قائمة الموقع

جبهاتُ الإسناد العسكري والشّعبي .. واقع حقيقي شكلته "طوفان الأقصى"

2024-09-23T14:53:00+03:00

الصراخ الذي يطلقه المستوطنون الإسرائيليون الذين نزحوا عن شمال فلسطين المحتلة، وباتوا لا يستطيعون العودة لمستوطناتهم بسبب تطورات الصراع في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة، والصاروخ الباليستي الذي انطلق من اليمن مؤخرا وفشلت كل صواريخ الاعتراض الإسرائيلية من اسقاطه، وحجم التظاهرات الشعبية مع القضية الفلسطينية وغزة، كلها تعني أن جبهات الإسناد العسكري والشعبي مؤثرة في المعركة وباتت تؤرق الاحتلال.

قبل معركة طوفان الأقصى كما أسمتها المقاومة الفلسطينية، كان الحديث عن وحدة الساحات معنويا، لكنه بحسب مراقبين تحول مع المعركة التي انطلقت في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 لواقع حقيقي أسندت فيه جبهات المقامة قطاع غزة عسكريًا، بعد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال في غزة، نتج عنه غضب شعبي عربي ودولي متصاعد.

من الأحداث المؤثرة خلال الإسناد العسكري منع اليمن للسفن البحرية التي تتعامل مع الاحتلال الذهاب لفلسطين المحتلة مما شكل ضغطا عسكريا كبيرا وخسائر اقتصادية كبيرة فكان بمثابة حصار بحري، ولا ينفصل عن ذلك المسيرة اليمنية "يافا" التي ضربت (تل أبيب) في يوليو/ تموز الماضي وأوقعت قتيلا وعشر إصابات وضللت الدفاعات الإسرائيلية.

وفي منتصف أيلول/ سبتمبر الحالي أعادت اليمن ضرب (تل أبيب) ولكن بصاروخ باليستي قاطعا مسافة 2000 كيلو متر، لم تنجح الدفاعات الإسرائيلية بإسقاطه.

واقع حقيقي

ورأى المختص في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية من لبنان طلال عتريسي أن جبهة الإسناد العسكري في التعامل مع الاحتلال قبل معركة طوفان الأقصى لم تكن متشكلة من الناحية العملية فتحولت لواقع حقيقي بعد المعركة.

ويقول عتريسي لموقع "فلسطين أون لاين": "خلافا لما يظن البعض لم تكن جبهة دعم معنوية وضعيفة، ويكفي ما يتحدث عنه جنرالات إسرائيليون ورؤساء حكومات عن ثقل الجبهات خاصة جنوب لبنان، وسط الحديث عن عجز إسرائيلي للتصدي لهذه الجبهات في وقت واحد والذي اعتبروه بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".

وأضاف "لهذا السبب أصبحنا أمام معادلة جديدة بالمنطقة بالصراع متعدد الجبهات مع الاحتلال، فهناك تفاوت بين جبهة وأخرى الأكثر اشتعالا وتأثير هي جبهة جنوب لبنان، بالتالي يفكر الاحتلال في كيفية التعامل مع هذه الجبهة مستخدما ثقله العسكري والأمني".

وعلى غرار اليمن أرسلت العراق عشرات الصواريخ والمسيرات التي ضربت عمق الاحتلال، مما يجعل الاحتلال، وفق عتريسي، غير مطمئن للتعامل مع هذه الجبهات التي كرست معادلة لا يمكن تجاوزها.

عن تأثير الإسناد العسكري في المعركة، يعتقد أنه حقق انجازات كبيرة اعترف الاحتلال بها، موضحا "عندما يعمل اليمن لقطع موارد اقتصادية ومصادر أخرى يستفيد منها الاحتلال فهذا يشكل ضغطا كبيرا، وعندما يرسل اليمن الصواريخ البالستية البعيدة لتصل (تل أبيب) فهذا يربك الاحتلال، وعندما يشتبك اليمن مع دول كبرى كأمريكا وبريطانيا فهذا يعني أنها مؤثرة وأنها تربط ما تقوم به بغزة".

 ورأى أن عدم قدرة الاحتلال على إعادة المستوطنين لشمال فلسطين يعني أن جبهة الإسناد حقيقية وفاعلة، وقد تزيد المساحة الجغرافية داخل الاحتلال التي ستستهدفها المقاومة ويزيد عدد المستوطنين في الملاجئ.

تظاهرات شعبية

ولا يفصل عتريسي جبهات الإسناد العسكرية عن الدور الشعبي ففي اليمن يتظاهر مئات الآلاف أسبوعيا تأييدا للقضية الفلسطينية، وهذا يعوض غياب تحركات شعبية في بلدان أخرى، وفي لبنان هناك التفاف حول خيار المقاومة مساندة غزة، وكذلك الأمر هناك تأييد شعبي وحكومي في الجزائر للقضية الفلسطينية، مما يعني أن جبهات الإسناد فتحت الأفاق أمام تأييد القضية الفلسطينية ومواجهة عدوان الاحتلال.

فيما يقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عكل إن الموقف الشعبي العربي وبعد كل هذا الوقت ظل متعاطفا بصمت بسبب مواقف النظام العربي الرسمي المتخاذل ولكن هذا الصمت يخفي حقدا عميقا لدولة الاحتلال وحلفائها والمنخرطين معها.

اما بالنسبة لجبهات الإسناد، فرأى عوكل لموقع "فلسطين أون لاين" أن دورها اساسي ومتعقل لكنه فاعل في إدارة حرب استنزاف طويلة لم تتعود عليها (إسرائيل) ولا ترغبها أمريكا.

وأضاف "ثمة إدراك لدى أطراف الإسناد أن (إسرائيل) تندفع نحو توسيع الحرب ولذلك فإن حزب الله في لبنان مثلا يتبع تكتيكا لإقناع اللبنانيين أنه لن يكون المسؤول عن نتائج العدوان الإسرائيلي وأنه يدافع عن لبنان وقد لاحظنا أن الموقف اللبناني الرسمي جيد وأن المعارضة صمتت.

على جانب آخر، يعتقد أن الحالة الشعبية في اليمن واضحة في تعبيراتها المؤيدة بقوة لفلسطين والدور الذي يقوم به اليمن، وواضح أن صمود المقاومة والشعب الفلسطيني وبدعم من جبهات الإسناد حققت وبثمن كبير انجازات استراتيجية للقضية الفلسطينية ومحاصرة وعزل (إسرائيل) ولعل الأمر الواضح أن القضية الفلسطينية اقتحمت الأجندات السياسية والاجتماعية والثقافية والأكاديمية للدول الغربية.

كذلك، حققت انجازات تاريخية بحسب عوكل، على صعيد اقناع تلك المجتمعات بالرواية الفلسطينية وكشفت زيف وبشاعة الرواية والسلوك الإسرائيلي، من غير الممكن الإحاطة بكل الإنجازات لكن القضية الفلسطينية حققت انعطافة مهمة على مختلف المستويات.

وشهدت مختلف الجامعات عبر العالم احتجاجات بعد فترة قصيرة من بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة، وازدادت حدة الاحتجاجات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الجامعات الأمريكية خلال إبريل/ نيسان 2024 مع انتشار تحقيقات حول جرائم الاحتلال، وتزامنت مع جلسات محاكم العدل الدولية بخصوص قطاع غزة وقتها.

أما الكاتب والمحلل من لبنان حمزة بشتاوي فيؤكد أن الإسناد سيستمر بغض النظر عن التهديدات الإسرائيلية ما يرتكبه الاحتلال من مجازر في لبنان بعد فشله في القضاء على المقاومة في غزة وإطلاق سراح أسراه بدون صفقة تبادل، وسيفشل في كسر إرادة المقاومة من خلال استمرار جبهة إسناد مؤثرة.

وقال بشتاوي لموقع "فلسطين أون لاين": إن "إسناد جبهات المقاومة أدى لتشتت جيش الاحتلال أمام بطولة وصمود المقاومة، وبات يعيش في أزمة كبيرة يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الخروج منها باستدعاء أمريكا ودول غربية لإنقاذه من الأزمة".

ويعتقد أن الاحتلال أصبح محاصرا من عدة جبهات إزاء الصمود والمقاومة في سبع جبهات ويخشى الاحتلال أن تنضم جبهة الداخل المحتل عام 48 للمعركة، وهذا ما أدرك خطورته ودفعه لاستدعاء أساطيل بحرية أمريكية كي يؤمن بقائه.

اخبار ذات صلة