أكد خبير في القانون الدولي أن جريمة الاختفاء القسري التي يتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة بشكل ممنهج، تعتبر "ممارسة بالغة الخطورة وترتقي إلى الجرائم ضد الإنسانية" في كافة الاتفاقيات والقوانين الدولية.
وأوضح رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) صلاح عبد العاطي لـ"فلسطين أون لاين" أن القاعدة 98 من دراسة القانون الدولي الإنساني العرفي، تؤكد أن "الاختفاء القسري محظور في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية".
وبينما يعيش العالم اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري الذي يصادف الـ٣٠ من أغسطس من كل عام، لا تزال آلاف العائلات من سكان قطاع غزة تبحث عن أبنائها الذين فُقدوا أو اختفوا قسرا دون معرفة مصيرهم.
وبيّن عبد العاطي أن الاختفاء القسري يعد شكلًا من أشكال العقاب الجماعي، الذي يتضرر منه المختفي نفسه بسبب اعتقاله دون حقوق وخارج إطار القانون، وأفراد عائلته أيضًا الذين يجهلون مصير أبنائها المختفين، ويبقون في تساؤل مستمر وانتظار دائم، مدة أشهر طويلة أحيانا، لسماع خبر قد لا يأتي أبدا.
ورأى أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" يستخدم الاختفاء القسري كـ"استراتيجية لنشر الرعب في المجتمع الفلسطيني"، يرافقه فقدان الشعور بالأمان الذي تولده هذه الممارسة.
وطالب عبد العاطي المجتمع الدولي بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع المحتجزين الذين تم اعتقالهم تعسفًا من قطاع غزة.
كما دعا الخبير في القانون الدولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في جميع مراكز الاحتجاز والسجون الإسرائيلية، والتأكد من ظروف احتجازهم، والبحث عن المفقودين والمخفيين قسرًا، والمساهمة في الكشف عن مصيرهم.
وتشير تقديرات حقوقية إلى أن عدد المفقودين جراء الحرب في قطاع غزة تجاوز 13 ألفًا، وإن بعضهم ما زال تحت الأنقاض، أو دفنوا في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسرًا في سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية، وبعضهم تعرض للقتل داخلها.
وحتى الآن، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 36 معتقلًا من قطاع غزة تحت التعذيب خلال اختفائهم قسريًا في سجونها، بحسب بيان صادر عن وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة.
وفي معظم حالات القتل هذه، لا تقوم سلطات الاحتلال بالإعلان عنها إلا بعد مضي عدة أسابيع.
وحتى الجثامين المدفونة في المقابر، لم تسلم من جريمة الاختفاء القسري، إذ انتشرت مؤخرا ظاهرة المقابر الفارغة والجثامين المختفية بسبب قيام جيش الاحتلال بسرقتها وهي مدفونة أسفل الأرض، إذ تشير المعطيات المحلية إلى أن هناك 2210 جثث قد اختفت بشكل غامض من المقابر، وتعتبر هذه الظاهرة غير مسبوقة وتثير قلقاً بالغاً حول مصير هؤلاء الضحايا.