وضعت غارة إسرائيلية غادرة نهاية لمسيرة طويلة من العمل الصحفي والخيري، باستهداف الصحفي العريق عادل زعرب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
كان الصحفي زعرب قد فتح بيته على مصراعيه لاستقبال النازحين، واحتضنهم بعد أن اصبحوا بلا مأوى، ووفر لهم كافة احتياجاتهم، فهو الإنسان ذو الحس الضميري العالي، المعروف في أوساط زملائه ومجتمعه بحبه الشديد لتقديم الخير بلا مقابل.
وقصفت طائرات الاحتلال 3 منازل في رفح، في 19 ديسمبر 2023 أحدها لعائلة زعرب على رؤوس ساكنيه ما أدى إلى استشهاد الصحفي عادل مع 13 مواطنا نازحا كان يأواهم في منزله، في حين استشهد 8 مدنيين في قصف المنزلين الآخرين، إضافة إلى وقوع عدد كبير من الإصابات.
وولد الشهيد عادل أحمد محمد زعرب في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عام 1973.
أنهى زعرب تعليمه الأساسي في مدرسة عقبة بن نافع، فيما ختم المرحلة الثانوية في مدرسة كمال عدوان في مدينة رفح.
درس الشهيد زعرب في بداية حياته الطب في دولة أوكرانيا، وتوقف عنها مع وفاة والده، ثم تخرج من قسم الصحافة والإعلام من كلية الأداب في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة وحصل على شهادة بكالوريوس في الصحافة والإعلام.
كان زعرب من قدماء الصحفيين في قطاع غزة، وعمل كمراسل صحفي حر للعديد من الوسائل الإعلامية والمنصات الإخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل واتساب وتليجرام.
وعمل زعرب سابقا ناطقا باسم معبر رفح، وناطقا إعلاميا للجنة الحكومية لكسر الحصار، وكمتطوع مع هيئة الإغاثة العالمية شرق أوروبا.
وعمل أيضا كأمين سر للحاضنة الشعبية في مدينة رفح التي تعمل في إطار الإصلاح المجتمعي، وكمنسق للمبادرة الدولية لأطفال غزة، ومسؤول الحملة الدولية لإنقاذ الأطفال المرضى في قطاع غزة.
وحصل زعرب على جائزة التميز والإبداع في إنشاء أول بيت تراثي فلسطيني، وهي مبادرة تهدف لجمع مختلف أشكال التراث الفلسطيني في بيت واحد.
وسبق وأن ظهر زعرب عبر فيديو يرثي عددًا من أفراد عائلته بعد وفاتهم نتيجة القصف الإسرائيلي قائلًا: “أهلي شهداء اليوم، ولكن الدم سينبت مقاومة، سننتصر يا نتنياهو، ستبقى العزيمة وسندافع عن أرضنا”.
وكان زعرب ينشر أعماله الصحفية والخيرية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة عبر حسابه في موقع فيسبوك.
ورثى نشطاء في مواقع التواصل الشهيد الصحفي عادل زعرب، إذ كتب محمد أبو طاقية في تغريدة له عبر تويتر: "عهدنا صوته، وهو ينقل الأخبار في زمن الإذاعة المسموعة. ظهر صوته وصيته مع بداية انتفاضة الأقصى، نقل وغطى آلاف القصص والأحداث".
وكتب الناشط المجتمعي وائل أبو عمر في منشور له عبر فيسبوك: "نفقد فجر اليوم عميد صحافتنا وكبير الصحفيين بمحافظة رفح الزميل عادل زعرب أبو أحمد بعد رحلة طويلة في الصحافة وجهد كبير في نقل الأحداث، ليلتحق برفيق دربه الزميل سعيد الطويل أبو رضوان".