تحتوي عدادات المياه في "جميع منازل العقبة" على بطاريات "إسرائيلية المنشأ"، هذا ما أثاره نائبان أردنيان في مذكرة وجهاها لرئيس الوزراء الأردني جعفر حسّان، تحت عنوان "تهديدات صهيونية للأردن".
وأدرج النائبان، حسن الرياطي ولبنى النمور، في المذكرة أنهما استطاعا إثبات احتواء عدادات جرى تركيبها في منازل محافظة العقبة، جنوب الأردن، على بطاريات "إسرائيلية" المنشأ، متسائلين عن أي ضمانات بألا تكون تلك العدادات "قنابل موقوتة في بيوت الأردنيين"، وأن تركيبها يأتي بهدف "تهديد الأمن القومي للوطن".
وقال الرياطي لـ"بي بي سي" إنه اطلع "بشكل مباشر" على تلك العدادات، "وإن الصورة التي أدرجها في منشوره على منصة فيسبوك لبطارية العدادات، هو من قام شخصياً بتصويرها، مشدداً على أن البطاريات التي احتوتها العدادات إسرائيلية الصنع، وهو ما أكدته له شركة مياه العقبة في اجتماع جمعهما"،ولم يحدد الرياطي تاريخ هذا الاجتماع.
هذه المذكّرة، تلقفتها على عجل منصات التواصل الاجتماعي لتشعل جدلاً واسعاً بين الأردنيين، وبخاصّة أن النائب الرياطي أرفق المذكرة بصورة قال إنها لتلك البطاريات في منشور له على "فيسبوك".
الجدل الذي دار في أوساط الأردنيين وأشعل مخاوفهم، في الساعات الأخيرة، ارتبط بما شهدته جمهورية لبنان، وتحديدًا حادثتي تفجير أجهزة البيجر و"ووكي توكي آيكوم"، في 17 و 18 من سبتمبر/أيلول، اللتان أسفرتا عن عشرات القتلى ومئات الإصابات.
ورغم عدم ورود تأكيدات رسمية من الجانب الإسرائيلي على تنفيذ هجمات لبنان، كانت إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت بأنه إذا كانت إسرائيل مسؤولة عن تفجير أجهزة الاتصال، فإن ذلك سيكون رداً على مخطط حزب الله لاستهداف شخصية أمنية سابقة، الذي أعلن جهاز "الشاباك" عن إحباطه.
مطالب بـ"فك العدادات" ومخاوف من انفجارها
ولاقى منشور النائب حسن الرياطي على فيسبوك والذي أرفقه بوسم "العدادات الديجتال الاسرائيلية" تفاعلاً واسعًا، إذ طالب ناشطون في تعليقهم على المنشور "أخذ الموضوع على محمل الجد من قبل كل مسؤول"، كما شددوا على ضرورة إطلاق حملة تدعو إلى "خلع العدادات" في حال عدم التجاوب مع القضية.
أما محمد العبادي فقد نشر صورة للبطاريات التي ذكرها النائبان، معلقًا بالقول: "بطاريات إسرائيلية قد تنفجر في منازل الأردنيين كـ "البيجر" يجب أن نكون حذرين من كل ما يأتي من عدو لا يسعى إلا لزعزعة استقرار الأردن".
تعمل عدادات المياه في محافظة
— محمد العبادي (@MohmdShmsan) September 25, 2024
العقبة على بطاريات إسرائيلية الصنع، بحسب
تصريح للنائبين حسن الرياطي والدكتورة لبنى
النمور
بطاريات إسرائيلية قد تنفجر في منازل الأردنيين كــ البيجر
يجب أن نكون حذرين من كل ما يأتي من عدو لا
يسعى إلا لزعزعة استقرار #الأردن #إسرائيل #حيـفآ #لبنان pic.twitter.com/IE86sCMeIw
سامي الحجايا استنكر وصول البطاريات إلى منازل الأردنيين، معتقدًا في تغريدته على "إكس" أن ما حدث هو "خطة مدبرة لتدمير أمننا من الداخل".
بطاريات إسرائيلية تهدد منازل الأردنيين؟ وكأنها خطة مدبرة لتدمير أمننا من الداخل. هل أصبحت أدواتهم تصل حتى إلى بيوتنا؟ يجب أن نكون حذرين من كل ما يأتي من عدو لا يسعى إلا لزعزعة استقرار #الأردن والمسلمين.#اسرائيل_شر_مطلق pic.twitter.com/8nz3zl2vrI
— سامي محمدالحجايا (@samey_mohemmd) September 25, 2024
ودعا يحيى جماليا في تغريدته إلى "ضرورة التحقيق في أي قضايا تمس أمن الوطن"، وقال: "إذا كانت المعلومات صحيحة، فالمحاسبة واجبة دون تهاون. أمّا إذا كانت غير ذلك، فيجب توضيح الحقائق بشفافية".
@JafarHassan @PrimeMinistry
— Al Najdawi Issam 🇯🇴🇯🇴🇯🇴 (@issam_najdawi) September 26, 2024
بين يدي دولة الرئيس
"عمي جعفر
بتتذكر عدادات الديجيتال الإسرائيلية تبعت الميه الي ركبوهن بالعقبه..
هسع شو بمنع إنه هظلاك مركبين عليهن متفجرات زي تبعون لبنان..ويا حبيبي لو ركبوهن بعمان..
عشان هيك..فكهن بساع بساع..قبل ما يشطبوا العقبه من الوجود" pic.twitter.com/mbgaYuhejU
ووجه حساب يحمل اسم عصام النجداوي تساؤلا لرئيس الوزراء الأردني حول ما يمنع فك تلك العدادات، مشككا باحتمالية انفجارها في أي لحظة، كما حدث في لبنان.
فدوى الحمزاوي استرجعت في منشور لها على "فيسبوك" ما حدث عام 2019، عندما كانت تعمل في شركة مياه العقبة، على حد قولها.
حمزاوي قالت إن حملة بدأت آنذاك لتركيب "عدادات الديجيتال"، إذ تم تدريب فريق من الفتيات والشباب ضمن حملة بالتعاون مع وكالة الولايات المتحدة الأمريكية للتنمية الدولية، على آلية عمل العدادات الديجيتال، وإقناع المواطنين بها.
وقالت حمزاوي: "اعترض في ذاك الوقت الكثير من المواطنين في العقبة على وجود هذه العدادات ومنهم من قام بكسرها، مما أدى إلى تغريمهم ماديا من قبل شركة المياه".
وذكرت أن "عدادات الديجيتال" كانت تضاعف فواتير المياه بشكل كبير جدا، باعتبارها عدادات "حسيّة تقيس نقطة المياه على عكس العدادات القديمة التي تعمل على المسننات".
وقالت نظراً للتداعيات الراهنة إقليمياً، وجب فك هذه العدادات وإتلافها من قبل مختصين وارجاع العدادات القديمة، وأن "من استطاع تفجير أجهزة لاسلكية بضغطة زر، يستطيع بكل تأكيد تفجير عدادات المياه وحينها لن يكون للندم مكان".
وكان النائبان الرياطي والنمور قد ذكرا في مراسلتهما لرئيس الوزراء أن تلك "العدادات" تقوم "بعدّ الهواء على المواطنين وبشكل يضاعف قيم فواتيرهم بشكل جنوني".
أما على حساب يحمل اسم "خالد خالد"، قال مستخدم الحساب إن عدادات مياه في محافظة جرش، شمال الأردن، جرى تغييرها أيضًا منذ فترة قصيرة، متخوفًا من أن تكون العدادات الجديدة مشابهة لما يجري الحديث عنه في العقبة.
يذكر أن "بي بي سي" تواصلت مع عدد من الجهات المعنية حول الموضوع، فوزارة الإعلام الأردنية لم تُجب على اتصالات "بي بي سي"، فيما رفضت وزارة المياه والري التعليق.
أما شركة مياه العقبة فقالت إن التوضيح الرسمي يجب أن يصدر عن جهات حكومية، باعتبار المذكرة النيابية وُجهت لرئيس الوزراء، مكتفية بالتأكيد أن العدادات التي جرى الحديث عنها في محافظة العقبة هي "أمريكية الصنع" كوحدة كاملة (أي عدادات وبطاريات)، وأنها جاءت بمنحة من وكالة الولايات المتحدة الأمريكية للتنمية الدولية.