للعام الثاني على التوالي، يعاني قطاع غزة من خسارة فادحة في حصاد الزيتون، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة التي أدت إلى تجريف الأراضي الزراعية وتدمير المحاصيل.
يُعتبر الزيتون من المحاصيل الأساسية في غزة، وله دور محوري في الاقتصاد المحلي، حيث كان الإنتاج يصل إلى حوالي 35 ألف طن في السنوات السابقة للحرب.
يمثل حصاد الزيتون مصدر رزق أساسي للعديد من المزارعين، ومن عائداته كانوا يسدون ديونهم ويعيلون أسرهم لكن هذه الحرب غيرت
المعادلة بالكامل.
المزارع عبد اللطيف العويدات يقول: "أنا مزارع زيتون منذ أكثر من عشرين عاماً، في كل عام كنت أعتمد على حصاد الزيتون لتلبية احتياجات أسرتي وتسديد الديون ولكن فقدت معظم أشجاري هذا بسبب قصف الاحتلال والتجريف".
وأضاف العويدات لـ"فلسطين أون لاين"" الأشجار المعمرة التي تحتاج سنوات لتثمر قد قُطعت بالكامل، وهذا يعني أننا سنحتاج لسنوات طويلة حتى نتمكن من استعادة المحصول، والوضع جعلني عاجزًا عن تأمين لقمة العيش لعائلتي."
المزارع خميس أبو زعيتر يعبر عن حسرته لـ"فلسطين أون لاين" قائلاً: "الخسارة ليست مجرد فقدان محصول، بل تشمل أيضاً الأشجار الصغيرة التي كنت أزرعها لمستقبلنا، هذه الأشجار كانت ستصبح مصدر دخل جيد بعد سنوات، ولكن الآن، لا أستطيع حتى زراعتها مجددًا بسبب تدمير الأراضي، الحرب قضت على كل ما عملت على بنائه طوال السنين."
وأضاف أبو زعيتر، الذي ورث 5 دونمات من الزيتون عن والده: "الزيتون ليس فقط مصدر دخل، بل هو جزء من ثقافتنا وتراثنا عائلتي تأثرت كثيرًا بسبب عدم قدرتنا على جني الزيتون الموسم الماضي والخشية من الوصول إلى ما تبقى من أشجار الموسم الحالي".
وتوقع أبو زعيتر أن يؤثر هذا الشح في الأسواق بشكل كبير، حيث سترتفع الأسعار نتيجة قلة المعروض."
ومن جهته دعا المزارع أمجد أبو دهمان إلى تحرك سريع من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم اللازم للمزارعين المتضررين، خاصة أولئك الذين طالهم أعمال القصف والتجريف، لمساعدتهم في إعادة تأهيل أراضيهم لزراعة الزيتون من جديد.
وأشار أبو دهمان إلى أن بعض المزارعين يسارعون لقطف ثمار الزيتون بعد دخول شهر سبتمبر، بينما يفضل آخرون تأخير القطف حتى أكتوبر، انتظارًا لاكتمال نضج الثمار.
هذا التوقيت يعتبر حاسمًا لأن الزيتون الناضج بشكل كامل يوفر جودة أعلى ويزيد من فعالية استخلاص الزيت، مما يساهم في تحسين العائد الاقتصادي من المحصول.
وفي ظل استمرار الحرب، لم تتمكن فلسطين أون لاين من الحصول على بيانات جديدة حول عدد أشجار الزيتون المتوفرة. ومع ذلك، يمكن الإشارة إلى أن المساحات المزروعة قبل الحرب كانت تقدر بنحو 43 ألف دونم، منها 34 ألف دونم مساحات مثمرة.
ووفقًا لتصريح سابق لوزارة الزراعة، كانت تلك المساحات تعطي إنتاجًا يفوق 35 ألف طن، يُوجه نحو 30 ألف طن منها للعصر للحصول على الزيت، والبقية للتخليل.
قبل الحرب، كان في قطاع غزة 38 معصرة زيتون، بينها معاصر تقليدية حجرية، غير أن غالبيتها دمرت أو أصيبت بأضرار بالغة.
وتشكل زراعة الزيتون جزءًا هامًا من التراث الزراعي الفلسطيني، حيث تتمركز زراعته في محافظات غزة، وخاصة في مدينة غزة وخانيونس والمنطقة الوسطى.
أصناف الزيتون المزروعة في قطاع غزة هي (السري) الذي يأخذ الصدارة يليه على التوالي( k18 )، وصنف ( الشملالي)، إلى جانب أصناف أخرى.
ويجدر الإشارة إلى أن وزارة الزراعة تعطي الأولوية لتغطية الاحتياج المحلي من زيت الزيتون ، والفائض توافق على تصديره للخارج في الأوقات الطبيعية.