قال رئيس مجلس إدارة جمعية الخدمة العامة، د. عوني العكلوك، إن الفترة القادمة ستشهد انطلاقة قوية للخدمات الصحية في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه تم استقبال عدد من الأطباء بالتعاون مع المؤسسات الدولية لتقديم خدمات طبية للمرضى والجرحى، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني في المدينة.

وأكد العكلوك، في حديث خاص مع "فلسطين أون لاين" أنه رغم الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، إلا أن الطواقم الطبية ستواصل عملها في تقديم خدمات جراحية للمصابين والجرحى للتخفيف من معاناتهم.

ورغم استهداف قوات الاحتلال لمستشفيات القطاع، أشار العكلوك، إلى أن الجمعية لم تتوقف عن تقديم خدماتها الطبية، لافتًا إلى استهداف قوات الاحتلال لمبنى القلب والأوعية الدموية بمدينة غزة في نوفمبر الماضي، وإلحاقه أضراراً كبيرة بالمبنى أجبره على الخروج عن الخدمة لفترة.

تدخل عاجل

وتابع رئيس مجلس الإدارة، "عندما تعرض مستشفى الشفاء للضرر والخروج عن الخدمة تداعينا بإشراف من الوزارة من أجل العمل، خاصة أن الجمعية يتوفر بها غرف عمليات جراحية، لذلك تم تأهيل مبنى الأوعية الدموية من قبل الطواقم الفنية التابعة للوزارة،وخلال فترة بسيطة تم تشغيل مستشفى الأوعية الدموية التابع لجمعية الخدمة العامة".

وأضاف،  "أن دورنا الرئيسي ووفقًا للخطة الصحية بغزة استقبال الحالات الجراحية التي تحتاج لتدخل عاجل في الجراحة العامة والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة والعيون ، مشيرًا إلى أن دورهم تكميلي للمستشفى الأهلي.

وبيّن العكلوك أن الجمعية استقبلت منذ عودتها للعمل في 23 مايو الماضي، ما يزيد عن 500 حالة تحتاج إلى تدخل جراحي عاجل، إضافة إلى 500 حالة مجدولة، مشيرًا إلى أن جمعيته تعمل بالشراكة مع وزارة الصحة وبعض المتطوعين من أجل سد النقص الحاد في الكوادر الطبية.

وأشار إلى الصعوبات التي تواجههم في العمل تأخر سلطات الاحتلال لإجراء تنسيق للطواقم الطبية التي تزور القطاع، للتنقل بين المستشفيات لمساندة طواقمنا، مبيناً أن منظمة الصحة العالمية (WHO) تقدم بعض الدعم اللازم للجمعية لاستمراريتها في العمل، إلى جانب قيام وفدًا منها لإعطاء محاضرات للكوادر الصحية بشأن لقاحات شلل الأطفال .

وذكر أن جمعيته تحرص لأن يكون لها علاقات مستمر من قبل المؤسسات الدولية لتوفير الغطاء للازم من أجل القيام بعملها.

وأردف قائلًا: "منظمة الصحة العالمية تزودنا بالوقود لتشغيل المستشفيات لعمل غرف العمليات بعد تدمير الطاقة الشمسية وضعف قدرتها، مشيرًا إلى أنهم تلقوا وعودًا لإعادة تأهيل مستشفى القلب والأوعية الدموية، ورفع القدرة الاستيعابية من 25 سريرًا إلى  70 سريرًا كي تلبي احتياجات المرضى والجرحى وإعادة تأهيل الدور الرابع بالجمعية ليكون قسم للمبيت.

تدمير المستشفيات

وجدّد رئيس مجلس الإدارة، التأكيد أن جيش الاحتلال تعمد منذ بداية الحرب على القطاع، تدمير المستشفيات واستهداف الأطباء، مبينًا أن جمعية الخدمة العامة فقدت 17 شهيدًا من كوادرها نتيجة هذه الهجمات المستمرة على غزة.

وبين العكلوك، أن استهداف جيش الاحتلال المستمرة للقطاع، أدى لتسجيل وفيات بسبب التأخير في تلقي العلاج والمضاعفات الناجمة عن ذلك، محذرًا من أن أي استهداف لمناطق مجاورة للمستشفيات يعرض حياة الأطباء والمرضى للخطر ويؤثر سلبًا على سير العمل الطبي.

وأوضح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استخدام أسلحة محرمة دوليًا في هجماته على المواطنين، مما أدى إلى تسجيل إصابات خطيرة شملت حالات بتر وتشوهات، بالإضافة إلى الإصابة بأمراض خطيرة.

وكشف أن بعض الإصابات بالحروق الناتجة عن الصواريخ "الإسرائيلية" بلغت نسبتها 100%، ما أدى لتعطل الوظائف الحيوية للمصابين وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً واستشفاءً طويل الأمد، مبينًا أن هذه الإصابات قد تسبب مضاعفات تؤدي إلى الوفاة، إلى جانب طول فترة الاستشفاء التي يعاني منها الجرحى.

شلل الأطفال

فيما يتعلق بشلل الأطفال في القطاع، أعلن العكلوك عن بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال خلال أيام، والتي ستشمل الأطفال من سن يوم إلى 10 سنوات كإجراء وقائي لحمايتهم من المرض.

وأشار العكلوك، إلى أن الوزارة بذلت جهوداً كبيرة بالتعاون مع المؤسسات الدولية لضمان وصول التطعيمات إلى غزة، مشددًا على أهمية توعية الكوادر الطبية والأهالي حول أهمية التطعيم.

وأضاف: أن قطاع غزة، يعد من أعلى المناطق في العالم من حيث نسبة تلقي الطعوم، إذ تصل النسبة إلى 98%، مشيرًا إلى أن حالة شلل الأطفال التي ظهرت في القطاع، جاءت نتيجة الحرب الإسرائيلية وتدمير شبكات المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى تفشي المرض بين الأطفال.

ودعا العكلوك، كل  المؤسسات والمنظمات الطبية لممارسة دورها والوقوف إلى جانب مستشفيات وجرحى القطاع، وتقديم احتياجاتهم والضغط على سلطات الاحتلال لوقف الحرب وإدخال جميع الاحتياجات الطبية والطعوم اللازمة لغزة.