قائمة الموقع

الطفل "إسلام النّبيه".. مُصاب بسرطان الدّم و"المجاعة" تفاقم حالته الصحية

2024-09-16T09:11:00+03:00

يستلقي الطفل إسلام النبيه (عامان ونصف) على أحد أسرّة المرض في قسم الأطفال بمستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بالكاد يستطيع تحريك أعضاء جسده الذي أصبح فريسة لمرض سرطان الدم "اللوكيميا" الذي يزيده سوءاً بفعل المجاعة التي تضرب مناطق شمال القطاع.

كل يوم يمضي على "إسلام" يكون أثقل من جبال الأوهام على حالته الصحية وعائلته وخاصة والدته التي يكتوي قلبها بالألم والوجع ألف مرّة في كل نظرة منها له، خلال مرافقتها له في المستشفى، بعد اكتشاف إصابته بالمرض قبل أكثر من 20 يوماً، كما تقول والدته "ايمان النبيه".

وتروي "إيمان" لمراسل موقع "فلسطين أون لاين" تفاصيل إصابة فلذة كبدها بالمرض، "قبل شهرين ظهرت عدة أعراض على طفلي إسلام أبرزها الهزلان وانتفاخ في بطنه، فتوجهنا حينها إلى المستشفى، وجرى تشخيص حالته أنه مصاب بالتهاب فيروسي".

وتُكمل أنه تلقى العلاج اللازم وطرأ تحسن على الحالة الصحية لـ "إسلام"، وعاد إلى حياته الطبيعية ونشاطه وحركته إلى حد ما، لكّن هذا التحسن لم يدم طويلاً إذ حدثت انتكاسة على حالته الصحية قبل حوالي 20 يوماً.

وظهرت على "إسلام" حسبما تروي والدته المكلومة، أعراض جانبية مثل الهزلان وآلام في القدمين وارتفاع في درجة حرارته، الأمر الذي دفعهم للتوجه به إلى المستشفى على الفور "بلا تردد".

كانت الصدمة كبيرة للعائلة في الزيارة الثانية للمستشفى، وحينها أكد الأطباء إصابته بمرض سرطان الدم "اللوكيميا"، وهنا فوجعت العائلة بهذا الخبر الذي وقع كـ "الصاعقة" على أذهانهم، وتم إقرار المبيت له داخل قسم الأطفال في كمال عدوان.

"ظهرت بقع زرقاء في أماكن متفرقة في جسده بالإضافة حالة هزلان وارهاق عند بذل أي مجهود صغير، وانتفاخ في البطن وأسفل القفص الصدري، وارتفاع الحرارة بشكل متواصل"، تحكي "إيمان" الأعراض التي بدأت تظهر على نجلها "إسلام" منذ اللحظات الأولى لمبيته في المستشفى.

ووفق إيمان، فإن حالة "إسلام" تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، إذ وصل الوجع للكبد حيث ارتفعت وظائفه بشكل كبير جداً، بالإضافة إلى تضخمه والطحال والغدد الليمفاوية، وتدني نسبة الصفائح الدموية حتى بات لا يستفيد على "وحدات الدم" التي يتلقاها في المستشفى.

وما يزيد القهر والغصة في قلب "إيمان" هو حالة المجاعة التي تعيشها مناطق شمال قطاع غزة، وسوء التغذية التي تلاحق الأطفال ومن بينهم "إسلام" الذي يعاني من سوء الغذاء المقدم له، فتقول "الطعام الذي يتناوله اسلام سيء جدا، حيث يتناول المُعلبات والخبز فقط، في حين يفتقد لتناول الخضروات والفواكه واللحوم التي تحتوي على الفيتامينات والبروتينات وغيرها".

تقلب "إيمان" بذاكرته المنهكة وتبحث في ثناياها عن أجمل اللحظات التي عاشها "اسلام" قبل المرض "كان طبيعي جدا ويلعب ويأكل ويتحرك كثيراً كما أي طفل لا يعاني من الأمراض".

وتستصرخ "إيمان" كل الضمائر الحية في العالم من أجل المساهمة في علاج نجلها "إسلام" خارج قطاع غزة، وفق تشخيص الأطباء الذين أقرّوا أن العلاج الخاص به لا يتوفر في القطاع.

تجدر الإشارة إلى أن 36 طفلا ارتقوا نتيجة المجاعة التي تعصف بقطاع غزة بفعل حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، وفق الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

اخبار ذات صلة