أظهر استطلاع للرأي بين الفلسطينيين ارتفاعًا في تأييد حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل للشهر الـ 12 تواليًا ، بينما أظهر رفضًا ساحقًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع ما يقرب من 80% يقولون إنه يجب أن يستقيل.
وحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه "المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية" حول أحداث 7 أكتوبر 2023 وما تلاها من الحرب على غزة، أن التوجه الشعبي لا يزال يميل لصالح حركة المقاومة الإسلامية حماس.
حيث تتوقع الأغلبية، أن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والحرب وضعتا القضية في مركز الاهتمام العالمي، مع تأكيدهم أن حماس ستنتصر في الحرب على غزة.
وبـ "لغة الأرقام والأصوات" حول من سيكون منتصرا فلا يزال الجمهور في معظمه يتوقع أن تنتصر حماس في هذه الحرب، على الرغم من أن هذا التوقع تراجع في غزة ليصل إلى 28%، مقارنة بـ 48% قبل ثلاثة أشهر. ولكن، تبقى الأغلبية من الفلسطينيين في الضفة الغربية متمسكة برؤية أن حماس ستخرج منتصرة.
ويعتقد 90% من الجمهور أن حماس لم ترتكب الفظائع التي صُورت في تلك الفترة، فيما صوت41% للسنوار مقابل 13% لعباس لو جرت انتخابات رئاسية.
فيما يتعلق مستقبل قطاع غزة بعد الحرب يتوقع معظم الجمهور الفلسطيني استمرار حماس في حكم غزة بعد الحرب، حيث أشار 57% من الفلسطينيين إلى أن حماس ستبقى مسيطرة، رغم أن هذه النسبة أقل في غزة (37%) مقارنة بالضفة الغربية (70%).
ويظل هناك رفض واسع النطاق لعودة السلطة الفلسطينية إلى السيطرة على معابر غزة أو لإدارة القطاع بعد وقف إطلاق النار، حيث عارض 70% من المستطلعين هذه الفكرة.
بينما في التوجهات السياسية لا زالت حركة حماس تتفوق على غيرها من الفصائل، حيث اختارت نسبة 36% من الجمهور دعم حماس مقارنة بـ 21% يدعمون حركة فتح. كما أن الأغلبية ما زالت تؤيد العمل المسلح كوسيلة لتحقيق الاستقلال الفلسطيني.
وحول الدعوات لاستقالة عباس فيظهر الاستطلاع أن أغلبية كبيرة من الفلسطينيين تطالب باستقالته، حيث وصلت نسبة المطالبين باستقالته إلى 84%، وهو رقم مرتفع يعكس عدم الرضا عن القيادة الحالية. هذه الدعوات للاستقالة تظهر تفاوتًا بين سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، إذ يطالب حوالي 90% من سكان الضفة الغربية و75% من سكان قطاع غزة باستقالة عباس.
أما على صعيد التأييد لشخصية يحيى السنوار من حماس مقابل قيادات من فتح كمروان البرغوثي ومحمود عباس، فإن الاستطلاع يشير الى أن السنوار سيحصل على دعم 31% من الفلسطينيين بينما سيحصل مروان البرغوثي 32% والذي يعتبر الأكثر شعبية بين الشخصيات القيادية داخل فتح، حيث يفضله 37% من الجمهور كخليفة لعباس.
أما رئيس السلطة محمود عباس فسيحصل 6% فقط، مما يشير الى أن شعبيته تراجعت بشكل حاد، حيث وصلت نسبة الرضا عن أدائه إلى 18% فقط. وفي حال أجريت انتخابات رئاسية بين عباس والسنوار فقط، فإن السنوار يتفوق بفارق كبير، حيث يحصل على 41% من الأصوات مقابل 13% لعباس.
وحول الظروف الإنسانية وتداعيات الحرب على غزة فقد أدى تواصلها لتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث أظهر الاستطلاع أن 80% من سكان غزة فقدوا فردًا أو أكثر من أسرهم. رغم التحديات الإنسانية الهائلة.
فالرغم من الصعوبات الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها قطاع غزة، تظل حركة حماس متمسكة بدورها القيادي في القطاع، مع استمرار تمسكها بمواقفها المعادية لـ(إسرائيل) وتقديمها كمدافع رئيسي عن القضية الفلسطينية في الساحة الإقليمية والدولية. ويؤكد الاستطلاع أن حماس ما زالت تعتبر لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الفلسطينية.