فلسطين أون لاين

عملت طوال حياتها المهنية على كشف جرائمه أمام العالم

تقرير الاحتلال ينهي حسابه الطويل مع الصحفية علا عطا الله

...
علا-عطا-الله.jpg
دير البلح- عبد الله يونس

أراد الاحتلال الإسرائيلي باستهدافها الصحفية علا عطا الله، إنهاء حساب طويل دام لسنوات قضتها الأخيرة في كشف جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبها.

كانت عطا الله صحفية ذات قلم مميز، وأبدعت في وصف معاناة شعبها عبر وسائل إعلامية محلية ودولية، حتى وجدت دولة الاحتلال من حربها الدموية المستمرة على قطاع غزة المدعومة أمريكيا، فرصة لإنهاء حياتها.

واستشهد علا رباح عطا الله  (٤٢عامًا) في قصف إسرائيلي في ٩ ديسمبر ٢٠٢٣ استهدف منزل أحد أقاربها في حي الدرج وسط مدينة غزة، كانت قد لجأت إليه رفقة أسرتها، هربا من القصف الإسرائيلي الهمجي على مدينة غزة.

واستشهد مع علا، ثمانية من أفراد عائلتها، وهم: طارق عطا الله (شقيقها)، تهاني عطا الله (زوجة شقيقها)، الطفلة ريماس (ابنة شقيقها)، الطفلة تالا (ابنة شقيقها)، الطفل يامن (ابن شقيقها)، صالح عطا الله (ابن خالها)، رجب عطا الله (ابن خالها) وابنته سجى.

وعملت عطا الله (٤٢ عامًا)، وهي من مواليد حي الدرج بغزة، ككاتبة صحفية مع وكالة الأنباء التركية (الأناضول)، إضافة إلى صحيفة "هسبريس" المغربية، شبكة "مواطن" الإعلامية، وموقع "المراسل" الإخباري.

وقال مدير عام المكتب الاعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، في بيان صحفي: "رحم الله الزميلة الشهيدة الصحفية علا عطا الله، نسأل الله تعالى لها الرحمة والقبول والجنة، ولذويها وللأسرة الصحفية الصبر والسلوان".

وذكر حساب شهداء غزة على منصة إكس الذي يوثق شهداء العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى أن علا كانت تكتب عن غزة، وعن وجعها، عن أهلها ومعاناتهم اليومية، وعن الحرب وعن حزن الأطفال، وليالي الخوف والرعب.

وانضمت عطا الله إلى منصة إكس في يوليو ٢٠١٦، ولديها نحو ٤.٨ ألف متابع.

كانت آخر ما دونته علا عطا الله، قبل يوم من استشهادها أي في 8 ديسمبر في تغريدة كتبتها عبر موقع إكس: "كم على غزة أن تعدّ من ليالي الرعب والموت؟ كم عليها أن تعدّ من أيام الفقد والغياب والوجع؟ كم عليها أن تعدّ من ساعات الجوع والعطش والبرد، والمرض والنزوح والغربة؟ كم عليها أن تعدّ من راحلين وباكين ومكلومين كي تسقط لعنة الحساب وتختفي قسوة الأرقام".

وكان آخر تقرير اعدته علا عطا الله لصالح موقع "المراسل" في ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣، وحمل عنوان "رسالة من غزّة، هنا مدينة أخرى". 

يصف تقرير علا أهوال الحرب الإسرائيلية ونتائجها الكارثية على المدينة وسكانها، قائلة: "لم أكن يوماً أتخيل أنّ الخدع السينمائية المستخدمة في صناعة الأفلام وتقنيات الإبهار البصري يمكنها أن تكون واقعاً حقيقياً".

وسبقه تقرير آخر أعدته عطا الله لصالح موقع "المواطن" ونشر في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٣، وحمل عنوان "نساء غزة.. بين معاناة نقص الفوط الصحية، وأهوال القصف"، وتحدث عن المعاناة الصامتة التي تواجهها نساء غزة نتيجة نفاد الفوط الصحية من الأسواق، في انتهاك واضح لمعايير حقوق الإنسان، وكأسلوب عقاب جماعي بحق النساء الفلسطينيات.

وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في تصريح عبر فيسبوك: "إن الزميلة الصحفية علا عطا الله، هي الثامنة من بين الزميلات الصحفيات اللواتي استشهدن خلال حرب الإبادة على غزة".

.