فلسطين أون لاين

الشوا لـ"فلسطين أون لاين": غزّة تمر بأسوأ مراحل "الكارثة الإنسانية" والمطلوب إنقاذها عاجلًا

...
غزة/ محمد عيد

قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إن "غزة تمر بأسوأ مراحل الكارثة الإنسانية" منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، محذرًا من تداعياتها على حياة  مليوني نازح داخلها.

 

وأضاف الشوا في تصريح لـ"فلسطين أون لاين"، اليوم الإثنين، أن غزة تشهد ظروفًا "مأساوية" في جميع مناحي الحياة الإنسانية والمعيشية؛ إزاء الحرب "الإسرائيلية" المستمرة لليوم الـ346 على التوالي.

 

ودلّل على ذلك بتدهور المنظومات الحياتية: الصحية، التعليمية، الغذائية، المساعدات الإنسانية وظروف الإيواء وغيرهما.

 

وأفاد بانخفاض عدد شاحنات المساعدات الإنسانية لغزة بنحو 60% (منذ مايو/ أيار حتى اللحظة) مقارنة مع إبريل/ نيسان الماضي الذي شهد إدخال لشاحنات المساعدات عبر معبر رفح البري.

 

وأكد أن سيطرة الاحتلال "الإسرائيلي" على معبر رفح ومحور فلادليفيا، "زاد من صعوبة الأوضاع الإنسانية في غزة".

 

وفي السادس من مايو/ أيار الماضي، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة في المدينة الواقعة أقصى جنوب القطاع وكانت تؤوي مليون ونصف نازح.

 

وفي اليوم التالي، توغلت الدبابات والجرافات العسكرية داخل المعبر الفاصل بين غزة ومصر، وقامت بهدمه وتجريفه، ولا تزال تسيطر عليه حتى اللحظة.

 

وأشار الشوا إلى أن شاحنات المساعدات الإنسانية في تناقص متزايد خلال الفترة الراهنة وهو الأمر الذي لا يزال يفاقم حياة أكثر من 2 مليون غزي يعتمدون على المساعدات الإنسانية في الوقت الراهن.

 

ولفت إلى أن إغلاق معبر رفح أثر سلبًا على عمل المنظمات الأهلية الفلسطينية وسط احتياج متزايد للنازحين للمساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية والخيام ومستلزمات الإيواء.

 

وتابع: "غزة تفتقد الغذاء والدواء والماء والمنظفات الصحية .. غزة تفتقر مقومات الحياة"، داعيا المنظمات الأممية والدولية إلى إغاثتها وإنقاذها بشكل عاجل.

 

وفي أحدث بياناتها، حذرت وكالة (أونروا) من أن أكثر من مليون شخص في غزة سوف يعيشون دون طعام خلال شهر سبتمبر الجاري.

 

وعزت (أونروا) ذلك إلى استمرار عرقلة الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية واستمرار إغلاق المعابر الحيوية ضمن سياسة تجويع السكان المتعمد.

 

وتطرق في حديثه إلى أن الغزيين يفتقدون الحاجات الأساسية لاستقبال فصل الشتاء كـ(الملابس، الأغطية، الخيام، الشوادر)، مؤكدا أن خيام النازحين "لن تصمد أمام أمطار الشتاء".

 

وأوضح أن هذه الخيام مصنوعة من "البلاستيك" و"النايلون" عدا عن أنها أصبحت "مهترئة" بعد أحد عشر شهرا من الحرب الإسرائيلية المتواصلة.

 

وتابع: الطرقات مغلقة بالركام والدمار وشبكات الصرف الصحي مدمرة والناس تلجأ للمنازل المتهالكة، عادا ذلك "خطرا كبيرا جدا" على حياة المواطنين وخاصة الأطفال والنساء والمرضى الذين لجئوا لهذه المنازل.

 

وحول المنظومة الصحية، أفاد المسؤول الأهلي بأن هناك عجزا كبيرا في الأدوية والمستلزمات الطبية بنسبة 80%، وخاصة في المراكز والمستشفيات الواقعة شمال غزة.

 

وذكر أن المستشفيات الصحية تعاني حاليا من نقص الوقود ونقص الكوادر ودمار أقسام كبيرة وتعطل الأجهزة الطبية وسط ارتفاع كبير في أعداد المرضى والجرحى "وهذا يدفع باتجاه واقع صحي مؤلم وموجع".

 

وشدد على أن انهيار المنظومة الصحية يدفع ثمنه الجرحى الذين يفتقدون الرعاية الطبية وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يفتقدون العلاج النفسي والطبي وغيرهم الكثير.

 

وبحسب وزارة الصحة في غزة فإن أكثر من 33 مستشفى وعيادة طبية خرجت عن الخدمة بفعل الاستهداف الإسرائيلي المتكرر.

 

ودعا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية مؤسسات الأمم المتحدة إلى الضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف "حرب الإبادة" وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة لوكالة "أونروا" والمنظمات الأهلية.

 

وأكد على ضرورة التصدي الأممي للحملة الإسرائيلية التحريضية ضد وكالة "أونروا" والعمل على تقوية عملها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين.

 

ولطالما دعا رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى تفكيك (أونروا)، متهماً إياها بالتحريض على (إسرائيل)، كما ينظر الكنيست الإسرائيلي حالياً في أمر تصنيف الوكالة "منظمة إرهابية"

 

وخاطب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر التعهدات للأونروا الذي عقد في يوليو الماضي: "ندائي للجميع هو.. احموا الأونروا وموظفيها وتفويضها، بما في ذلك من خلال التمويل.. لأكن واضحاً.. لا بديل للأونروا".