يطرح أسباباً للقلق".
وأكد أنّ "إيران- دولة مع ترسانة الصواريخ البالستية الأكبر في الشرق الأوسط- هي الأولى في العالم التي طورت صاروخ مع محرك برأس الصاروخ".
وقصفت إيران مساء الثلاثاء، مناطق متعددة في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة بوابل غير مسبوق من الصواريخ.
وقالت إذاعة الاحتلال، إن أكثر من 200 صاروخ باليستي انطلقت من إيران خلال نصف ساعة على الأراضي الفلسطينية المُحتلّة.
ومن جانبه، أعلن الحرس الثّوري الإيراني أنه بدأ بضرب أهداف عسكرية مهمة بعشرات الصواريخ بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن أي رد عسكري "إسرائيلي" على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميرا وأقوى.