قالت مصادر محلية وإعلامية عبرية إن قتالًا عنيفًا يدور منذ صباح اليوم السبت في محاور التقدم والتوغل لجيش الاحتلال في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وذكر موقع والا العبري، إن القتال العنيف الجاري بين المقاومة في جنين وجيش الاحتلال يأتي بعد ساعات من العمليات التي وقعت الليلة في غوش عتصيون والتي أُصيب خلالها عدة إسرائيليين بدرجات متفاوتة.
وأُصيب قائد لواء غوش عتصيون وجندي وعدد من المستوطنين إثر عملية "نوعية" مزدوجة استهدفت مستوطنتي " و"غوش عتصيون" بالقرب من الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقالت الإذاعة، إن قائد "لواء غوش عتصيون" -وهو ضابط برتبة عقيد- أصيب هو وأحد الجنود برصاص زملائهم خلال إطلاق النار على المنفذ.
في تعليقه على التطورات الجارية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، قال الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء ركن واصف عريقات إن المقاومة الفلسطينية في الضفة برعت في احتواء الصدمة الأولى وذروة الهجوم الإسرائيلي.
وأوضح أن المقاومة انتظرت حتى تقلصت الصدمة ثم انتقلت إلى الرد على الهجوم الإسرائيلي بعمليات هجومية، وتستبسل في التصدي له وإيقاع خسائر في صفوفه.
وتستخدم المقاومة في الضفة الغربية -وفق عريقات- أسلوب حرب العصابات، وتستغل نقاط ضعف العدو الذي يعاني الإنهاك والتعب، مؤكدا أن المقاومين تمكنوا من إعادة تنظيم خلاياهم ومقاتليهم والوصول إلى بعض المناطق وزرعوا متفجرات واشتبكوا مع قوات الاحتلال بأسلحة خفيفة.
وأعلنت كتائب الأقصى-جنين أن مقاتليها نصبوا كمينا محكما لقوة مشاة إسرائيلية في حي الدمج بمدينة جنين وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.
كما أقرّت مصادر إعلامية إسرائيلية بمقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين -اليوم السبت- في كمين بمخيم جنين، ووصفت المصادر ما وقع بأنه "حدث أمني صعب".
ووفق اللواء عريقات، فإن إمكانات المقاومة لا يمكن أن تتساوى مع إمكانات جيش الاحتلال، لكن لديها الإرادة والصمود الذي يخيف الاحتلال. ففي الانتفاضة الأولى لم يُستخدم السلاح وإنما الحجارة والسكاكين، وكذلك لم يستخدم السلاح في إضراب 1936، أي إن هناك تجارب واجه فيها الفلسطينيون جيش الاحتلال وتمكنوا من مقاومته والبقاء.
ويذكر أن مصدرا قياديا في كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أوضح أن كتائب القسام وفصائل المقاومة أعدّت نفسها لأيام طويلة من المواجهة والاشتباك، مؤكدا أن المقاتلين أعادوا توزيع وحداتهم في شمال الضفة بما يفشل العملية العسكرية الإسرائيلية.
وبدأ جيش الاحتلال عمليته الموسعة في الضفة الغربية فجر الأربعاء الماضي تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم بأنه الأكبر من نوعه منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.
المصدر : الجزيرة