فلسطين أون لاين

تقرير قوَّة حزب اللَّه الصَّاروخيَّة... ترسانة عسكريَّة متطوِّرة: هل لا تزال تحافظ على التَّأثير ؟

...
قوَّة حزب اللَّه الصَّاروخيَّة... ترسانة عسكريَّة متطوِّرة: هل لا تزال تحافظ على التَّأثير ؟
خان يونس / محمد سليمان:

لا تزال القوة الصاروخية لحزب الله اللبناني تدك المستوطنات والمواقع العسكرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي بمناطق مختلفة، رغم عمليات الاغتيال التي نفذها الاحتلال بحق أعضاء ومقاتلي الحزب واغتيال أمينه العام، حسن نصر الله.

وأطلق الحزب خلال الساعات الماضية عشرات الصواريخ وصل مداها إلى منطقة "تل أبيب" الكبرى، وحيفا، والجليل، إضافة إلى أكثر من 100 بلدة شمال الأراضي المحتلة، أبرزها حزب الله يعلن قصف مستوطنة كفر جلعادي باستخدام "الصاروخ نور" الباليستي لأول مرة منذ بدايته إسناد الحزب لقطاع غزة في الثامن من أكتوبر الماضي.

وأجبر القصف الصاروخ الذي لا يتوقف لحزب الله نحو 3 ملايين مستوطن على البقاء قرب الملاجئ والغرف المحصنة، إضافة إلى أضرار وخسائر بالممتلكات والمنازل والمباني العامة، ونشوب عشرات الحرائق التي أتت على مساحات واسعة تقدر بآلاف الدونمات من المناطق الحرجية.

ويؤكد حزب الله أن هجماته الصاروخية تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه، ورداً على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.

ويمتلك حزب الله ترسانة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ والقنابل والطائرات المسيرة.

صواريخ مؤثرة

الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، أكد أن حزب الله يمتلك قوة صاروخية مؤثرة تستطيع مواصلة قصف الأراضي المحتلة والأهداف العسكرية لفترة منية طويلة، وإلحاق خسائر بحق تلك الأهداف بكل ضربة يستخدمها.

ويقول الشرقاوي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "لم تتأثر القوة الصاروخية لحزب الله معنويًا أو حتى ميدانيًا نتيجة غارات جيش الاحتلال العنيفة تجاه الجبال، وتنفيذ عمليات الاغتيال التي لحقه بقيادة الحزب".

ويوضح، أن عناصر القوة الصاروخية مدربين على السيناريو الحالي خلال الحرب والعمل والتحرك تحت القصف الإسرائيلي، وإطلاق الصواريخ تجاه أهدافها، وهو ما يفعلونه من خلال استمرار قصف البلدات داخل الأراضي المحتلة بدقة كبيرة.

ويشير إلى، أن القوة الصاروخية لحزب الله لا تزال تحافظ على التأثير الذي تريد ولا يكشف الحزب بعد عن كل قوته التدميرية التي يمكن أن تسبب بأحداث تأثير أكبر من الذي يحدث حاليًا.

ويتوقع، أن تشهد الأيام القادمة كثافة في إطلاق الصواريخ وسقوطها على مناطق جديدة داخل الأراضي المحتلة، خاصة المنشآت العسكرية كالمطارات والقواعد، والموانئ، والمباني الحكومية.

ويخشى جيش الاحتلال من سيناريو هجمات صاروخية باليستية كثيفة قد يشنها حزب الله وجبهات المساندة باليمن والعراق على المناطق المأهولة بالعمق الإسرائيلي.

مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية أفاد في تقرير له في عام 2018 أشار فيه إلى امتلاك الحزب أنواعا مختلفة من صواريخ "الكاتيوشيا" ويتراوح مداها بين 4 كيلومترات و40 كيلومترا، و"فجر3" و"فجر5"، والتي يبلغ مداها بين 43 و75 كيلومترا، وصواريخ رعد ويتراوح مداها بين 60 و70 كيلومترا.

ويمتلك الحزب أيضا صواريخ "فجر-1" عيار 107 مليمترات، و"فلق-1". عيار 240 مليمترا، و"فلق-2". عيار 333 مليمتر، و"شاهين-1" عيار 333 مليمترا، و"تايب-81" عيار 122 مليمترا، و"خيبر-1" عيار 302 مليمتر، و"زلزال-1/ 2" عيار 610 مليمترات، و"فاتح-110" وهي نسخة مطورة من "زلزال-2"، و"سكود- بي/ سي/ دي" عيار 880 مليمترا.

كما سبق وأعلن الحزب امتلاكه للصواريخ المضادة للسفن في شريط مصور أظهر صواريخ "سي 208″ و"سي 704" المضادة للبوارج والسفن العسكرية، وكان قد استعملها عام 2016 إذ أعلن استهدافه لبارجة عسكرية إسرائيلية قبالة الشواطئ اللبنانية.

وذكر مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية امتلاك حزب الله لصواريخ "ياخنوت" (عيار 670 مليمترا) الروسية المضادة للسفن. ومن الصواريخ التي يمتلكها في هذا المجال "سي -802" عيار 360 مليمترا.

وإسرائيليًا، يوضح المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أنه من الأفضل التخفيف من فرحة النصر، وحتى عندما يصاب الحزب وإيران بالصدمة من هذه الخطوة المفاجئة يجب على "إسرائيل" الاستعداد لتصعيد محتمل في ردود أفعالهما، من شأنه أن يجبي ثمنا باهظا بعمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وقدر هرئيل  إن رد الحزب قد يكون بإطلاق صواريخ ضخمة على شمال الأراضي المحتلة ومنطقة تل أبيب الكبرى، بالتوازي مع إطلاق صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار من قبل الحوثيين، إضافة إلى احتمال شن هجمات على التجمعات الإسرائيلية في الخارج والجاليات اليهودية في العالم.

وأوضح هرئيل، أنه مع إعلان اغتيال نصر الله تم إطلاق مئات الصواريخ، معظمها على الشمال والجليل والجولان، وصاروخين أرض-أرض، أحدهما من لبنان سقط في البحر، والآخر من اليمن تم اعتراضه، وقد دوت صافرات الإنذار في وسط البلاد، وهذا "مؤشر لما قد تتعرض له إسرائيل من هجمات صاروخية مكثفة من مختلف الساحات".