يصطف طابور طويل من الفلسطينيين أمام خيمة مخصصة لعلاج الأمراض الجدلية على أمل الحصول على الدواء المفقود في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر الثاني عشر على التوالي.
وتحولت الخيمة في مستشفى الكويتي التخصصي غرب خانس يونس إلى قبلة إلى مئات الفلسطينيين يوميًا في ظل تفشي الأمراض الجلدية بين صفوف النازحين الفلسطينيين الذين يعيشون في خيام او فصول دراسية مكتظة.
وتنتشر الأمراض الجلدية نتيجة غياب النظافة وشح المياه وانتشار مياه الصرف الصحي والنفايات، ما فاقم الوضع الصحي بسبب الحرب.
وعرضت وسام أحمد طفلتها جزء من جسد طفلتها ألاء 9 سنوات التي تعاني تقرحات جلدية وبثورا كبيرة بسبب مرض جلدي تفاقم تأثيره في بيئة ملوثة سببتها حرب الإبادة الجماعية.
وتقول الأم الفلسطينية وهي تنظر دورها لعرض طفلتها على الطبيب المختص "انظر جسدها مليء بالتقرحات والبثور وكل يوم بكر يزداد الأمر سواءً".
وتضيف "من يوما ما بدأت التقرحات تظهر عملت على عزلها عن أشقائها خشية وأصبحت ألاء تعيش في عزله عن الأطفال والجميع ينظر إليها بطريقة دونية".
وتشير إلى أن طفلتها تعاني مضاعفات صحية وسوء تغذية وضعفا في الدم، ويحتاج إلى غذاء صحي غير متوفر، ولا يملكون ثمنه في ظل ارتفاع أسعاره، وعدم توفر مصدر دخل لهم.
وتأمل الأم الفلسطينية أن تحصل طفلتها على العلاج وأن تنتهي الحرب الإسرائيلية عن قطاع غزة وتعود إلى منزلها مع عائلتها.
وتتفاقم معاناة ألاء النازحة مع عائلتها من غزة إلى خان يونس مع ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيمة المصنوعة من القماش والنايلون، وانتشار الأوبئة والملوثات من حوله، وعدم توفر العلاج المناسب.
وعائلة أحمد هي أنموذج لعشرات الآلاف من العائلات في فطاع غزة وتفتقر إلى مواد النظافة الشحيحة في القطاع المحاصر نتيجة إغلاق الاحتلال للمعابر، كما يضطرون إلى الاعتماد على المياه الملوثة لغسل أجسادهم في ظل شح المياه النظيفة.
ويقول الطبيب أسعد عاشور رئيس قسم الأمراض الجلدية بمجمع ناصر الحكومي بمدينة خانيونس إن "الالتهابات الجلدية تنهش أجساد أطفال غزة في ظل التلوث البيئي نتيجة عدم توفر أدوات التنظيف جراء استمرار الحصار الإسرائيلي".
ويضيف عاشور لـ"فلسطين اون لاين" أن الأطفال وكبار السن أكثر الفئات المصابة بالالتهابات الجلدية في ظل الاكتظاظ الهائل وارتفاع درجات الحرارة وبسبب الأوضاع البيئية والصحية المتدهورة".
ويوضح أن من بين الأسباب التي أدت إلى انتشار تلك الأمراض تكدس النفايات، وتسرب مياه الصرف الصحي جراء الحرب.
بدوره، يحذر الدكتور جمال الهمص مدير المستشفى الكويتي التخصصي أن أمراض الالتهاب الجلدية دخلت مرحلة خطيرة وأصبحت عائلات بأكملها مصابة بتلك الأمراض جراء الاكتظاظ وارتفاع درجات الحرارة وبسبب الأوضاع البيئية والصحية المنهار.
ويوضح الهمص لـ"فلسطين اون لاين" أن منذ اجتياح جيش الاحتلال مدينة رفح قبل أربع أشهر تم حظر دخول الأدوية حيث يعاني المواطنين من الحرمان من الدواء والعلاج.