ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم الإثنين، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتأهب لإقالة وزير الأمن يوآف غالانت، وتعيين رئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر محله.
وحين نشرت هيئة البث هذا الخبر كان غالانت، وهو قيادي في حزب "الليكود" (يمين) بزعامة نتنياهو، يشارك في جلسة أمنية بمقر وزارة الأمن بـ "تل أبيب".
ومنذ أشهر، تدور خلافات أيضًا بين غالانت وبن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف.
خلافات غالانت ونتنياهو
وفي وقت لاحق، نفى مكتب نتنياهو صحة الأنباء المتداولة بقوله، عبر بيان، إن "المنشورات المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة". كما نقلت القناة "12" الإسرائيلية عن مقربين من ساعر لم تسمهم إنه "لا يوجد جديد في الموضوع".
وساعر (57 عامًا) هو قيادي سابق في "الليكود" انشق عن الحزب عام 2020؛ إثر خلافات مع رئيس الوزراء، وأسس في 2021 حزب "أمل جديد" الذي فاز بـ6 مقاعد (من أصل 120) في الكنيست خلال انتخابات في العام نفسه.
وخاض انتخابات 2022 المبكرة بالتحالف مع زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، ضمن حزب "الوحدة الوطنية" الذي حصل على 12 مقعدًا.
لكن في مارس/ آذار الماضي، أعلن ساعر انشقاقه عن حزب "الوحدة الوطنية"، وأسس حزب "اليمين الوطني"، ولديه حاليًا 4 مقاعد في الكنيست.
وفي مارس/ آذار 2023، قرر نتنياهو إقالة غالانت بسبب رفضه لتعديلات قضائية دفعت بها الحكومة، وتقول المعارضة إنها تمثل انقلابًا وتتيح للسلطة التنفيذية السيطرة على القضاء.
لكن في الشهر التالي، تراجع نتنياهو عن قرار الإقالة، الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات داخل إسرائيل وأثار قلقًا في عواصم عدة، لاسيما واشنطن الحليف الأبرز لتل أبيب.
لماذا يسعى نتنياهو لإقالة غالانت؟
وازدادت في الأيام الخلافات بين نتنياهو وغالانت؛ على خلفية دعم نتنياهو شن عملية عسكرية واسعة في مواجهة "حزب الله" بلبنان.
والإثنين، قالت هيئة البث إن "غالانت يؤيد استنفاد المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة مع حزب الله، بينما يرغب نتنياهو في شن حملة عسكرية واسعة النطاق".
كما "يرى غالانت أن أي عملية عسكرية في لبنان ستمس باحتمال إعادة المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة)؛ لأن الجيش سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية (لبنان)"، وفق الهيئة.
وزادت بأن "مصادر مقربة من رئيس الوزراء حذرت من أنه ستتم إقالة وزير الأمن إذا استمر في التمسك برأيه".
وأوصى قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، خلال اجتماعات مغلقة، باحتلال شريط أمني عازل في جنوب لبنان، وأكد الجاهزية لتنفيذ هذه الخطوة، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" الأحد.
وأوضحت قناة (كان) العبرية، في تقريرها، أن غالانت يريد إنهاء الحرب والتوصّل لصفقة مع (حماس) والتسوية مع حزب الله وهذا ما لا يريده نتنياهو في الأمد القريب.
ولفتت إلى أن غالانت بات الشخصية الوحيدة التي تواجه نتنياهو وقرارته بشأن إدارة الحرب وقضايا أخرى كتجنيد "الحريديم" ونتنياهو يريد التخلّص منه.
وأضافت أن غالانت يحظى بشعبية واسعة منذ احتجاجات التعديلات القضائية في أوساط اليمين المعتدل والمركز ويحظى كذلك بثقة قيادة الجيش، وهذا يعرقل سيطرة نتنياهو على مجريات الأمور.
وخلصت القناة في تقريرها، إلى أن نتنياهو يخطّط للحفاظ على حكومته حتى الرمق الأخير ووجود غالانت كوزير جيش يزعزع ذلك، ولكن إقالة غالانت في هذا التوقيت قد تُخرج مئات آلاف الإسرائيليين للشوارع وتفتح بابًا لم يتوقعه نتنياهو.
انتقادات لنتنياهو عقب أنباء اعتزامه إقالة غالانت
توالت ردود الأفعال الإسرائيلية بشأن اعتزام بنيامين نتنياهو إقالة وزير الجيش يوآف غالانت رغم نفي مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التقارير.
حيث اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين، الاثنين 16 سبتمبر/أيلول 2024، أنه في حال تعيين زعيم حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر وزيرًا للدفاع فسيكون بمثابة "توقيع حكم بالإعدام بحق المختطفين" في قطاع غزة؛ لمعارضته الاتفاق المقترح لتبادل أسرى في وقت اعتبر زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، اعتزام نتنياهو إقالة غالانت يعبر عن "انفصام بالشخصية".
قالت عائلات الأسرى، في بيان: "تعيين جدعون ساعر وزيرًا للدفاع سيكون اعترافًا واضحًا من رئيس الوزراء بأنه قرر التخلي نهائيًا عن المختطفين".
كما أوضحت العائلات أنه "سبق أن عبر عضو الكنيست جدعون ساعر بشكل واضح وعلني عن موقفه المعارض لصفقة عودة المختطفين ووصفها بشروط الاستسلام".
واستذكرت قوله: "يجب ألا نوافق على الصفقة التي اقترحها الرئيس الأمريكي جو بايدن، ودعوته إلى مزيد من الضغط العسكري على حركة 'حماس'."
العائلات تابعت: "ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الضغط العسكري يقتل المختطفين، فقد قُتل عشرات المختطفين بسببه".
كما لفتت إلى أنه "قبل أسبوعين فقط دفنّا 6 مختطفين آخرين قُتلوا نتيجة الضغط العسكري. إلى متى سنضغط؟" وتساءلت عن ساعر: "هل هذا هو الشخص الأنسب لقيادة المنظومة الأمنية؟".
وزادت بأن "تعيين ساعر (…) له معنى واحد فقط واضح: إنه توقيع حكم الإعدام على المختطفين".
واستطردت: "يا رئيس الوزراء نتنياهو، هذا ليس الوقت المناسب للعب الكراسي والانخراط في (لعبة) البقاء السياسي، ومن المناسب أن تكرسوا كل وقتكم وجهودكم لتحقيق أهداف الحرب وإعادة جميع المختطفين إلى بيوتهم".
بدوره، أعاد زعيم المعارضة يائير لابيد، نشر تصريحات سابقة لساعر قال فيها: "لن أجلس في الحكومة مع نتنياهو لأنه يمثل نهجًا يعرض مستقبل دولة إسرائيل للخطر. مبادئي لا تسمح لي بدعم قائد يضع مصلحته الشخصية فوق كل شيء".
وأضاف ساعر، بحسب التصريحات السابقة التي نشرها لابيد على منصة إكس: "أي حكومة يرأسها نتنياهو ستبقى بفضل الصفقات السياسية، وليس بسبب الصالح العام. لن أشارك في هذا".
غانتس ينتقد نتنياهو
وبالتزامن اعتبر زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، الاثنين، أن اعتزام نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت يعبر عن "انفصام بالشخصية".
وقال غانتس عبر منصة إكس: "انفصام في شخصيته: فبدلًا من أن ينشغل رئيس وزراء إسرائيل بالانتصار على حماس وعودة المختطفين والحرب مع حزب الله والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم، فهو مشغول بمؤامرات سياسية ساخرة وتغيير وزير الدفاع قبل (شن) حملة واسعة في الشمال" أي لبنان.
وأضاف غانتس، الوزير المستقيل من مجلس الحرب في يونيو/حزيران الماضي، أن "هذا يدل على سوء الحكم والأولويات المشوهة".