فلسطين أون لاين

"بعد 11 شهراً من العدوان على غزة"

الصّيدليات الخاصة تعاني عدم توفر الأدوية ونفاد مخزون الأدوية الرئيسية للمرضى

...
غزة/ صفاء سعيد

تتفاقم أزمة قطاع الصيدليات الخاصة في غزة بشكل كبير يومًا بعد يوم، حيث أصبحت ملامح نقص الأدوية وفقدانها من على رفوف الصيدليات أمر يلاحظه الجميع، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين كانوا يعتمدون على ما توفره هذه من أنواع عديدة من الأدوية الخاصة بهم.

ويعاني القطاع الصحي منذ بداية العدوان "الإسرائيلي" من تدمير ممنهج من قبل الاحتلال الذي عمد على تدمير المستشفيات والمرافق الصحية بالإضافة إلى تدمير مستودعات الأدوية وهو ما تسبب في فقدان كميات كبيرة من الأدوية التي يحتاجها المواطنين في قطاع غزة.

"حبة أكامول"

لم تتوان ميسون ناصر عن التنقل بين صيدليات مدينة غزة المختلفة بحثاً عن شريط "أكامول" أو مسكن يمكن أن يخفف من آلام الانفلونزا التي لحقت بها، إلا أنها كانت تصدم بعدم وجود هذا الدواء البسيط رخيص الثمن والذي لم يتجاوز سعره الربع دولار قبل الحرب.

 وقالت في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" أصبح البحث عن دواء في مدينة غزة مهمة صعبة للغاية وفي السابق كان يجب علي أن أمشي مسافات طويلة أتنقل بين الصيدليات لأجد ما أبحث عنه، ولكن الآن أصبحت المهمة أكثر صعوبة إن لم تكن مستحيلة".

وأضافت:" بسبب عدم توفر الأدوية أصبح موضوع الشفاء من أي مرض صعبًا للغاية خاصة أنه لا يوجد ما يمكن أن تعتمد عليه أجسادنا من مناعة مفقودة بسبب سياسة التجويع التي نعاني منها، أو علاجات أو حتى بعد الأعشاب الطبية والتي أصبح سعرها خيالي".

أمراض مزمنة

من جانبه، بين الحاج الستيني أبو العبد بارود أن منذ بداية الحرب وهو يعاني من قدرته على توفير دواء السكر الخاص به، سواء كانت إبر الأنسولين أو الحبوب الخاصة بتنظيم السكر في الجسم.

وقال في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" قبل الحرب كنت أحصل على الدواء بكل سهولة من المستوصف الخاص بالحي الذي أسكن فيه، ولكن الاحتلال الإسرائيلي قصف المستوصف ثم دمره بشكل كامل بعد اجتياح المنطقة".

وأضاف:" فقدان المصدر الأساسي للدواء جعلني أرسل أبنائي ومن أعرفه من أقاربي للبحث عن الدواء في الصيدليات والنقاط الطبية التي نسمع عنها، ولكن لم نكن نجد دائمًا الدواء وهو ما أثر على صحتي وكنت أصاب بالدوخة بسبب حرق السكر في الجسم".

وأشار بارود إلى أن الصيدليات نفذت منها الكثير من الأدوية ومنها أدوية مرض السكري حتى أن البدائل التي يمكن تناولها نفذت أيضًا.

تهديد خطير

الصيدلي مهند شتات والذي يعمل في إحدى الصيدليات في مدينة غزة شدد على أن الوضع الذي تمر به الصيدليات في مدينة غزة خطير للغاية، خاصة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يسمح بإدخال الأدوية للصيدليات من بداية الحرب على غزة.

وقال في حديث لـ"فلسطين أون لاين":" تعمل الصيدليات في شمال غزة من بداية الحرب على القطاع على ما تبقى من مخزون لشركات الأدوية التي سلمت من القصف وتدمير الاحتلال لها، حيث حاولت الصيدليات بشكل عام توفير مختلف الأصناف التي يحتاجها المرضى".

وبيّن شتات أن الصيدليات تعاني من فقدان 90% من الأدوية التي كانت تمتلكها قبل الحرب على غزة، وأنه طوال فترة عمله يخبر رواد الصيدلية أن الدواء الذي يريدونه غير متوفر، وحتى إن طلب بديلاً عنه فإنه غير موجود بشكل دائم.

ولفت إلى أن أسعار الأدوية ارتفعت لأكثر من الضعف على مختلف الأصناف، مشيراً إلى أن كثير من الناس أصبحوا غير قادرين على شراء الدواء _إن وجد_ بسبب ارتفاع سعره الجنوني.

في السياق ذاته، وصفت الصيدلانية إسراء المغربي وضع صيدليات القطاع الخاص في شمال غزة بالكارثي وأنه على وشك الانهيار بسبب عدم قدرتها على توفير الأدوية لمنع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها منذ بداية العدوان الذي اقترب من عامه الأول.

وذكرت في حديث لـ"" أن الصيدليات الخاصة كانت تحاول توفير الأدوية من خلال ما تبقى من مستودعات شركات الأدوية التي لم يدمرها الاحتلال، أو شراء الأدوية من أصحاب الصيدليات التي تركها أصحابها واضطروا للنزوح إلى جنوب القطاع.

ونبهت إلى أنه مهما كان مصدر الدواء فإن أصحاب الصيدليات كانوا يضطرون لشرائها بأسعار عالية ليتمكنوا من توفيرها للمواطنين والمرضى، مستدركةً أنه حتى هذا الأمر لم يصبح متاحاً والصيدليات أصبحت تعاني بشكل خطير من فقدان الأدوية وعدم توفرها.

وكانت وزارة الصحة قد صرحت بأن 60% من مخزون الأدوية الأساسية في قطاع غزة فارع تماماً وأن 83% من الإمدادات والمستلزمات الطبية اللازمة غير متوفرة.