تتصاعد وتيرة عمليات المقاومة في مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة، في خضم التصدي لجرائم الاحتلال الذي يسعى لاجتثاث المقاومة، وإفشال مخططاته الرامية لبسط سيطرته الكاملة على الضفة وشمالها تحديداً وقطاع غزة من جهة أخرى، وفق ما يرى محللون.
ونفذ الأربعاء فلسطيني عملية دهس قرب حاجز بيت إيل شمال رام الله وسط الضفة المحتلة، أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي، حيث تأتي هذه العملية بعد سلسلة من عمليات المقاومة البطولية في عدة مدن وقرى بالضفة.
وقبل أيام نفذ السائق الأردني ماهر الجازي عملية إطلاق نار بمسدس في معبر الكرامة وقتل ثلاثة من افراد الامن الإسرائيليين، وهو ما عدّه المحللون في إطار مشاغلة الاحتلال والرد الطبيعي على جرائمه في الضفة وغزة.
من جهته، يرى الخبير في الشأن السياسي عدنان الصباح، أن الاحتلال يسعى لتحقيق عدة أهداف من خلا تكثيف جرائمه بالضفة وأهمها بسط سيطرته الكاملة وضم الضفة وتهويد القدس المحتلة.
وقال الصباح في حديثه لموقع "فلسطين أون لاين"، إن ما يجري في قطاع غزة ليس بعيدا عن الضفة، إذ الاحتلال يحاول كسر المقاومة الفلسطينية التي ألحقت به الخسائر الفادحة.
وبين أن ما يمنع الاحتلال من الوصول إلى تحقيق أهدافه الحقيقية في الضفة والقدس طوال السنوات الماضية هو قوة وقدرة المقاومة الفلسطينية وتحديدا في مركز الثقل لها وهو قطاع غزة.
وأوضح أن الصمود الاسطوري في غزة وقوة المقاومة فيها وتصاعدها في شمال الضفة تحديدا يجعل الاحتلال يستخدم القوة المفرطة في الحالتين.
وأشار إلى أن الاحتلال يشعر بالتخبط بفعل فشله الذريع في السابع من اكتوبر 2023، ومرور أكثر من 11 شهرا بدون تحقيق أهدافه في غزة.
اجتثاث المقاومة
من ناحيته، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد هلسة، إن الضفة تشكل وجع في الخاصرة الإسرائيلية لذلك سعى الاحتلال لاجتثاث المقاومة فيها عبر شن عملية عسكرية.
وأوضح هلسة لموقع "فلسطين أون لاين"، ان وتيرة المقاومة تصاعدت في الضفة بعد السابع من أكتوبر لعدة اعتبارات أهمها استمرار مشاغلة (إسرائيل) وتخفيف الضغط عن المقاومة بغزة
وبين أن استمرار العمل المقاوم جاء نتاج وقاحة المستوطنين وتمدد الاستيطان وانسداد الأفق السياسي.
ووفق هلسة، فإن الاحتلال يرى أن تصاعد المقاومة بالضفة لذلك اراد استثمار المناخات التي خلفتها الحرب وسكوت العالم العربي والقيود التي فرضتها الإدارة الأمريكية لتصفيتها.
واضاف ان (إسرائيل) تريد أن تتخذ خطوات استباقية تمنع من خلالها المقاومة من مجابهتها بالضفة وتحولها من تهديد رئيسي إلى ثانوي.
وأشار إلى أن قادة الاحتلال يسعون لتحويل غزة مثل الضفة واطلاق يد الجيش في غزة.
ولم يستبعد أن تشتعل جبهة الضفة أكثر في قادم الأيام خاصة في ضوء تعنت الاحتلال وقف الحرب في قطاع غزة وتنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة بالضفة وغيرها من الجرائم الممنهجة.