قال الخبير في الشأن "الإسرائيلي"، معمر عرابي، إن الاحتلال "الإسرائيلي" يشن حربًا شاملة على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي كل مكان، مطالبًا بتصحيح الخطأ التاريخي الذي يعتقد بإمكانية التعايش مع "الإسرائيليين" وعقد سلام معهم.
وأوضح عرابي في حديثه لـ"فلسطين أون لاين" أن الاحتلال يشن في غزة حربًا ضروسًا، وفي الضفة هناك حرب صامتة منذ ٣٠ عامًا، وكل دقيقة يعمل على تغيير الأرض، مشيرًا إلى وجود قرابة ٧٠٠ حاجز و٥٠٠ مستوطنة ومليون مستوطن.
وأضاف: في الضّفة نواجه جيشين: جيش الاحتلال وجيش المستوطنين وهم يعملون على تدمير البنية التحتية ومقومات الحياة بالضفة لدفع الفلسطينيين إلى التفكير بالرحيل عن الأرض والهجرة عن فلسطين.
وشدّد على أن الاحتلال يسعى حتى إلى إضعاف السلطة وتقويضها لأنه لا يريد أي كيانية فلسطينية سواء فتح أو حماس أو غيرهم.
وقال عرابي: فلسطينيًا يجب أن نصحح الخطأ التاريخي بالاعتقاد أننا يمكن أن نتعايش مع "الإسرائيليين" وعقد سلام معهم واتفاقيات تعاون، لنكتشف اليوم بعد ٣٠ عاما أن دعوات السلام ما هي إلا ورطة كبيرة للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الاحتلال يحاول اختزال المقاومة في حركة حماس لاتخاذ ذلك ذريعة للاستمرار في جرائمه، لكن المقاومة الواسعة هي لكل ألوان الطيف الفلسطيني.
وحثّ القيادة الفلسطينية على ضرورة إدراك أن الحرب ليست على حماس إنما ضد الشعب الفلسطيني كله.
مجتمع متطرف
ورأى أن الجمهور "الإسرائيلي" بكافة تلاوينه من حكومة ومعارضة وقيادة وجيش هو الآن مجتمع فاشي وحكومة فاشية.
وتابع، تحول المجتمع من اليمين إلى يمين اليمين، والآن المجتمع الإسرائيلي في مرحلة ما بعد الفاشية وهم جميعا قرروا أن يكونوا جزءا من العدوان على الشعب الفلسطيني.
ونبه إلى أنه في موضوع العدوان على غزة الخلاف بين الإسرائيليين في التكتيك وليس في الاستراتيجية، اليوم المجتمع حكومة ومستوطنين موحدين في إبادة الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.
وشدد على أن الموضوع ليس نتنياهو فقط، هذه مؤسسة بكل تلاوينها قررت إبادة الشعب الفلسطيني، المجتمع برمته فاشي عنصري قرر العدوان على الشعب الفلسطيني.
الهروب للأمام
ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي أن الكيان الصهيوني قرر الهروب إلى الأمام بعدوانه على لبنان، بعد عام من العدوان على غزة لم يحقق خلاله سوى القتل والإبادة والتدمير.
وقال: اليوم يكرر سيناريو غزة في لبنان بمهاجمته المدنيين والتدمير وحرق الأرض.
ووفق تقديره؛ فإن "إسرائيل" لا تريد صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة وهي لا تأبه بأسراها الأحياء لدى المقاومة لأن العقيدة "الإسرائيلية" تقول الأسير الميت أفضل من الحي.
وأشار إلى أن ورقة الأسرى لدى المقاومة يستخدمونها لتحقيق مطالب أبعد من تحريرهم.. فقط أهالي الأسرى يطالبون بأبنائهم ويقولون بعد ذلك افعلوا ما شئتم.
وأضاف: نتنياهو الآن لا يريد صفقة بل شراء الوقت من أجل ارتكاب المجازر والقتل وهذا ينسجم مع الدعوات المتطرفة في المجتمع "الإسرائيلي" لتصحيح ما يدعونه "بالخطأ التاريخي" لعدم قضائهم على الشعب الفلسطيني قبل ٧٦ عاما.