فلسطين أون لاين

محلل أمريكي: واشنطن لا تتخذ أي خطوات لمواجهة الإبادة الجماعية في الضّفة الغربية

...
ترجمة فلسطين أون لاين 

انتقد محلل سياسي وضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA)، استمرار الولايات المتحدة في تمويل كتيبة "نتساح يهودا"، وهي وحدة عسكرية متشددة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تعمل في الضفة الغربية.

وأشار المحلل السياسي ميلفين جودمان في مقال بموقع "كاونتر بانش" الأمريكي إلى أن هذا القرار يعكس عدم رغبة الإدارة الأمريكية في اتخاذ أي خطوات لمواجهة ما يصفه بـ "حملة الإبادة الجماعية" التي تمارسها (إسرائيل) ضد الفلسطينيين.

واعتبر قرار تمويل هذه الكتيبة انتصارًا كبيرًا على خبراء حقوق الإنسان في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين الذين طالبوا بحرمان "نتساح يهودا" من الدعم الأمريكي.

وسلّط الضوء على سجل الكتيبة السيء في التعامل مع الفلسطينيين، حيث تورطت في عدة حوادث قتل مدنيين غير مسلحين، وتعذيب معتقلين، وارتكاب اعتداءات جنسية.

وأشار إلى أن هذه الكتيبة تجذب أفرادًا من جماعات المستوطنين المتطرفة التي تشتهر بإقامة بؤر استيطانية غير قانونية على الأراضي الفلسطينية.

وأوضح جودمان أن تمويل الولايات المتحدة لهذه الكتيبة يمثل انتهاكًا لقانون "ليهي" الذي صدر في عام 1997، والذي يمنع وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين من تقديم مساعدات عسكرية لوحدات أمنية أجنبية تنتهك حقوق الإنسان. ورغم أن القانون طُبق على دول أخرى مثل بنغلاديش، بوليفيا، كولومبيا، غواتيمالا، والمكسيك، فإن (إسرائيل) تبدو استثناءً في هذا السياق.

وتطرق المقال إلى تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن بصراحة أنه سيعارض أي عقوبات تُفرض على أي وحدة من جيش الاحتلال بكل قوته.

وأضاف، أن الولايات المتحدة، عبر تاريخ طويل، لم تظهر استعدادًا لمواجهة نتنياهو، الذي قاد ستة من أصل أحد عشر حكومة "إسرائيلية" على مدى الـ28 عامًا الماضية.

كما ينتقد جودمان إدارة بايدن على قرارها إرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين عبر رصيف عائم عسكري، وهي خطوة فاشلة كما تنبأ بها خبراء في وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين.

ولفت إلى أن هذه الخطوة كانت غير فعالة، حيث توقفت الجهود بعد بضعة أشهر، في الوقت الذي كانت فيه المساعدات تدخل غزة ببطء والهجمات على قوافل المساعدات مستمرة.

وربط جودمان بين هذا السلوك "الإسرائيلي" وبين تاريخ طويل من السياسات القمعية تجاه الفلسطينيين، مشيرًا إلى القوانين التي تبنتها (إسرائيل) عقب تأسيسها، والتي منحت السلطات العسكرية الإسرائيلية صلاحيات واسعة لقمع الفلسطينيين.

واختتم مقاله بالإشارة إلى أن استمرار التوتر في غزة والضفة الغربية ينبئ بمستقبل مظلم للمنطقة، مع تزايد العزلة الدولية (لإسرائيل) وسط تصاعد النفوذ اليميني المتطرف في سياستها.