قائمة الموقع

في مدينة غزَّة.. تدمير البنى التَّحتيَّة ينذر بـ "كارثةً خطيرةً" تهدِّد مساحات واسعةً بالغرق

2024-09-22T10:19:00+03:00
تدمير البنى التحتية ينذر بـ "كارثة خطيرة" تهدد مساحات واسعة بالغرق في مدينة غزة

ينهمك الشاب محمود أحمد ساعات طويلة وهو يصنع سواتر رملية يزيد ارتفاعها عن 70 سنتمترًا حول منزله في شارع النفق شمالي مدينة غزة.

ويبدو الشاب البالغ (35 عامًا) متخوفًا مع حلول موسم الأمطار وبدء تساقطها مبكرًا هذا العام واختلاطها بالمياه العادمة المتجمعة مسبقًا في بركة الشيخ رضوان دون توفر إمكانيات لتصريفها.

وقال أحمد لـ"فلسطين": إن البركة على وشك أن تطفح مياهها على المنازل المجاورة.. حقًا ستكون كارثة كبرى.

وسابقًا كانت بلدية غزة تصرف المياه من البركة إلى شاطئ البحر لكن استهداف وتدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على غزة مصادر الطاقة والبنى التحتية يحول دون إنجاز هذه المهمة الصعبة.

وقال أحمد لـ"فلسطين أون لاين": إننا أمام كارثة حتمية ستظهر آثارها في الأيام المقبلة.


 

كما أبدى المواطن محمود غبن وهو من سكان منطقة النفق أيضًا، مخاوفه أيضًا من أن يؤدي استمرار تجمع المياه في البركة دون تصريف إلى طفح البركة وغرق المنطقة المحيطة بها.

وأوضح غبن لـ"فلسطين أون لاين"، أن منطقة النفق تعرضت في السابق إلى حالة غرق لم تعهدها من قبل على إثر منخفض "أليكسا".

 وتأثر قطاع غزة ذو البنية التحتية الضعيفة بالمنخفض الجوي العنيف حينها قبل ما يزيد عن عقد من الزمان وصاحبه هطول كميات كبيرة من الأمطار على مدار عدة أيام ما أدى إلى طفح بركة الشيخ رضوان وغرق منطقة النفق.

 وسقط على إثر ذلك عدد من الضحايا.

وأضاف غبن: إن كانت البركة امتلأت ونحن في فصل الخريف؛ كيف سيصبح حالها بحلول الشتاء؟!

ومعروف أن منطقة النفق تنخفض نسبيًا عن مستوى باقي المناطق الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة غزة، ولذلك فإن الطرق المنحدرة تشكل مجرى لمياه الأمطار إليها.

بدورها حذرت بلدية غزة من أن خطرًا كبيرًا يتهدد بركة الشيخ رضوان والمنطقة المحيطة بها.

وبحسب الناطق باسم بلدية غزة حسني مهنا، فإن الخطر يتمثل بإمكانية طفح البركة وغرق مساحات واسعة من مدينة غزة بعد تجمع ما يزيد عن 450 ألف متر مكعب من المياه العادمة ووصول ارتفاعها إلى 7 أمتار وهو منسوب خَطِر.

وأوضح مهنا لـ"فلسطين أون لاين"، أن تعرض مدينة غزة لأي منخفض جوي يهدد بطفح البركة لاسيما أن البلدية لم يعد لديها أي إمكانيات لتصريف المياه بسبب تضرر خط تصريف البركة ومرافقها وتدمير المولدات والمضخات خلال الحرب الإسرائيلية.

ونبَّه مهنا إلى أن بركة الشيخ رضوان مخصصة لتجميع مياه الأمطار ولكن بسبب تدمير خطوط ومحطات الصرف الصحي تسربت إليها المياه العادمة بنسب كبيرة مما تسبب بكارثة صحية وبيئية وخطرًا على الخزان الجوفي.

وبينما ناشد الناطق باسم البلدية لإدخال المعدات والإمكانيات اللازمة لتنفيذ مشروع صيانة خط تصريف مياه البركة الممول من الهيئة العربية الدولية لإعمار فلسطين، أوصى المؤسسات المعنية بتدارك المخاطر والتدخل سريعًا لتفادي أي تداعيات سلبية قد تشكل خطرًا على حياة المواطنين.

ووفق مهنا، فإن العدوان الإسرائيلي المتواصل للشهر الـ12 على التوالي أدى إلى تدمير قرابة 800 كيلو متر طولي من الشوارع والطرق، و165 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وتضرر 8 محطات للصرف الصحي.

اخبار ذات صلة