فلسطين أون لاين

على أبواب الشّتاء.. ترميم الخيام المهترئة يُرهق كواهل النّازحين

...
خان يونس/ محمد سليمان

لم يجد النازح من بيت لاهيا شمال قطاع محمد العطار إلى منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، شادر من البلاستيك في الأسواق من أجل استخدامه لترميم خيمته المهترئة، وحماية عائلته من الأمطار والرياح التي بدأت تهطل على مناطق مختلفة من قطاع غزة.

ويشكو العطار من الارتفاع الكبير وغير المسبوق بأسعار الشوادر التي تباع بكميات قليلة في الأسواق، حيث وصل سعر الشادر الواحد إلى 550 شيقل، في حين كان سعره في بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي 150 شيقل.

ويقول العطار في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "موجود في أنا وأطفالي الأربعة وزوجتي بخيمة من النايلون والخشب منذ شهر مايو الماضي بمنطقة المواصي، ولم أجددها أو أعمل أي صيانة او ترميم لها، والآن هي ممزقة من جميع الجهات، وعند سقوط الأمطار سنغرق بداخل هذه الخيمة المهترئة".

ويضيف العطار: "ذهبت للسوق بمنطقة جامعة الأقصى غرب خان يونس لشراء شادر من أجل ترميم الخيمة لتجنب الغرق من الأمطار، فكانت الأسعار مخيفة وخيالية لا يمكن لي أن اشتري بها، وعدت إلى الخيمة بدون أي شادر".

ويوضح أنه يشعر بالقلق كل يوم مع سماعه عن قرب دخول منخفض جوي أو سقوط أمطار خلال الساعات القريبة، لضعف خيمته ووجود ثقوب عديدة بسطحها وبجوانبها، وحاجتها إلى الترميم الفوري.

وناشد العطار المؤسسات الإغاثية التي تعمل بقطاع غزة بضرورة توفير شوادر وخيام جديدة لهم، لحمايتهم من أمطار فصل الشتاء القادمة والمنخفضات الجوية، خاصة أنهم يعيشون على الشريط الساحل.

وفي منطقة قريبة من خيمة العطار، بدأ النازح من شمال قطاع غزة، أحمد المصري، بترميم خيمته بأكياس النايلون الصغيرة التي تستخدم للخضروات والفواكه لعدم قدرته على شراء شادر من البلاستيك لارتفاع سعره.

ويقول المصري لـ"فلسطين أون لاين": "الخيمة اهترأت بسبب النزوح الطويل، وقوة الشمس خلال النهار، وتحتاج إلى ترميم وتغطية، وأي هطول للأمطار سيغرق أطفالي الخمسة وأمهم بداخلها، والأفرشة".

نداء استغاثة

المكتب الإعلامي الحكومي، أطلق نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع 2 مليون نازح في قطاع غزة قبل فوات الأوان، بالتزامن مع قدوم المنخفضات الجوية وقبل دخول فصل الشتاء وظروفه المناخية القاسية.

وأكد المكتب في بيان له، أن أعداد النازحين لا تزال في تدفق وازدياد يوماً بعد يوم، حيث بلغ عدد النازحين بشكل عام من 1,9 مليون نازح إلى 2 مليون نازح في محافظات قطاع غزة.

وقال: "لدينا في قطاع غزة 543 مركزاً للإيواء والنُّزوح نتيجة ارتكاب الاحتلال "الإسرائيلي" جريمة التهجير القسري وهي جريمة ضد الإنسانية من خلال إجبار المواطنين على النزوح الإجباري من منازلهم وأحيائهم السكنية الآمنة وهي جريمة مخالفة للقانون الدولي".

وبيّن أن نسبة 74 % من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية والتي أفادتنا بوجود 100,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهتراء هذه الخيام تماماً، حيث أنها مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش، وهذه الخيام اهترأت مع حرارة الشمس ومع ظروف المناخ في قطاع غزة، وخرجت عن الخدمة بشكل كامل، خاصة بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح وهذه الظروف غير الإنسانية.

وأشار إلى أن قطاع غزة مُقبل على كارثة إنسانية حقيقية بفعل دخول فصل الشتاء وظروف المناخ الصعبة، وبالتالي سوف يصبح 2 مليون إنسان بلا أي مأوى في فصل الشتاء وسيفترش هؤلاء الأرض وسيلتحفون السماء، وذلك بسبب اهتراء خيام النازحين وخروجها عن الخدمة تماماً، وكذلك بسبب إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وبسبب منع الاحتلال "الإسرائيلي" إدخال قرابة ربع مليون خيمة و"كرفان" إلى قطاع غزة في ظل هذا الواقع المرير.